دقيقة بعد أخرى يسقط الشهداء من المدنيين في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة، واستمرار هدم المنازل والبنايات على رؤوس ساكنيها.
وعلى إثر ذلك، دعا الرئيس محمود عباس الخارجية الأمريكية إلى ضرورة وقف التصعيد، وأن ما يجري يعود لممارسات المستوطنين والاعتداء على المقدسات.
أما رئيس الحكومة محمد اشتية، فقال إن :"إسرائيل دولة عدوان واحتلال، ومن حق الشعب الدفاع عن نفسه".
وفي ظل تصاعد العدوان، لا يزال موقف السلطة في إطار التصريحات والخطابات دون التقدم بخطوة واحدة على الأرض.
وعن ذلك، يقول عضو الحراك الديقراطي عمر عساف إن :"السلطة مطالبة بفعل الكثير على كل الأصعدة، للخروج من الواقع الذي تعيشه منذ سنوات.
ويبين عساف لـ"صفا" أن "على السلطة أولا وبشكل فوري إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمقاومين، وأن توقف التنسيق الأمني، وأن تؤكد تنصلها من اتفاقية أوسلو، بما في ذلك إلغاء الاعتراف بالدولة العبرية".
ويضيف عساف أن "على السلطة تفريغ عدد كبير من المسؤولين لتسويق الرواية الفلسطينية لتقديم الشعب الفلسطيني كما هو، باعتباره ضحية لهذا العدو المجرم، لا أن تبقى مسلمة بمحاولة الاحتلال وهو يصور نفسه بأنه ضحية، مع أنه هو المجرم الأول".
ويرى عساف أن "السفارات والجاليات والممثليات الفلسطينية في الخارج، عليها مسؤولية كبيرة اتجاه ما يجري، واستغلال علاقاتها مع كثير من الأصدقاء وهم كثر في العالم، لكشف الرواية الصهيونية الكاذبة التي تزيف الحقائق".
ويدعو عساف السلطة إلى إطلاق العنان للشارع في الضفة كي يشتبك مع الاحتلال، ويقوم بمساندة الأهل في القطاع، وكذلك تخفيف الأعباء الاقتصادية عن أبناء الشعب الفلسطيني كي يستطيع مواجهة العدوان.
بدوره، يقول القيادي في حماس حسين أبو كويك لـ"صفا" إن الحرب موجهة ضد كافة أبناء الشعب والمقدسات ومستقبل أبنائنا، وهي حرب على الوجود الفلسطيني برمته.
ويعتبر أبو كويك أن الكل الفلسطيني مدعو للإنخراط في مقاومة الاحتلال كل على حسب قدرته وطاقته.
ويؤكد القيادي في حماس أن السلطة مطلوب منها وقف التنسيق الأمني وأن تفرج عن كافة المعتقلين السياسيين، على اعتبار أن السلطة وأجهزتها الأمنية جزء من الشعب.
ويرى أن ما يجري فرصة للحمة حقيقية بعيدا عن ما جرى في الماضي، وذلك بالانفكاك عن الاحتلال والعودة للشعب من خلال وقف التنسيق الأمني، والإفراج عن المقاومين من كافة الفصائل.
ويشير إلى أن السلطة يمكن لها أن تقوم بدور كبير من خلال سفاراتها ومؤسساتها الدبلوماسية على مستوى العالم وفي الأمم المتحدة، وتستيطع القيام بدور كبير لمؤازرة الشعب الفلسطيني ومقاومته.
ويقول: "هناك تصريحات للسلطة ترفض إدانة المقاومة، وهذا شيء إيجابي، ولكنها تستطيع خدمة مشروع المقاومة والمشروع التحرري في كافة مدن وعواصم العالم".
ويضيف "بمعنى أن المقاومة تعمل على الأرض والسلطة تعمل بأداء سياسي عالي المستوى، للدفاع عن قضيتنا وعن وجودنا لخدمة المشروع الفلسطيني وفضح جرائم الاحتلال الذي لا يميز، ويهدم المنازل فوق رؤس المواطنين".
ويؤكد أبو كويك أن ما يجري في غزة والأراضي الفلسطينية هجمة شرسة غير مسبوقة، تتوجب التلاحم بين السلطة والفصائل لمواجهة العدوان.