لا تزال قضية اختطاف المهندس يزن مصباح جبر على يد جهاز المخابرات العامة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، تتفاعل مع توالي ردود الفعل المنددة بطريقة اعتقاله واستمرار احتجازه، والمطالبة بالإفراج عنه.
والمهندس جبر أسير محرر وأحد الشخصيات الاعتبارية البارزة في نابلس، وإلى جانب موقعه كرئيس لفرع نقابة المهندسين بنابلس، يحتل عدة مناصب منها رئيس تجمع النقابات المهنية، وعضو لجنة المؤسسات والفعاليات الوطنية، وعضو الهيئة التنسيقية لتجمع النقابات المهنية وتجمع مؤسسات المجتمع المدني وتجمع دواوين عائلات نابلس وتجمع أبناء البلد.
أم جمال رطروط شقيقه المهندس جبر، تساءلت بمرارة: "متى سننتهي من هذه المعضلة.. متى سيتوقف الاعتقال السياسي؟".
وأكدت أنهم لا يعلمون أسباب اعتقال يزن، مضيفة أنه "لا يجوز اعتقال وتوقيف شخص بدون اتهام واضح".
وأعاد اعتقال يزن لدى الأجهزة الأمنية التذكير بحادثة إقدام مسلحين على إطلاق النار على مركبة يزن في السادس من مارس/ آذار أثناء توقفها ليلا أمام منزله.
واعتبرت شقيقته أنه كان من الأولى اعتقال من أطلق النار على مركبة يزن، وليس اعتقاله هو، خاصة وأن هوية من أطلق النار معروفة لديهم كعائلة وكذلك لدى الأجهزة الأمنية، لكن حتى الآن لم يتم اعتقاله أو توجيه اتهام له.
ورأى كثيرون بهذا الاعتقال أنه استمرار لمسلسل الاستهداف الذي يتعرض له جبر بسبب دوره النقابي والمجتمعي.
من ناحيته، قال سامر جبر شقيق المهندس يزن إن جهاز المخابرات عرض شقيقه على النيابة يوم الجمعة والتي بدورها مددت اعتقاله 48 ساعة، وعلى إثر ذلك وكلت عائلته محاميا لمتابعة ملفه.
وأوضح أن يزن خرج من بيته قبل عصر الخميس وبعد دقائق وصلت معلومات عن تعرضه للاختطاف.
وأضاف "تفاجأت باتصال من أحد المعارف الذي طلب مني أن أتواصل مع يزن للاطمئنان عليه، فاتصلت به ووجدت هاتفه مغلقا".
وتبين لاحقًا أنه كان يجري اتصالا مع أحد زملائه المهندسين، ولكونه يقود مركبته، كان يحدثه عبر خاصية مكبر الصوت في الهاتف، وخلال حديثه معه أخبره يزن فجأة أن عناصر من المخابرات يهاجمونه.
وحسب إفادة شهود عيان، لوحظ وجود مركبة متوقفة قريبًا من منزل يزن، وعندما تحركت مركبة يزن تبعتها المركبة الأخرى، ليتم اعتراضه واختطافه من داخل مركبته.
وتابع: "تواصلنا مع المؤسسات المدنية، وطلبنا منهم أن يجروا اتصالاتهم مع الأجهزة الأمنية للتحقق من هوية خاطفيه، وبعد دقائق عادوا لنا وأبلغونا أنه عند المخابرات الذين أبلغوهم أنه هناك لتناول فنجان قهوة!".
وعبر عن رفض العائلة للطريقة التي تم اعتقال يزن فيها، كونه شخصية اعتبارية معروفة ولها مكانتها.
وقال: "يزن تعرض للاستدعاء من الأجهزة الأمنية مرات عديدة، وفي كل مرة كان يذهب بنفسه، لكن هذه أول مرة يتم اعتقاله بهذه الطريقة من الشارع".
وكشف أن شقيقه التقى بمدير المخابرات قبل يوم واحد فقط على هامش مشاركته بحفل افتتاح معرض إكسبو نابلس الذي حضره رئيس الوزراء محمد اشتية وعدد من الوزراء والشخصيات والمؤسسات.