web site counter

مع استمرار التصعيد الميداني.. إلى أين تتجه الأوضاع في فلسطين؟

غزة - خاص صفا

قال محللان سياسيان إن التصاعد التدريجي الحالي للأوضاع الأمنية والميدانية في فلسطين يجعل من المواجهة الشاملة مع الاحتلال الإسرائيلي أمرًا "مطروحًا ومتوقعًا".

وأوضح المحللان، في حديثين منفصلين مع وكالة "صفا"، أن الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى، واستمرار الحصار على قطاع غزة، وتصاعد الجرائم في الضفة الغربية، وبحق الأسرى في السجون، "قد يشعل فتيل المواجهة".

وتشهد الأراضي الفلسطينية توترًا متصاعدًا، ازدادت حدته مؤخرًا بسبب تصعيد قوات الاحتلال وتيرة جرائمها بحق الفلسطينيين كافة، ولاسيما تسارع عمليات القتل في الضفة والقدس، وتشديد الحصار على غزة، واستباحة المسجد الأقصى من المتطرفين، والتضييق على الأسرى.

وقال المحلل السياسي عدنان أبو عامر إن الأحداث الجارية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة في حالة تصاعد تدريجية من جانب الاحتلال والمقاومة أيضًا.

وأضاف أبو عامر، في حديث لوكالة "صفا"، "لا أحد يعلم مآلات الوضع الميداني بصورة واضحة، إذ نحن أمام انتقال تصاعدي للتوتر الأمني؛ وبالتالي قد نكون أمام الكثير من السيناريوهات المتوقعة، سواء مواجهة مفتوحة، أو الاستمرار بالمد والجزر بين الحين والآخر واستنزاف بين الجانبين".

وأوضح أن الاحتلال يملك مجموعة اعتبارات قبل التفكير بشن حملة عسكرية، أبرزها "التهديد السائد من الجهة الشمالية والتوترات مع إيران، ورغبته في تسكين الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية، واقتصاره على سياسة جز العشب في الضفة والاستنزاف في غزة وإبقائه على الحصار، والسماح للمستوطنين بفرض الأمر الواقع من خلال اقتحامات المسجد الأقصى".

وتابع أبو عامر "يبدو أن المقاومة الفلسطينية لديها توجه بعدم أخذ الاحتلال أي استراحة، من خلال الضغط عليه في أكثر من ساحة وعدم منحه فرصة التقاط أنفاسه على عدة جبهات".

ولفت إلى أنه "قد يكون لدى الجانبين محدد عام بعدم التوجه لمواجهة عسكرية شاملة، بانتظار حدوث تطورات ميدانية في جبهات أخرى".

وأكد أبو عامر أن "الأوضاع ستبقى لذلك الحين متوترة، والأمر مرهون بالظروف الأمنية والمعطيات على الأرض".

وأوضح أن المقاومة تحاول انتزاع بعض التنازلات الإسرائيلية، "وبذلك تخوض حالة الاستنزاف، ومحاولة العض على الأصابع مع وجود وساطات لعدم الذهاب للسيناريو الأصعب، وكل ذلك لا يجعلنا أمام حالة هدوء سائدة في الأراضي المحتلة في ظل تصاعد الأوضاع الميدانية الأمنية".

من جانبه، قال المحلل السياسي إياد القرا إن الأمور تسير باتجاه تصاعدي، كما حدث خلال الأيام الماضية.

وذكر القرا، في حديث لوكالة "صفا"، أن "غزة شهدت حالة ثورية وحراكًا شبابيًا على السياج الأمني، شمل فعاليات إرباك ليلي واستخدام أدوات خشنة للتعبير عن الغضب الجماهيري من تشديد الحصار، واقتحامات المسجد الأقصى، أما الضفة الغربية فشهدت تصاعدًا لأعمال المقاومة".

ورأى القرا أن "المقاومة تغير قواعد المواجهة مع الاحتلال على السياج الأمني تحت عنوان عدم توفير الأمن للمستوطنين في غلاف غزة، بالتزامن مع استمرار وتشديد الحصار على غزة، وتصاعد الاعتداءات في المسجد الأٌقصى وسلب حقوق الأسرى في السجون والجرائم اليومية في الضفة".

وتوقع المحلل السياسي أن "المستويات الحالية من التصعيد قد تشمل الذهاب لمواجهة مع الاحتلال"، لافتًا إلى أن "المقاومة تستغل فترة الأعياد للضغط على الاحتلال لكسب مزيد من التنازلات والتسهيلات".

وقال القرا: "إن الضفة مشتعلة، والشهداء في تزايد نتيجة الاقتحامات اليومية، عدا عن تصاعد الاعتقالات والمداهمات، ومن الصعب أن تمرر المقاومة في غزة هذه الحالة من الجرائم المتصاعدة".

وأضاف "المقاومة عند الذهاب لأي مواجهة تضع نصب أعينها أمرًا أساسيًا يرتبط بالقضايا والثوابت الوطنية، باعتبار أن ما يجري في الضفة والعمليات المتصاعدة فيها حالة متقدمة".

وتابع القرا "الحالة الأمنية قابلة للتصاعد خلال الأيام القادمة، خاصة خلال فترة الأعياد اليهودية، ونتوقع أنه إذا استمر تجرؤ الاحتلال، فإنه يمكن أن يجر الجميع لمواجهة واسعة، وهذا تحكمه الأفعال خلال الأيام المقبلة".

م غ/أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك