يُسرع ذوو الشهداء لإنهاء مواراة أبنائهم الثري، بعدما قضوا نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
ويحاول ذوو الشهداء إنهاء مراسم الدفن بأسرع وقت ممكن، وبحضور عدد محدود جدًا، خشية استهداف قوات الاحتلال لهم مرة أخرى.
وفور وصول جثامين الشهداء مستشفيات قطاع غزة التي تمتلئ ثلاجاتها بالموتى، يتخذوا جميع الإجراءات الرسمية المتعارف عليها بعرضهم على الأطباء وتسجيل الشهداء بأقصى سرعة ممكنة.
وتغيب إجراءات وداع الشهداء المعتادة، ويكتفي عدد قليل من أسرهم بإتمام صلاة الجنازة داخل المستشفى، قبل أن ينتقلوا مباشرة إلى أقرب مقبرة مجاورة، خشية استهداف قوات الاحتلال لهم.
ويحرص ذوو الشهداء على الوصول للمقبرة بسيارة إسعاف واحدة حال توفرها، أو نقلهم بسيارة خاصة بحضور لا يتجاوزعشر أشخاص، على غير ما هو معمول به في تشييع الشهداء في غزة.
ويختار أهالي الشهداء أقرب مقبرة من مكان سكناهم، حتى لو كانت قديمة ويمنع الدفن بها، ولا يوجد بها متسع للأموات، نظرًا لعدم تمكنهم من الوصول إلى المقابر الرئيسة، ولقرب عدد منها من المناطق الحدودية، ووجود بعضها بأماكن نائية.
وداخل المقبرة يسرع المشيعون إتمام الدفن بأقصى سرعة، وأحيانًا دون الموعظة التي يلقيها أحد المشيعين بعد الدفن، والاقتصار على الدعاء للشهيد سريعًا.
ويخشى المشيعون استهداف طائرات الاحتلال الحربية للمقابر، وذلك لحوادث سابقة أدت لاستشهاد عدد من المواطنين خلال مشاركتهم في دفن الشهداء.
وكانت وزارة الصحة حذرت من الانعكاسات الصحية الخطيرة لتكدس جثث الشهداء في ثلاجات المستشفيات، وانقطاع التيار الكهربائي عنها.