"لم نتمالك أنفسنا من الفرحة، هذه لحظة تاريخية بالنسبة لنا"، هكذا عبرت بنان ابنة الأسير المحكوم بالسجن المؤبد الشيخ جمال أبو الهيجا من مخيم جنين، بعدما رأت عددًا من جنود ومستوطني الاحتلال أسرى لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" في أول عملية "طوفان الأقصى".
تقول بنان أبو الهيجا ابنة الأسير المحكوم 9 مؤبدات و20 عامًا : "لقد باتت حرية والدي محتومة إن شاء الله، وسنجتمع معه ومع بقية أخوتي الأسرى بعد 21 عامًا من البعد والحرمان".
وتضيف في حديثها لوكالة "صفا"، "لم أصدق عيوني وأنا أرى ما رأيت، كان المنظر تاريخيًا بالنسبة لي، أثلج قلوبنا وشفاها بعد سنوات القهر والعذاب والحرمان والظلم الذي وقع علينا".
فرحة لا توصف
وتتابع "لقد نكل الاحتلال بنا على مدار عقود خلت، فوالدي معتقل منذ 21 عامًا وإخوتي الثلاثة بالكاد يجتمعون خارج السجن، وقد تعرض جميع أفراد العائلة للاعتقال بما فيهم أنا ووالدتي، لكن الآن آن الأوان لأن يلتئم شملنا".
وعن مشاعر والدها الأٍسير وإن كان علم بالخبر أم لا، تقول بنان: "نعم علم والدي في السجن بهذا الخبر، رُغم أن الاحتلال بعد ساعات فقط من بداية المعركة قطعهم عن العالم وسحب كل الأجهزة الكهربائية والتلفزيونية من الغرفة".
وتصف فرحة والدها الأسير أبو الهيجا بأنها لا توصف، قائلة : "استقبل الخبر بالتكبير والدعاء لمقاومي كتائب القسام"، مضيفًا أن "المقاومة كانت وما تزال على قدر المسؤولية".
بدورها، تقول نسرين جرار شقيقة الأسير إسلام صالح جرار، المحكوم بالسجن المؤبد: "الفرحة لم تسعنا لحظة رؤية الأسرى الإسرائيليين، حيث تجمعت حولي كل زميلاتي في العمل عند وصولي وبدأوا يهنئوني بقرب الإفراج عن إسلام المعتقل منذ 21 عامًا".
وتشير جرار في حديثها لوكالة "صف"، إلى أنها تلقت الكثير من الاتصالات من الصديقات والأقارب لتهنئتها بقرب حرية إسلام ورؤيته بيننا في جنين.
وتضيف "رغم فرحتي الكبيرة، إلا أن فرحة والدي التسعيني كانت أكبر، والذي كان يخشى أن يُفارق الحياة قبل أن يرى نجله محررًا، لكن الأمل بات قريبًا بفضل الله ومن ثم المقاومة الباسلة، وهذ جزء من مبشرات نصر الله لهم".
وتُوجه رسالة إلى أهل غزة الذين تحملوا ويتحملون كل تبعات هذا العدوان قائلة: "قلوبنا تحترق على منظر الشهداء والدمار والتشريد، وقلوبنا معهم في هذا المصاب"
وتبين أن المقاومين يدخلون المستوطنات ولا يقتلون الأطفال ولا النساء، بينما جيش الاحتلال لا يستهدف سوى النساء والأطفال.
لحظة تاريخية
وأما إخلاص صويص زوجة الأسير عباس السيد من طولكرم، والمحكوم بالسجن 36 مؤبدًا و200 سنة، فاستهلت حديثها لوكالة "صفا"، بالدعاء لأهل غزة أن يربط الله على قلوبهم ويحميهم، وأن يربط على قلوب المقاومين ويحميهم.
وعما رأت من بشريات تتعلق بحرية الأسرى، فتقول: "كانت لحظة تاريخية، هذه الفرحة ننتظرها منذ زمن طويل، بقينا على الأمل، وثقتنا بمقاومتنا الباسلة بأن يوم الحرية قادم، وأن تحقيق الوعد بات على الأبواب".
وتضيف "نشعر بالفخر والاعتزاز بمقاومتنا، ففي بداية رؤيتي للحدث تملكتني مشاعر الصدمة مما رأيت، وبعدها سجدت شكر لله، ودعوت الله أن يُتمم هذا الأمر على خير، وبتنا كزوجات أسرى نرتب ماذا سنصنع ونحضر استعدادًا لحريتهم".
"لكن فرحتنا ممزوجة بغصة كبيرة، نظرًا لما نشاهد من مُصاب في غزة، بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل عليها"، قائلة: "نسأل الله لهم الفرج، وأن يُعينهم ويكتب لهم الأجر والثبات والصبر على ما قدموه من أجلنا، ومن أجل هذه الأمة جمعاء".
وعن مشاعر زوجها الأسير السيد فتقول: "لم يُخبرني يومًا بصريح الكلام أنه سيتم الإفراج عنه حتى فترة إنجاز صفقة وفاء الأحرار، لكنه لأول مرة يقول لي صبيحة معركة (طوفان الأقصى) نحن خارجون إن شاء الله وبلا أي شك".
وعن رسالتها للمقاومة، تقول: "بفضل الله أولًا ثم بفضل جهودهم وسهرهم وتفكيرهم وتدبيرهم ليلًا ونهارًا، بعدما وضعوا قضية الأسرى على سلم أولوياتهم تحقق هذا الأمر، وبعدما تخلى عنا المسؤولون من السلطة عن ملف الأسرى، لقد أثلجت المقاومة صدورنا، وعدت وأوفت على أكمل وجه، والله إنهم فخرٌ وعزٌ للأمة".