web site counter

"محاولة وضع حجر الأساس للهيكل"

في "عيد العرش".. تحضيرات لاقتحامات مكثفة وإدخال قرابين نباتية للأقصى

القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا

"صلوات واقتحامات واسعة، زيادة أعداد المقتحمين، وإدخال القرابين النباتية".. هكذا تستعد "جماعات الهيكل" المزعوم لتكثيف عدوانها على المسجد الأقصى المبارك طوال ما يسمى "عيد العُرش" اليهودي، الذي بدأ يوم السبت بأداء طقوس وصلوات تلمودية ورقصات استفزازية قرب الأقصى وفي البلدة القديمة بالقدس المحتلة.

و"العُرش" أحد أعياد "الحج الثلاثة لدى اليهود"، التي تتركز طقوسها في "المعبد" المزعوم، وتُقام فيه "العُرش" قرب البيوت أو على السطوح لمحاكاة حال اليهود.

وهذا العام، تُخطط "منظمة جبل الهيكل في أيدينا" لكسر كل الأرقام السابقة لأعداد المقتحمين للأقصى خلال العيد التوراتي، مؤكدة أنها ستوفر مواصلات مجانية من مختلف المناطق لتحقيق ذلك، كما ستوفر الضيافة للمقتحمين والتدريب المجاني على أداء الطقوس.

ولم يتوقف العدوان على الأقصى عند ذلك، بل دعت "جماعات الهيكل" إلى صلاة صباحية مضافة في الأقصى للدعاء "لتطهير الهيكل"، أي لإزالة الأقصى من الوجود، تسبقها صلوات ترافقها الموسيقى في منطقة القصور الأموية يوم الاثنين المقبل.

وستبدأ تلك الطقوس في نقطة التجمع التي تعرف بـ"مركز ديفيدسون" في القصور الأموية، ثم تنتقل إلى داخل الأقصى في تمام التاسعة والربع من صباح الاثنين الذي يوافق ثاني أيام اقتحامات العيد، وذلك بقيادة "حاخام مدرسة جبل الهيكل الدينية إليشا وولفسون".

وتتخذ الجماعات المتطرفة من "عيد العرش" مناسبة سنوية لرفع أعداد المقتحمين السنوي، باعتباره أحد "أعياد الحج" الثلاثة وفق النصوص الدينية، ويشكل ذروة موسم الأعياد الطويل؛ ما يجعل تعويل تلك الجماعات عليه مضاعفًا للتقدم في أجندتها لتهويد المسجد الأقصى.

واستعدادًا للاقتحامات التي تبدأ غدًا الأحد، من المتوقع أن تفرض شرطة الاحتلال إجراءات مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين للأقصى، عبر تحديد أعمار الوافدين إليه، وفرض حصار على مدينة القدس وبلدتها القديمة تحديدًا.

وقائع جديدة

الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن حكومة الاحتلال و"جماعات الهيكل" يُوظفون "عيد العُرش" لمزيد من الاقتحامات للأقصى وتغيير الوضع القائم فيه، كورقة رابحة تدعم بشكل كبير تسهيل وحماية وجود المستوطنين في مدينة القدس.

ويوضح أبو دياب في حديث لوكالة "صفا"، أن القدس في هذا العيد تشهد إجراءات أمنية غير مسبوقة، يتخللها تضييق الخناق على المقدسيين، وتنغيص حياتهم، عبر خنق التجارة والاقتصاد، وإعاقة حركة التنقل، في سبيل تسهيل اقتحامات المتطرفين.

ويشير إلى أن المستوطنين نصبوا "مظلة كبيرة" في ساحة البراق غربي الأقصى، وعلى أسطح منازلهم وأمامها، احتفالًا بالعيد التوراتي، وهناك مطالبات متطرفة بضرورة إدخالها إلى المسجد، بالإضافة إلى محاولة إدخال القرابين النباتية أيضًا، باعتبار هذا المكان هو "المعبد".

وتحاول الحكومة اليمينية المتطرفة- كما يؤكد أبو دياب- استغلال كل المناسبات الدينية لأجل تحقيق مزيد من المكاسب السياسية والتدرج خطوة خطوة نحو تهويد الأقصى، وفرض وقائع جديدة عليه.

والاثنين المقبل، من المتوقع وصول عشرات آلاف المستوطنين من مختلف أنحاء فلسطين المحتلة إلى حائط البراق، لأداء طقوس "بركة الكهنة"، حيث سيتم تسيير حافلات لنقلهم إلى تلك المنطقة، مع تشديد الخناق في محيط المسجد الأقصى ومنع دخول المسلمين إليه.

عدوان خطير

ويتابع الباحث المقدسي أن "القدس والأقصى على موعد مع عدوان خطير وغير مسبوق طوال عيد العرش، يتخلله مزيد من الانتهاكات الإسرائيلية، ومحاولات ترسيخ الوجود اليهودي، وتغيير هويتهما الإسلامية".

ويؤكد أن "منظمات الهيكل" تستغل هذا العيد للانقضاض على المسجد الأقصى، في محاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني بشكل كامل، وأن يكون لها موطئ قدم دائم فيه.

والأخطر على الأقصى خلال "العُرش"، يقول أبو دياب "محاولة منظمة أمناء جبل الهيكل وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم فعليًا داخل المسجد المبارك، كما حدث في الثامن من تشرين أول/ أكتوبر عام 1990، واندلعت على إثر ذلك مجزرة الأقصى".

ويعتبر هذا العيد من أخطر الأعياد اليهودية، ويشكل كابوسًا على الأقصى والقدس، نظرًا لأن الاحتلال وجماعاته المتطرفة يحاولون فرض وقائع تهويدية جديدة على المسجد.

ويشدد على ضرورة تكثيف شد الرحال للمسجد والرباط الدائم فيه، وإن لم يكن بداخله، بسبب قيود الاحتلال المشددة، فليكن في محيطه وعند أبوابه، لأجل الدفاع عنه وحمايته من مخططات الاحتلال ومستوطنيه.

ويطالب أبو دياب المؤسسات الفلسطينية والمقدسية بضرورة وضع خطط واستراتيجيات قابلة للتنفيذ من أجل الدفاع عن الأقصى، ورفع الوعي الفلسطيني بمخاطر الاقتحامات ومخططات تهويده.

م ت/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام