قال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب إن الاحتلال الإسرائيلي حاول وما زال قطع خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وهم أهل الداخل الفلسطيني، مشددًا على ضرورة أن تكون ردود الفعل على ما يجري فيه "حازمة".
وأضاف الخطيب، في حديث خاص مع وكالة "صفا" اليوم الأحد، أنه "قبل بدء هذه الأعياد، اتخذت سلطات الاحتلال عدة اجراءات لمحاولة منع وصول أهل الداخل للأقصى، من إبعاد واستدعاءات واعتقالات، بالإضافة لتفريغهم فجر اليوم من المسجد".
وصباح الأحد اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، المسجد المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، بمناسبة ما يسمى "رأس السنة العبرية"، وسبق ذلك أداء المستوطنين صلوات تلمودية بالمسجد والبلدة القديمة مساء أمس، فيما ستستمر الاقتحامات، والممارسات داخل باحاته طوال فترة الأعياد.
وانطلقت دعوات لشد الرحال إلى المسجد، وتكثيف التواجد فيه، لأهل الضفة والداخل، فيما سُيّرت عشرات الحافلات من الداخل المحتل منذ أمس الجمعة لشد الرحال نحو المسجد الأقصى، لمواجهة اقتحامات المستوطنين.
واعتبر الخطيب أن "غياب ردة الفعل الحازمة تجاه ما يجري من انتهاك لحرمة المسجد الأقصى، هو السبب في تصعيد ممارسات الاحتلال ومستوطنيه خلال مواسم أعيادهم، لفرض واقع جديد هناك".
وشدد على أن حكومة الاحتلال التي ترعى المستوطنين، تحاول أن تحول من خلال تصعيد الانتهاكات للأقصى، وإدخال أدوات ومراسم جديدة للمستوطنين فيه، القناعات الدينية التي يحملونها إلى واقع فيه.
خطوات مدروسة وغياب الحراك
وأكد أن هذه المحاولات، نجحت في الفترة الراهنة، وتم إدخال المزيد من الممارسات كالنفخ بالبوق وإدخال البقرات وغيرها، في ظل حكومة يمينية متطرفة، كان وزراءها سابقًا مستوطنين يحملون ذات المعتقدات.
وقال: "يعلم الجميع أن إسرائيل تعتمد التدرج في خطواتها تجاه المسجد الأقصى، وهم يدرسون ردود الفعل لكل خطوة، ومن ثم التفكير في الخطوة التالية".
وتابع "وللأسف تم إدخال أدوات كالقرابين والنفخ في البوق والبقرات، كلها جاءت بعد دخول الأقصى وقراءة القراءات التوراتية عبر الهاتف، وكله يأتي في ظل غياب ردة الفعل الحازمة، تجاه هذه الوقاحة الإسرائيلية".
وشدد بالقول إن "من يتواجدون في الأقصى اليوم هم أبناء القدس والداخل، وهؤلاء يسبق هذا اليوم موجة اعتقالات واستدعاءات وإبعاد بحقهم، لمحاولة منع دخول الشباب منهم بالذات إلى الأقصى".
واستدرك "ولكن الحراك والزخم الشعبي الذي كان يجب أن يتشكل في الضفة وغزة والداخل والقدس وكل البقاع، ضعيف، في ظل سياسات قمعية للأنظمة، وموجة تطبيع".
لذلك "فإن المؤسسة الإسرائيلية تجد نفسها في حالة من الراحة تجاه الإجراءات التي تمارسها تجاه المسجد الأقصى، ونحن نقول إنه بالرغم من وصول عشرات الحافلات لأهل الداخل إلى الأقصى، لكن المسجد ليس لأهل القدس والداخل فقط، ويجب أن يكون الاستنفار نحوه على مستوى مكانته".
كما شدد على أنه بالرغم من إجراءات الاحتلال، إلا أن أهل الداخل لا يمكنهم أن ينقضوا عهدهم تجاه الأقصى، وهذا شرف لهم بأن جُعلوا الأقرب له وخط الدفاع الأول عنه.
وحذر من استمرار وقاحة الاحتلال في السيطرة على المسجد الأقصى، مشددًا على أنه إن لم يرتق مستوى الانتفاضة والاستنفار في كل البقاع، لمستوى ما يجري تجاهه، فإن الاحتلال سيذهب للمزيد من التصعيد.