دعا مختصون في شؤون الأسرى وإعلاميون في غزة لاستثمار الإعلام الاجتماعي لخدمة قضايا الأسرى، مشددين على أهمية استخدام وسائل أكثر إبداعًا لإيصال رسالتهم إلى العالم.
جاء ذلك خلال طاولة مستديرة نظمتها وكالة "صفا" الإثنين بالتعاون مع جمعية واعد للأسرى والمحررين.
وقال رئيس تحرير وكالة "صفا" محمد أبو قمر إن اللقاء يأتي في إطار استعداد الأسرى لخوض معركة إضراب عن الطعام الخميس حسبما أعلنت الهيئة القيادية العليا للحركة الأسيرة، وذلك بعد قرار وزير أمن الاحتلال بن غفير بتقليص عدد زيارات الأسرى.
وضم اللقاء أسرى محررون للحديث عن تجربتهم الخاصة حول الإضراب المفتوح عن الطعام، كما يضم الإعلامي عماد الإفرنجي للحديث عمّا هو مطلوب إعلاميًّا لنصرة الأسرى ودعم قضاياهم على المستوى المحلي والدولي.
وقال الأسير المحرر يونس أبو الفيتة والذي أفرج عنه من سجون الاحتلال نهاية الشهر الماضي إن اعتداءات الاحتلال بحق الأسرى تأتي لسحب إنجازاتهم؛ لذا يلجأ الأسرى لهذا الإضراب بعد نفاذ كل نقاشاتهم مع إدارة السجون الإسرائيلية.
وأوضح أبو الفيتة أن هذا الإضراب يأتي في ظل أن هناك أسرى كبار سن وأطفال لا يستطيعون المشاركة فيه، في ظل وجود نحو 800 أسير مريض، يعجزون عن المشاركة في الإضراب.
وأشار إلى أن الإضراب عن الطعام هو السلاح الوحيد في مواجهة صلف إدارة السجون، حيث يضطر الأسير للعيش في ظروف صعبة.
وشهد الأسير أبو الفيتة قبيل الإفراج عنه التوترات الأخيرة في السجون، بعدما أمضى في سجون الاحتلال 17 سنةً، وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الأسير يونس ومحمود الترابين من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة في الأول من سبتمبر لعام 2006.
وأشار إلى أن الإضراب الأسرى يأتي بسبب قمع الاحتلال لهم، حيث جاء ذلك عقب زيارة أجراها مكتب بن غفير للأسرى، ووجدوا أن معيشة الأسرى ترقى إلى الرفاهية بحسب ادعائهم، ويريدون التخلص من ذلك.
ولفت إلى أنه منذ 3 أسابيع تم نقل الأسرى لسجن نفحة، ورغم وجود كبار سن في العمر.
الإسناد الإعلامي
وأكد الإعلامي عماد الإفرنجي أنه يقع على الدور الإعلامي الفلسطيني دور مهم وكبير في إسناد قضايا الأسرى، وخاصة في ظل إقبالهم على خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام الخميس القادم.
وبيّن الإفرنجي أهمية استثمار قضايا الأسرى إعلاميًا وخاصة عند حديثهم عن أنفسهم، مثلما حدث مع والدة الأسير ضياء الأغا خلال مشاركتها بمؤتمر في العراق، حيث تحدثت عن معاناة ابنها المعتقل منذ 32 سنةً وهي أم ممنوعة من الزيارة.
وتساءل: يوجد سفارات فلسطينية متواجدة حول العالم ماذا تفعل؟ ما الذي تقوم به من أجل قضايا شعبنا وخاصةً الأسرى؟
وأضاف: "نحتاج لانتفاضة حقيقية في السفارات الفلسطينية، ويفترض أن يكون هناك ضغط شعبي وإعلامي وسياسي لدفع تلك السفارات للقيام بواجبها تجاه الأسرى".
وذكر الإفرنجي أن بن غفير يريد منع الأسرى من الزيارات وسحب امتيازاتهم؛ هذه الإجراءات يجب أن تكون فرصة لنا جميعًا لاستثمارها كإعلاميين، يجب أن يتحدث صحفيو شعبنا عن معاناة الأسرى وعرض قصصهم وقضاياهم.
وحثّ وزارتي التعليم والأوقاف أن يكون لهم دور أكبر في قضايا الأسرى، من خلال أن يكون لكل طفل وعي وفهم بما يحدث لأسرانا، سواء بالمدرسة أو بالمساجد.
كما شدد على أهمية أن يكون هناك تغطية واسعة من قبل الإعلام المحلي والعربي لكل تفاصيل الإضراب، ويجب استثمار الإعلام الرقمي، قائلاً: "يجب أن يكون لدينا منصة عالمية إعلامية بكل اللغات تتحدث فيه عن قضايا الأسرى.
ولفت إلى أنه بالإمكان استثمار "الذكاء الاصطناعي" في الترويج لقضايا الأسرى، مثلاً استحضار أسير يتحدث عن نفسه باللغة الإنجليزية أو العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وبيّن أن الإعلام المحلي يحتاج للبحث عن أشكال إعلامية جديدة والتركيز عليها في قضايا الأسرى مثل القصص الإنسانية وإنتاج عروض تقديمية.
وأشار الإفرنجي إلى أنه بالإمكان استثمار السينما والمسرح، قائلاً: "يجب أن نصنع لنا أبطالاً من الأسرى من خلال جهدنا الإعلامي المشترك، ويفترض أن يكون أكثر تنظيمًا، وتنظيم موجات إعلامية للتفاعل مع إضراب الأسرى.
ودعا وزارة الأسرى بالتعاون مع مؤسسات معنية بحقوق الأسرى لعقد مؤتمر علمي لدعم قضايا الأسرى على أن يشارك بها خبراء محليين وعرب ودوليين ويخرج بتوصيات عملية لدعم قضايا الأسرى.
وشدد الإفرنجي على أهمية أن يكون هناك دور نقابي داعم لقضايا الأسرى، قائلاً: "هناك نقابات قوية وتستطيع أن تفعل شيء وتقدم النصرة لأسرانا، بالإضافة إلى أن هناك دور مهم للمؤسسات الحقوقية لدعم الأسرى والقيام بورشات تتحدث عن معاناتهم.