يرى المحلل العسكري الإسرائيلي "أمير بار شلوم"، أن حركة حماس خدعت وضللت الكيان على مدار سنوات طويلة، وأوهمت الجميع بأنها تبحث عن الهدوء والمصالح المالية لها وللسكان بينما كانت تعد العدة لتنفيذ هجوم هو الأقسى منذ حرب أكتوبر 1973.
وقال المحلل في مقالة له، وفق ترجمة وكالة "صفا": إن "فجيعة جيش الاحتلال كبيرة جدًا سواءً على المستوى الاستخباراتي أو ذهاب جهود سنوات في إقامة الجدار العازل الأرضي حول القطاع سدى".
وأضاف أن "العشرات من مقاتلي حماس اقتحموا الحدود من فوق الأرض وليس تحتها مدمرين الجدار المزود بالمجسات والكاميرات والممتد على طول حوالي 65 كم".
وتابع "سيدخل يوم 7 أكتوبر التاريخ الإسرائيلي كأقسى مفاجأة استراتيجية، حيث فشلت كل دوائر الأمن والاستخبارات في تحليل عقلية ونوايا حماس، وقد تحقق سيناريو الرعب الذي خشي منه الجيش عبر اختراق الجداء فوق الأرض، ومن السابق لأوانه طرح الأسئلة القاسية كيف ولماذا وأين أخفق الجيش والشاباك".
وأضاف "مما لا شك فيه بأن قيادة حماس في القطاع وخارجه قد حكمت على نفسها بالموت، فمن المستحيل مرور إسرائيل على ما حدث مرور الكرام ، والسؤال هنا عن حجم الثمن الذي ستدفعه حماس".
واختتم المحلل حديثه قائلًا: إن "محمد الضيف خرج إلى الإعلام وبسط وصايته على المسجد الأقصى ورعايته، وفي ذلك محاولة من حماس لتوحيد العالم العربي حول حماس والقضية الفلسطينية وتوحيد الجبهات".
أسوأ كارثة
بدوره، يرى الصحافي الإسرائيلي المخضرم "ايتاي نيفو" أن إخفاقات الحرب الحالية أشد بكثير من إخفاقات حرب يوم الغفران "أكتوبر73"، حيث نجح مقاتلو حماس في تجاوز شبكة الكاميرات وأجهزة التنصت والمراقبة والجدار الأرضي بعمق 30 مترًا، والجدار المزدوج فوق الأرض مع مجساته الإلكترونية ونقاط إطلاق النار الذاتية.
وأضاف أن "مقاتلي حماس تجاوزوا كل ذلك ودمروا هذه النقاط واقتحموا السياج والبوابات خلال دقائق، ودخلوا الغلاف عبر عشرات المركبات والدرجات النارية، وقتلوا العشرات وخطفوا كثيرين".
وتساءل الصحفي الذي عمل سابقًا في قسم إعداد البرامج في قناة "كان11" الاذاعة العبرية، "أين كانت الاستخبارات؟، كيف لم تشخص الكاميرات؟، كيف لم تسمح أجهزة التنصت؟، أين كل القوات التي كان من المفترض أن تحمي الحدود ؟، لقد وصلت جرافات حماس إلى الجدار وحطمته فأين كان سلاح الجو؟".
وقارن بين ما جرى بالغلاف وما جرى في حرب 73 قائلًا: "في حرب يوم الغفران دفع الجنود والضباط المنتشرين على الحدود ثمن الإخفاق والفشل الاستخباري".
وأضاف "أما اليوم فقد دفع المواطنون الثمن، وهذا خلل أكبر بكثير، وغير ذلك أن من تسبب بكل ذلك تنظيم إرهابي وليس الجيش المصري الذي يعد مئات الآلاف ويمتلك مدفعية وآلاف الطائرات والدبابات".