الستيني جبر.. يهب حياته لتجديد المصاحف بالمجان

رأفت جبر صاحب محل تجديد المصاحف في غزة
غزة - خاص صفا

تحول المحل الصغير وسط سوق حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، الذي اتخذه الفلسطيني رأفت جبر (66 عاماً) مكانًا لتجديد أغلفة وأوراق المصاحف القديمة، قِبلة من يريدون تجديدها أو تسليمها ليستفيد منها غيرهم.

بين محلات سوق الشيخ رضوان الشعبي تشد انتباهك لافتة كبيرة وضعت بين لافتات المحال التجارية الضيقة المُتلاصقة، كُتِبَ عليها "مركز العناية بالقرآن الكريم.. سلم مصحفك القديم واحصل على مصحف مجدد مجانًا".

اختار "جبر" ذلك المحل الذي وهبته له بلدية غزة، وسط ذاك السوق الشعبي؛ كونه قبلة معظم الناس في الحي وخارجه؛ ما يسهل معرفته والوصول له.

معدات بسيطة

كما أي محل تجاري يأتي المُسن "جبر" برفقة صديقه الذي يعاونه، رجب سلمان (65 عاماً)، في الصباح الباكر، ويبدأ العمل داخل المحل بمعداتٍ بسيطة يدوية تبرع بها أهل الخير.

يقول "جبر"، لمراسل وكالة "صفا"، إنّ فكرة  لتجديد المصاحف القديمة، جاءت قبل نحو عشر سنوات، بعد ملاحظة الكميات الكبيرة من أوراق القرآن القديمة التي يتم التخلص منها بشكل غير صحيح؛ عدا المصاحف التي تُترك مُهترئة في المنازل والمساجد وغيرها دون إصلاح بكمياتٍ كبيرة.

ويضيف "في البداية وضعنا صناديق في المساجد لجمع المصاحف التي تحتاج لتجديد، وكنا نضعها في مخزن لحين تم توفير لنا محل من قبل البلدية، وأصبحنا نعمل على تجديدها، إما يستفيد منها أصحابها من جديد أو نعطيها لآخرين للاستفادة منها بالمجان".

ويتابع جبر "الإقبال كبير من الناس، بشكل شبه يومي نستلم ونُسلِم مصاحف"؛ لافتًا إلى أغلب ما يأتي لهم إما الغلاف مُمزق أو الأوراق متقطعة أو خربشة بأقلام من قبل الأطفال.

ويوضح أن العمل في تجديد المصاحف، يحتاج إلى دقة كبيرة للتأكد من عدم وجود أي نقص في الصفحات؛ لافتًا إلى أدوات العمل بدوية بسيطة؛ منها "مادة الغِراء اللاصقة؛ الورق المقوى، والقماش، مقدح يدوي، مقصات..".

وينوه جبر إلى أن العلماء تعبوا كثيرًا حتى أوصلوا لنا هذا القرآن بهذا الشكل الجميل الدقيق؛ "فنحن لا نبخل اليوم في الاعتناء به مجانًا؛ وأجرنا على الله".

هـ ش/م ز

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة