في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، عم الإضراب المفتوح صباح السبت، مدرستي السواحرة الثانوية للبنين، وابن الهيثم الإعدادية للبنين في بلدة جبل المكبر جنوب شرقي القدس المحتلة، رفضًا لإدخال المنهاج الإسرائيلي، واحتجاجًا على اجراءات بلدية الاحتلال التعسفية بحق الطلبة.
ونظم أهالي جبل المكبر ولجنة أولياء الأمور اعتصامًا أمام مدرسة السواحرة الثانوية ومدرسة الصلعة الجديدة، مؤكدين مواصلة العمل حتى تحقيق مطالبهم القانونية والمشروعة بتوفير بيئة آمنة وسليمة للطلاب.
وأعلنت لجنة أولياء الأمور المركزية لمدارس جبل المكبر الإضراب المفتوح في المدرستين اعتبارًا من اليوم، حتى استجابة بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس إلى المطالب المشروعة التي تقدمت بها مرارًا وتكرارًا دون جدوى.
وأوضحت أن هذه المطالب تتضمن نقل طلاب مدرسة السواحرة الثانوية للبنين إلى مبنى مدرسة ابن الهيثم الاعدادية في منطقة واد الحمص، ونقل طلاب ابن الهيثم الى المبنى الجديد الكائن في حي الجعابيص، وتأمين مواصلات لطلابها، بعد رفض شركة السفريات نقلهم هذا العام.
وطالبت بضرورة تقديم خطة عمل مستقبلية لبناء مؤسسات تعليمية جديدة، وإغلاق المباني المستأجرة التي لا تتناسب مع المواصفات المطلوبة.
وقالت: إن "بلدية الاحتلال تقوم ببناء مدرسة على أنها ابتدائية وتحصل على تعاون كامل وعدم معارضة من قبل أهالي الحي، وبعد الانتهاء من البناء والأعمال تكشف عن نواياها المبيتة وتعلن عن تحويل المدرسة من ابتدائية إلى ثانوية تكنولوجية لتعليم المنهاج الإسرائيلي".
وأهابت اللجنة بأهالي جبل المكبر وأولياء أمور الطلاب بضرورة الالتزام التام بالإضراب في المدرستين، والمشاركة الفاعلة في الاعتصامات الاحتجاجية.
بدوره، قال الناشط المقدسي راسم عبيدات إن الإضراب المفتوح يأتي رفضًا لفرض المنهاج الإسرائيلي "البجروت على مدارس جبل المكبر، ولا سيما المدرسة الجديدة المقامة في حي الجعابيص.
وأوضح عبيدات، في تصريح خاص لوكالة "صفا"، أن مبنى مدرسة السواحرة الثانوية مستأجر منذ نحو 20 عامًا، لم يتم ترميمه، وصفوف المدرسة ليست مصممة لتكون صفوف دراسية، بل تُشبه "السجن والزنازين"، وتعاني من رطوبة شديدة، وتفتقر للساحات والملاعب، مما يُؤثر على الطلاب.
وأضاف "نحن ندرك أن الاحتلال لديه أجندة يريد أن ينفذها في إطار محاولة تمرير المنهاج الإسرائيلي على المدارس المقدسية، ضمن خطته الخمسية شرقي القدس، لأسرلة العملية التعليمية".
وأشار إلى أن بلدية الاحتلال تسعى من خلال بناء أي مدرسة في المدينة المقدسة، إلى تطبيق المنهاج الإسرائيلي، في محاولة لإنهاء المنهاج الفلسطيني، لافتًا إلى أن بلدة جبل المكبر تعاني نقصًا في المدارس.
وتوقع عبيدات استمرار وتصاعد الوقفات الاحتجاجية والإضراب المفتوح في الأيام القادمة، حتى استجابة بلدية الاحتلال لمطالب الأهالي ولجنة أولياء الأمور.
وكانت لجنة أولياء الأمور طالبت بنقل الطلاب إلى مبنى جديد، إلا أن بلدية الاحتلال استغلت الحاجة ووافقت شريطة أن يتعلم الطلبة المنهاج الإسرائيلي بدلًا من الفلسطيني.
وضمن سياستها لأسرلة التعليم في القدس، استولت قوات الاحتلال الخميس الماضي، على كتب مدرسية من المنهاج الفلسطيني وهي في طريقها إلى إحدى المدارس الخاصة في القدس القديمة، واعتقلت سائق المركبة التي كانت تنقل الكتب، وأحد موظفي المدرسة.
واعتبرت وزارة التربية والتعليم، استيلاء الاحتلال على الكتب انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وحق الأطفال في الحصول على تعليم جيد ومناهج متكاملة.
وأوضحت أن هذه الإجراءات تعكس الظروف الصعبة التي يعيشها الطلاب والمعلمون في القدس، نتيجة الحرب التي تشنها قوات الاحتلال على كل ما هو مقدسي، وخاصة منظومة التربية والتعليم.
ودعت التربية، المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات وحماية حقوق الأطفال في التعليم، مؤكدة أهمية استمرار تقديم الدعم للمدارس والطلبة في القدس، لمواجهة هذه التحديات الصعبة.