أعلنت وزارة الداخلية المغربية الليلة الماضية، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد مساء الجمعة إلى 2122 قتيلا و2421 جريحا، وفي حين تسابق فيه فرق الإنقاذ الزمن بحثا عن ناجين محتملين؛ أعلنت الحكومة المغربية أنها تركز جهودها في هذه المرحلة على إغاثة المتضررين تمهيدا للانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار.
وتواصلت لليلة الثالثة على التوالي عمليات الإنقاذ في المناطق التي ضربها الزلزال، لا سيما المناطق الجبلية والنائية وسط البلاد.
وتصعّب طبيعة المناطق المتضررة عمل فرق الإنقاذ بسبب الوعورة وبُعد المسافات وصعوبة إيصال المعدات اللازمة.
وخلّف الزلزال الذي ضرب منطقة الأطلس الكبير في وقت متأخر من مساء الجمعة، وناهزت قوته 7 درجات على سلم ريختر؛ دمارا واسعا في بلدات وقرى في إقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت، كما خلف أضرارا في مراكس، وظهرت مشاهد الركام والتشققات في المنازل والشوارع حيث تبحث فرق الإنقاذ عن ناجين محتملين.
وقال مرصد الزلازل الأورومتوسطي إنه سجّل الأحد هزة أرضية بقوة 4.5 درجات على مقياس ريختر على بعد 77 كيلومترا جنوب غربي مراكش.
أولويات الحكومة
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس -في مقابلة مع الجزيرة- إن جهود جميع الجهات الرسمية في المغرب تنصب حاليا على الانتهاء من المرحلة الأولى المتعلقة بجهود الإغاثة، تمهيدا للانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار.
كما قال وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي للجزيرة إن فرق الإغاثة والإنقاذ والبحث لن توقف عملياتها إلا بعد التأكد تماما ونهائيا من عدم وجود أحياء أو جثث تحت الأنقاض.
ومن المقرر أن يترأس رئيس الحكومة عزيز أخنوش الاثنين اللجنة المكلفة بإعادة بناء المناطق المتضررة جراء الزلزال.
وفي الأثناء، أكدت الحكومة المغربية أنه تمت تعبئة كل القدرات والأجهزة للوصول إلى جميع المتضررين، فيما وصلت تعزيزات كبيرة من الجيش المغربي إلى منطقة أمزميز في ضواحي مدينة مراكش لدعم جهود الإنقاذ.
وبالتوازي مع ذلك، أعلنت الداخلية المغربية أنه تمت الاستجابة لعروض الدعم التي قدمتها كل من إسبانيا وقطر وبريطانيا والإمارات، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ، في حين ذكر وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي أن ما بين 60 إلى 70 دولة عرضت تقديم الدعم.
وكان الديوان الملكي المغربي أعلن ﺣدادا وطنيا مدته 3 أيام وﺗﻧﻛﯾس اﻷﻋﻼم ﻓوق اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟرسمية.
وجاء في بيان للديوان الملكي أن ملك المغرب محمد السادس وجه خلال اجتماع في القصر الملكي في الرباط بتشكيل ﻠﺟﻧﺔ وزارﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ مستعجل ﻹﻋﺎدة بناء المنازل المدمرة بسبب الزلزال.
كما وجه الملك المغربي باﻟﺗﻛفل بالأشخاص الذين صاروا بلا مأوى جراء الزلزال، إضافة إلى التعبئة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻟﻠﺗﺿﺎﻣن ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم للمواطنين ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة.