أهالي غزة يردون على محاولات تهجيرهم بالصمود والتكافل

غزة - أكرم الشافعي - صفا

من وسط ركام منازل مدينة غزة، وبين أزقة مخيماتها التي امتلأت برائحة الدم والبارود، وفي جنبات مستشفى الشفاء الذي يحتمي بين ممراته أكثر من 35 ألف مواطن نزحوا هربًا من براميل البارود؛ تتجلى أسمى صور الثبات والتكافل بين المواطنين المكلومين.

وتبرز وسط هذه الأوضاع القاسية نماذج مشرفة لمواطنين جعلوا من أنفسهم خدمًا للآخرين؛ فهذا يسير على طريق نبينا موسى يستسقي لجيرانه، وذاك يقف في طابورٍ طويل أمام مخبز بأحد شوارع المدينة التي ضربها زلزال الإجرام الإسرائيلي ليشتري بعض الخبز يسد به رمق جاره المسن وزوجته.

وفي مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، يجمع "محمود" بعض الورق والكرتون من وسط الشارع محاولًا إيجاد بديل للغاز من أجل تجهيز الخبز لجيرانه وأبناء حيه ليجنبهم التجمع والقصف من طائرات الاحتلال التي لا ترحم صغير أو كبير.  

أما محمود جندية النازح من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة؛ فمنذ اليوم الأول للعدوان، فضّل خدمة جموع النازحين بمهارته التي يبرع فيها وهي الحلاقة، وبالمجان لمن لا يستطيع دفع الأجرة.

ويقول الشاب جندية، لمراسل وكالة "صفا"، إنه يعمل وسط الناجين من المحرقة الإسرائيلية بالمجان طمعًا ورغبةً بمرضاة الله "ورحمة ونور على أرواح الشهداء".

كما تتجلى صور التضامن والإنسانية- ولو أن ذلك يشكل خطرًا على حياتهم- في مسارعة المواطنين إلى المنازل التي يقصفها جيش الاحتلال على رؤوس أهلها؛ لمساعدة الإسعاف والدفاع المدني في انتشال الشهداء والجرحى من تحت الأنقاض.

ويتواصل العدوان الدموي الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 17 يوما، وتسبب باستشهاد أكثر من 5 آلاف مواطن وإصابة أكثر من 15 ألفًا، أكثر من 70% منهم نساء وأطفال.

 

أ ج/أ ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة