أفادت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بارتكاب قوات الاحتلال الاسرائيلي ليلة أمس جريمة حرب وحشية باقتحامه واعتدائه بالدبابات على مجمع الشفاء الطبي، في انتهاك صريح لحرمة مؤسسة صحية محمية بحكم اتفاقية جنيف الرابعة.
وقالت خلال مؤتمر صحفي عقدته في لبنان الخميس، إن جنود الاحتلال وضباطه قاموا، بإرهاب المرضى، واحتجازهم في الأقسام بطريقة همجية، في ظل انقطاع تام للكهرباء والماء، فضلاً عن العبث بكافة الأقسام والصيدلية وتدمير مستودع الأدوية، كما أنّهم عطّلوا جهاز الرنين المغناطيسي في المشفى.
وأضافت "بعد عشرين ساعة من الاعتداء على كافة مرافق المستشفى والتفتيش والعبث بمحتوياته وأقسامه، خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال كعادته برواية هزيلة سخيفة، ليقول وجدنا عدة قطع بنادق كلاشينكوف، وجهاز لابتوب، وبزّة عسكرية، وحذاء. وعرضهم على رفوف وكأنها في سوبرماركت، أو غرفة فندقية".
وأكدت أن هذه مسرحية هزيلة لجأ إليها الاحتلال وأعدّها للتغطية على سقوط روايته المزعومة، وهي تكشف للقاصي والداني كذبهم وكذب الإدارة الأمريكية التي روّجت لمزاعم الاحتلال، دون دليل أو بيّنة.
وتابعت متسائلة "هل عِدّة بنادق، مع بِزة عسكرية، وحذاء، جاء بهم الاحتلال إلى غرفة الرنين المغناطيسي التي يعمل فيها أطباء ومتخصّصو الأشعة على مدار الساعة، تشكّل غرفة عمليات وقيادة وسيطرة وتحكّم لكتائب القسام التي تدكّ الاحتلال في كل دقيقة وساعة في طول وعرض قطاع غزة؟!".
وبالرغم من سخافة الرواية وكذبها، لفتت حماس إلى أن "الاحتلال ليس مؤهلاً أساساً ليكون قاضياً وحكماً وهو الخصم والعدو".
وشددت على مطالبتها للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، منذ أسبوعين، بتشكيل لجنة دولية للاطلاع على واقع المستشفيات، وللوقوف على كذب الاحتلال، مؤكدة انها تعلم بأن الاحتلال سيلجأ إلى التضليل والكذب واختلاق الروايات.
وفي تفاصيل أخرى تكشف كذب رواية الاحتلال تسائلت حماس: "كيف قاد الاحتلال تفكيره لوضع أسلحة في غرفة الرنين المغناطيسي؟!".
وأضافت "هل يعقل أن يفتح حقيبة مشتبه بها مباشرة، وهم في مثل هذه الحالات يأخذون أقصى الاحتياطات الأمنية ويحضرون فريقا متخصصا بالتعامل مع المتفجرات أو يحضرون روبورت آلي؟".
ولفتت حماس إلى أن "الاحتلال وبعد ظهور ركاكة روايته وهشاشة أدلته التي اصبحت موضع سخرية للعالم , فانها لا تستبعد أن يلجأ الاحتلال الى فبركة مسرحية جديدة لتسويق أكاذيبه".
وحمّلت قادة الاحتلال والرئيس بايدن المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة، وعن كافة الجرائم بحق النساء والأطفال والمدنيين العزّل الذين يُقتلون بسلاح أمريكي، وبغطاء من الرئيس بايدن وإدارته، الشركاء في هذه الجريمة.
وتوجهت حماس إلى الأمم المتحدة والصليب الأحمر وكافة المؤسسات الدولية الذين يعلمون عن جرائم الاحتلال المروعة ان الاحتلال أخرج 25 مشفى من أصل 35 عن الخدمة, مشيرةً الى انقطاع الكهرباء والوقود عن القطاع.
وأكدت أن الاحتلال يمنع وصول الأدوية عن كافة المستشفيات والمراكز الطبية المتبقية لافتةً أنّه ويعرّض كافة المرضى لخطر الموت كما فعل في مستشفى الرنتيسي عندما أخرج الطاقم الطبي بقوة السلاح وترك بعض الأطفال الخدّج ليموتوا بدم بارد.
وأشارت حماس إلى أنها لا زالت تنتظر تطبيق قرار القمة العربية والاسلامية الطارئة الذي جاء فيه كسر الحصار عن قطاع غزة وإدخال المواد الغذائية والوقود والأدوية فوراً، مستنكرة كلمة فورا التي جاءت في القرار، إذ مضى على القرار ست أيام لحد هذا اليوم.
وفي ذات السياق, أعربت الحركة عن شكرها وتقديرها للدول التي قدّمت المساعدات الإغاثية والإنسانية وأوصلتها إلى مصر تمهيدا لدخولها للقطاع.
ودعت حماس الدول العربية والاسلامية الى ممارسة الضغط على واشنطن، لإدخال الأدوية والوقود، ورفض أية صيغة يتحكّم فيها الاحتلال بدخول الأدوية والوقود والمواد الإغاثية التي أكدت انها حق طبيعي للشعب الفلسطيني عبر معبر رفح المصري الفلسطيني.
وبيّنت حماس أن ذلك لا يعفي وكالة الأونروا والأمم المتحدة من مسؤولياتها القانونية والدولية عن رعاية النازحين واللاجئين في قطاع غزة. نافية عليهم الاكتفاء بالمناشدة وموضحة لهم بأن هناك مسؤولية واضحة ومباشرة ملقاة على عاتقهم.
وفيما يتعلق بالأسرى في سجون الاحتلال، أكدت حماس انها تتابع أوضاع الاسرى الذين اعتقل الاحتلال أكثر من 2800 معتقل منذ معركة طوفان الاقصى ليصل عدد المعتقلين في سجون الاحتلال الى اكثر من 9 آلاف معتقل.
وأوضحت أنها تتابع الانتهاكات الجسيمة اللاانسانية التي تطالهم وسط صمت مطبق من المؤسسات الدولية التي أصابها العمى عن الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني مشيرةً الى استشهاد 5 أسرى تحت التعذيب الشديد منذ السابع من اكتوبر الماضي.
وأوضحت أن وزير الأمن القومي الاسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير يحاول عبثاً الضغط على الأسرى عبر التضييق عليهم عن طريق حرمانهم من حقوقهم حقوقهم القانونية كأسرى، وممارساً عليهم أشكالاً متعدّدة من التعذيب الجسدي والأذى النفسي.
وأكدت الحركة لبن غفير وقادة الاحتلال بأن "الأسرى سيخرجون من السجن شئتم أم أبيتم"، مشيرةً إلى أن هذا "وعد قطعناه على أنفسنا".
وثمّنت الحركة عالياً الحراكات الشعبية التي لا زالت تجوب العواصم، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ورفضاً للعدوان والإبادة الجماعية التي يرتكبها النازيون الجدد في قطاع غزة.
وجددت دعوتها للشعوب العربية والإسلامية، ولكافة الشعوب الحرّة، بأن يستمر الحراك والتظاهر بكثافة في العواصم وأمام السفارات الصهيونية والأمريكية، حتى يتوقف العدوان، وحرب الإبادة الجماعية ضد الأطفال والمدنيين العزّل في قطاع غزة.