قالت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) إن المقاومة الفلسطينية وكتائب الشهيد عز الدين القسام، بخير وتتحكّم وتُسيطر على الوضع العملياتي القتالي في غزة، وتدكّ قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار الساعة وفقاً لخططها الدفاعية المعدّة بإحكام.
وأكد القيادي في الحركة أسامة حمدان، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الذي تجاوزت خسائره 180 دبابة وآلية عسكرية إضافة لمئات من القتلى والجرحى في جنوده وضباطه، مشيرا إلى أننا "ما زلنا في بداية المعركة والقادم أعظم".
وتوجهت حماس للأمة العربية والاسلامية مؤكدة أن "هذه معركتنا جميعا للدفاع عن الكرامة العربية والدفاع عن القدس والاقصى قبلة المسلمين الأولى"، داعة إياهم إلى عدم تفويت هذا الشرف العظيم.
وأضافت "نحن نخوض معركة التحرير وتقرير المصير، معركة إنهاء الاحتلال، وحماية الأقصى وتحرير الأسرى، معركة التصدّي لعدوان جيش العدو وقطعان مستوطنيه المسعورين على شعبنا ومدننا، معركة كسر الحصار الجائر على شعبنا في قطاع غزة منذ أكثر من ١٧ عاماً ".
وفيما يتعلق بحصار المستشفيات ومخططات التهجير، قالت حماس إن هدف الاحتلال من استهداف المستشفيات والمراكز الصحية، والبنى التحتية في قطاع غزة بات واضحاً للعالم وهو حرمان الشعب الفلسطيني من الخدمات الأساسية ومستلزمات الحياة الطبيعية، لدفعهم إلى الهجرة قسراً، في تكرارٍ لمشاهد نكبة العام 1948.
وأشارت إلى مستوى التدمير والإجرام الإسرائيلي في غزة متمثلاً بخروج 25 مشفى عن الخدمة من أصل 35 وخروج 53 عيادة صحية من أصل 72 فضلاً عن تدمير 94 مقراً حكومياُ و253 مدرسة و71 مسجداً وثلاث كنائس.
ولفتت إلى اضطرار الأطباء لدفن جثامين 179 شهيداً بمقبرة جماعية، في ساحة مجمع الشفاء ، مؤكدة أن ذلك هو وصمة عار على جبين كل من لم يتحرّك لوقف مجزرة القرن بحقّ المدنيين والأبرياء والمستشفيات في قطاع غزّة.
وتطرقت إلى ما تحدث به وزير مالية الاحتلال المتطرف سموتريتش والذي قال إن هجرة "عرب غزة" إلى دول العالم هو الحل الإنساني الصحيح، لترد عليه الحركة بأن الشعب الفلسطيني باقٍ على هذه الأرض وأنتم العابرون.
ولفتت إلى المصطلحات التي تحدث بها هذا المتطرف باستخدام وصف "عرب غزة" أي أنه يرفض الاعتراف بأنهم فلسطينيين وشعب، مما يشير إلى طبيعة المخطط الذي يعملون عليه وهو صناعة نكبة جديدة وعلى مرأى ومسمع ما يسمى بالعالم "المتحضر".
ووجهت حماس رسالة إلى الأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية متسائلةً، "ألا يكفيكم إدانة ومناشدة وتوصيف ما يجري بأنّه انتهاك فاضح للقوانين الدولية ولاتفاقية جنيف الرّابعة؟! أين سلطتكم السياسية والأخلاقية، أهي فقط على المستضعفين في الأرض؟!"
وأكدت أن "من يصمت أو يكتفي بالإدانة، فهو يُشرْعِن بذلك منطق قوَّة الغاب، ويسمح بانتشار الفوضى في العالم؛ والتي أضافت بأنها ستطال الجميع اليوم أو غداً على أيدي النازيين الجدد".
وفيما يتعلق بمعبر رفح، أفادت حماس بأنها لا زالت تنتظر فتحه بشكل كامل ودائم، باعتباره معبرا عربيا (فلسطيني مصري)، لإدخال المساعدات الإغاثية، وخروج الجرحى من الحالات الخطيرة.
وأضافت "لا زلنا أيضاً ننتظر تنفيذ قرار القمَّة العربية الإسلامية الطارئة بكسر الحصار وفرض إدخال المواد الإغاثية والأدوية والوقود فوراً كما جاء في نص البيان".
وتابعت "لا زلنا ننتظر أثر القرارات العربية والإسلامية على أهلنا المرابطين المكلومين في غزّة، الذين يدافعون عن القدس والأقصى قبلة المسلمين الأولى".
وتحدثت حماس عن مزاعم وأكاذيب الاحتلال الاسرائيلي فيما يتعلق باستخدام المقاومة المستشفيات لأغراض عسكرية.
وتناولت ما قاله المتحدث باسم جيش الاحتلال عن مستشفى الرنتيسي للأطفال بأن قبوه كان مخصصا لمقاتلي حماس "بإتيانه دليل على ذلك وجود دورة مياه وأدوات طعام وعرضه بعض الأدوات العسكرية في مشهد هزلي فيه استخفاف بالرأي العام".
وعلقت حماس على ذلك "نحن نقول لهذا المتحدث، لا زلت متحدّثاً فاشلاً، وأنت دليل على المستوى الهزيل الذي وصل له جيش الاحتلال، فمن الطبيعي أن يكون في كل طابق في أيّ مستشفى دورة مياه ومرافق خدمية، مع العلم أنَّ هذا القبو كان مخصصاً لأعمال إدارية في المستشفى".
وتابعت "أما حديثه عن النفق، فالنفق المزعوم لا علاقة له بالمستشفى فهو يبعد عن المستشفى كيلو على الأقل".
وأشارت إلى أن فوهة النفق التي تحدث عنها المتحدث العسكري لجيش الاحتلال "لم تكن إلا مدخلاً لخزان مياه في الأرض، وإذا لاحظتم كان هناك مِغطَس مياه واضح في الصورة التي عرضها".
وأشارت حماس إلى كذب المتحدث بتكراره قول "سنقوم بفحص الأدلة للتأكّد من صحتها"، لافتة أن هذه إشارة واضحة على كذبه، وهروبه من تحمّل المسؤولية عن صحة ما يقول، لأنه يعلم بأنه يكذب.
وأكدت الحركة طلبها قبل أسبوع من من الأمم المتحدة ومن المنظمات الدولية تشكيل لجنة دولية لمعاينة المشافي، وللوقوف على كذب الاحتلال مبينةً انها تعلم بأن الاحتلال وسيكذب لتبرير جرائمه بحق القطاع الطبّي والمرضى والجرحى.
وكررت دعوتها الدعوة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ليس فقط للاطلاع، ولكن أيضاً لحماية المستشفيات والمراكز الطبية والمرضى من جرائم الاحتلال النازي.
واختتمت بتوجيه "التحية والفخر والاعتزاز بشعبنا الفلسطيني المرابط الصابر، صاحب الكلمة الفصل في الميدان ، وهو يواجه هذا الشرّ المطلق المتجسّد في هؤلاء النازيين الجدد، الذين يشكّلون خطراً على المنطقة والعالم".
وفي ذات السياق، عبّرت عن "تقديرها تقديرنا للشعوب العربية والإسلامية وللشعوب الحرّة في العالم، التي خرجت دفاعاً عن الإنسانية وكرامتها في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وجرائمه ضد الإنسانية في قطاع غزة".
ودعتهم إلى الاستمرار في كلّ أشكال التظاهر، وتصعيدها في كلّ المدن والعواصم، حتّى يتوقف هذا العدوان موضحة أن فعالياتهم مهمة ومؤثرة، مضيفة أن الاحتلال وداعميه يدركون قوّة حراككم الذي يهدّد مصيرهم ومستقبلهم السياسي.