web site counter

الصورة القاتمة.. عندما تحول "الرمال" إلى ركام

غزة - محمد أبو قمر - صفا

فجأة دبّ الصمت في الحي الصاخب بعادته، ولم يعد يسمع في المكان صوتٌ بعدما غطته غبار الصواريخ المتفجرة.

كل شيء جميل هناك بات جزءًا من الماضي، وانطفأت أنوار المنطقة التي تعرف بأضوائها المتلألئة.

حي الرمال وسط مدينة غزة، كان هدفًا لقوات الاحتلال التي اتخذت قرارًا بمحوه، ولم يخف ذلك الناطق بإسم جيش الاحتلال ذلك الذي اعترف في مؤتمر صحفي أن قواته هاجمت حي الرمال لرمزيته العالية في قطاع غزة.

وما أن تسللت خيوط الشمس إلى الحي الذي لم تنفك عنه غارات الاحتلال التي زاد عددها عن 100 على مدار أكثر من 12 ساعة، حتى كشفت آثار دمار الأبنية المتناثر في الطرقات، ولون الغبار الداكن الذي كسى أشجار الحي القديم.

فمع دخول الحي من جهته الشمالية؛ تمتلئ الشوارع بما تبقى من الحجارة التي رمت بها صواريخ الاحتلال بعيدًا عن مكانها، وتقطعت خطوط الكهرباء وسقطت الأعمدة في الطرقات.

الكثير من البنايات السكنية لم تعد قائمة، والكثير من الركام أغلق الطرقات، وعدد كبير من البنايات كأنها لم تكن.

في مشهد أقرب لزلزال ضرب المنطقة، اختفت مساكن المواطنين الذين عادوا للتو علّهم يجدوا شيئا من بقايا ذكريات منازلهم، وأخذوا بالبحث عن مساكن بديلة، لحين أن تضع الحرب أوزارها.

لم يقتصر القصف على منازل المواطنين فحسب، بل طال مبان حكومية وخدماتية وتعليمية، وخلّف مئات المشردين.

تقف مبان الجامعة الإسلامية وسط حي الرمال منكسرة، بعدما قررت "إسرائيل" أن تضرب المؤسسات التعليمية، وتهاوت جدران برج فلسطين السكني وسط شارع الشهداء، وامتد الدمار على مرأى العين في الشوارع المحيطة.

الصورة لم تنته؛ فعلى امتداد مفترق الجامعات تترامى حجارة وزارة الأوقاف، وليس ببعيد عنها من الجهة الشمالية لم تعد الكثير من المباني قائمة مكانها.

على امتداد الشارع المعروف بإسم "الصناعة"، تظهر آثار سيارات حديثة كانت معروضة، لكنها تضررت بفعل القصف وغطاها بقايا حجارة متناثرة.

في منتصف الحي يحاول مبنى شركة الاتصالات أن يتماسك نفسه، ويستمر في تقديم خدمة الاتصالات والانترنت التي انقطعت عن معظم أجزاء المدينة، لكنه لم يعد يقوى على ذلك.

المشاهد السابقة هي جزء يسير مما جرى لحي الرمال الذي أسس عهد الانتداب البريطاني عام 1920، ويقول مؤرخون أن اسمه مقترن بطبيعته ذلك الوقت عندما كان كثبان رملية، ولا يوجد فيه أي حياة أو عمل.

في الخمسينيات من القرن الماضي شهد حي الرمال بداية تطوره وباتت حدوده تمتد من منطقة الشيخ رضوان شمالاً حتى الشيخ عجلين جنوباً، ومن منطقة السامِر شرقاً، حتى بحر غزة غرباً.

ويعتبر حيّ الرمال صاحب الكثافة السُّكانية الأعلى في مدينة غزة، لأنه حيّ ساحلي، وحيوي، وسكني وتجاري في آن واحد، ويبلغ تعداد سكان حي الرمال 70 ألف نسمة يقسم إلى شمالي وجنوبي يفصله عمر المختار.

ترفق وكالة صفا عددا من الصور التي توثق جزءا من الدمار الذي لحق بحي الرمال

أ ك/د ق

/ تعليق عبر الفيس بوك