عقدت مؤسسة يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، مساء الثلاثاء، ندوة حوارية عبر تطبيق "زوم" ناقشت "دلالات الموقف الأمريكي من الحرب على قطاع غزة وتداعياته المستقبلية على القضية الفلسطينية".
وشارك في الندوة الباحثان المتخصصان في الشأن الأمريكي؛ الدكتور حسن أيوب وتوفيق طعمة، المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتطرق النقاش، الذي أداره الدكتور إياد أبو زنيط، إلى أسباب الموقف الأمريكي المنحاز كليا إلى "إسرائيل"، حيث اعتبرت أمريكا نفسها شريكة في الحرب منذ اللحظة الأولى، وعبرت عن ذلك سياسيا وعسكريا.
وأشار الباحثان إلى أن سياق التدخل العسكري الأمريكي الحالي في المنطقة له تاريخ طويل من التدخلات والمشاركة في دعم إسرائيل واحتلال دول في المنطقة.
وهذا الأمر يعبر عن النزعة التدخلية في الخارج المتصاعدة لدى أمريكا، والابتعاد عن سياسة الانعزالية، وذلك في مسعى للحفاظ على النظام الدولي الحالي الذي تهيمن عليه.
وتعتبر "إسرائيل" بمثابة منطقة عازلة بالنسبة لأمريكا أمام توسع خصومها روسيا والصين، إذ تولي الولايات المتحدة أهمية قصوى للحفاظ على وجود "إسرائيل" كوكيل لها في المنطقة ثبتت فاعليته في كثير من المرات، ولذلك تسارع الولايات المتحدة لحمايتها من أي خطر يتهددها.
وإلى جانب ذلك، هناك بعد أيديولوجي ديني في السياسة الأمريكية يجعلها منحازة بشكل مطلق لإسرائيل، وتعلو أهمية هذا البعد على البعد الجيوسياسي والاستراتيجي أحيانا.
وتطرق النقاش إلى السياسة الأمريكية تجاه المنطقة وأسبابها ودوافعها وتجلياتها وتحولاتها، وجهود الإدارات الأمريكية المتعاقبة على إعادة تشكيل المنطقة والقفز عن القضية الفلسطينية لبناء تحالفات واسعة بين الدول العربية و"إسرائيل".
وجرت مناقشة تبعات الموقف الأمريكي عربيا وإقليميا وداخليا، حيث يبدو أن هذا الموقف قد أضر بمصالح الولايات المتحدة، واعتبر تحديا للدول العربية الحليفة للولايات المتحدة التي عارضت هذا الموقف.
كما أن هذا الموقف أدى لتراجع شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن داخليا، وخسارة الحزب الديمقراطي لأصوات العرب والمسلمين في الولايات المتحدة.
وناقشت الندوة معالم الانحياز الإعلامي والسياسي الأمريكي في الداخل الأمريكي وتسخير الماكينة الإعلامية الغربية لخدمة الرواية الإسرائيلية، غير أن هذا الرواية بدأت تتراجع بسبب صمود الشعب الفلسطيني والمجازر الإسرائيلية الفظيعة.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة ندوات بدأت مؤسسة يبوس بعقدها بالتزامن مع بداية الحرب الحالية على قطاع غزة، لمتابعة تطوراتها وتقديم قراءات وتحليلات متخصصة في مختلف الجوانب والتفاعلات التي تنبثق عن تطورات الحرب في الميدان.