بيتا المقاوِمة تواجه حصار الاحتلال وعدوانه المتواصل

نابلس - خاص صفا

لا يزال اسم بلدة بيتا جنوب نابلس، حاضرًا وبقوة في وسائل الإعلام باعتبارها واحدة من ميادين المواجهة المفتوحة مع الاحتلال على مدار الساعة.

وفي الأيام الأخيرة الماضية، كانت بيتا مسرحا لجولات من المواجهة مع قوات الاحتلال التي استهدفت البلدة بالحصار والتضييق والاقتحامات المتتالية وما يرافقها من اعتداءات وتنكيل بالأهالي.

ومساء الثلاثاء الماضي، استهدف مقاومون بالرصاص مركبة للمستوطنين أثناء مرورها على شارع حوارة الرئيس بالقرب من المدخل الرئيس لبلدة بيتا، فأصابوا مستوطنين بجراح متوسطة، ليبدأ بعدها فصل جديد من المواجهة مع الاحتلال.

وعقب العملية، وصلت تعزيزات كبيرة من جيش الاحتلال إلى موقع العملية وأغلقت دوار بيتا، وداهمت المحلات الجارية عند مدخل البلدة وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة.

وتعرضت البلدة في الايام التالية لاقتحامات متكررة بحجة البحث عن منفذي العملية، أشدها ما جرى فجر يومي الخميس السبت، إذ شنت خلالهما قوات الاحتلال حملتي دهم وتفتيش وتخريب طالت مئات المنازل واستمرت 6 ساعات متواصلة في كل منهما.

ولم تكن اقتحامات الاحتلال لتمر مرور الكرام، فبالتزامن مع مداهمة المنازل خرج عشرات الشبان للتصدي لقوات الاحتلال وخوض مواجهات معها بالحجارة والزجاجات الحارقة والعبوات المتفجرة محلية الصنع.

وتطورت المواجهات فجر الخميس إلى اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال على أطراف البلدة.

ونتج عن المواجهات عشرات الإصابات نتيجة تعمد جنود الاحتلال إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف ومبالغ فيه باتجاه المنازل.

وأحكمت قوات الاحتلال حصار بيتا بإغلاق مدخلها والرئيس وجميع المداخل الرابطة بينها وبين البلدات والقرى المجاورة بالسواتر الترابية.

وقال رئيس بلدية بيتا محمود برهم أن إجراءات الاحتلال حولت بيتا إلى ما يشبه السجن الكبير، إذ يكاد لا يستطيع أحد الدخول للبلدة أو الخروج منها.

ولفت إلى أن قوات الاحتلال نقلت البوابة الحديدية المقامة عند مدخل البلدة ووضعتها بمحاذاة حسبة بيتا التي تعد سوقا مركزيا للخضار والفواكه على مستوى شمال الضفة الغربية، ومنعت بذلك الشاحنات من دخول الحسبة أو الخروج منها.

وأثّر هذا على كميات الخضار والفواكه في محافظة نابلس وفي شمال الضفة عموما، وتسبب بخسائر لتجار الحسبة.

ونتيجة لإغلاق بيتا، أغلقت جميع المدارس في البلدة وعددها 10 مدارس، مما وحرم أكثر من 6 آلاف طالب من الالتحاق بفصولهم الدراسية.

وبين أن المداهمات تجري من بيت لبيت، ويرافقها تفتيش وتخريب المحتويات وتصوير هويات السكان، ويتعمد الاحتلال مداهمة البيوت بطريقة وحشية وترويع المواطنين خاصة النساء والأطفال.

وخاضت بيتا خلال السنوات الخمس الأخيرة جولات من المواجهة مع الاحتلال والمستوطنين، واستطاعت منع إقامة بؤرة استيطانية على جبل العرمة، وأجبرت الاحتلال على إخلاء بؤرة "افيتار" التي أقامها المستوطنون على قمة جبل صبيح.

ودفعت بيتا ثمن تلك المواجهات أكثر من 12 شهيدا ومئات الجرحى بعضهم لا زال يعاني من آثار إصابته حتى اليوم.

وخلال أغسطس، عاشت بيتا واحدة من تلك الجولات مع قوات الاحتلال خلال بحثها عن منفذ عملية حوارة السابقة التي قتل فيها مستوطنان داخل مغسلة للمركبات في التاسع عشر من الشهر ذاته.

ولا يزال الشاب عميد الجاغوب يرقد في المستشفى بسبب إصابته الحرجة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة لاعتقال الطبيب شهيد معلا الذي يشتبه فيه الاحتلال بتقديم العلاج والمساعدة لمنفذ عملية حوارة السابقة.

أ ك/غ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة