web site counter

أكثر شراسة وخطورة على هويته

تزامنًا مع الأعياد.. بوادر عدوان إسرائيلي جديد على المسجد الأقصى

القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا

مع كل موسم أعياد يهودية جديدة، يتجدد العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، ويأخذ منحى تصاعديًا أكثر خطورة على هويته الإسلامية، ولاسيما مع تبني حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة مشروع بناء "الهيكل" المزعوم فوق أنقاضه.

وشرعت "جماعات الهيكل" المزعوم بحملة لحشد أكبر عدد ممكن من المستوطنين المتطرفين لتنفيذ اقتحامات واسعة وجماعية للمسجد الأقصى خلال موسم الأعياد المقبلة، والذي يُعد الأطول هذا العام.

وتبدأ الأعياد برأس "السنة العبرية" يومي السبت والأحد الموافق 16 و17 أيلول/ سبتمبر الجاري، متبوعًا بأيام "التوبة" العشر التي تتكثف فيها الاقتحامات، يليها "عيد الغفران" يوم الاثنين 25 من نفس الشهر، ثم "عيد العرش" التوراتي الذي يبدأ من يوم السبت 30 سبتمبر، وحتى السبت 7 أكتوبر المقبل.

وعيد "العرش" يعد أحد أعياد "الحج التوراتية" الثلاثة التي ترتبط بـ"الهيكل" المزعوم، وهو ما توظفه الجماعات المتطرفة لفرض كامل طقوسه داخل المسجد الأقصى.

وفي هذا العيد، يُحاول المستوطنون إدخال "القرابين النباتية" إلى الأقصى، تعبيرًا عن كونه "الهيكل" المزعوم، كما يشكل موسمًا سنويًا لرفع أعداد المقتحمين لنحو 1500 يوميًا على مدى سبعة أيامٍ متتالية.

حرب مُستعرة

المختص في شؤون القدس جمال عمرو يقول: إن "الحرب الدينية على المسجد الأقصى تستعر بشدة، وتزداد نيرانها وقوتها في أبشع صورة، ولاسيما في ظل حكومة عنصرية فاشية تسعى لتحقيق مآربها ومخططات جماعاتها المتطرفة بحق المسجد".

ويوضح، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يستغل أعياده لأجل شن عدوان جديد على الأقصى، والمقدسيين، عبر تصاعد وتيرة الاقتحامات وأعداد المقتحمين، وأداء الطقوس الدينية التلمودية علنًا داخله، وكذلك عمليات الاستفزاز في المدينة المقدسة.

ويضيف أن "الإسرائيليين ماضون في إشعال الحرب الدينية، التي أصبحت أكثر وضوحًا وخطورة على الأقصى، في ظل تلك الحكومة اليمينية ووجود الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".

ويتابع "نحن أمام قوة إسرائيلية غاشمة شديدة التطرف ضد الأقصى ومحيطه، تعمل ليلًا ونهارًا على التنكيل بالمرابطين والمرابطات، وإبعادهم إما خارج القدس بأكملها، أو البلدة القديمة وبعيدًا عن المسجد المبارك".

ووفقًا للباحث عمرو، فإن "المتطرف بن غفير يُعطي تعليماته للشرطة للاعتداء على المقدسيين والأقصى، والتي تنفذها فورًا دون أي تردد، ما يدلل على أن الحكومة الإسرائيلية تُشعل حربًا دينية فعليًا على المسجد".

ويطالب الفلسطينيين ووسائل الإعلام المختلفة بضرورة فضح الاحتلال وممارساته بحق الأقصى، لأن العالم لم يعد يقبل بأي حروب صليبية دينية يهودية مجددًا.

وحول إجراءات الاحتلال بحق مرابطي الأقصى، يتوقع الباحث المقدسي مزيدًا من حملات الاعتقال والتنكيل بشتى الوسائل، فضلًا عن عمليات الإبعاد عن المسجد، قبيل حلول الأعياد، بهدف تهيئة الأجواء وإتاحة المجال للمتطرفين لتنفيذ اقتحاماتهم واستفزازاتهم.

ويشكل الرباط والاعتكاف المتواصل في المسجد الأقصى-كما يؤكد عمرو- الوسيلة الأنجع للتصدي لاقتحامات المستوطنين ومواجهة المخططات التهويدية ضده.

أكثر شراسة

أما المختص في شؤون القدس زياد إبحيص فيقول: إن "الأعياد اليهودية تأتي هذا العام في سياق ذروة صعود تيار الصهيونية الدينية المستحوذ على نصف حقائب حكومة نتنياهو، وجماعات الهيكل التي هي واجهة هذا التيار في العدوان على الأقصى، ما يجعلها مدفوعة بكل السبل لفرض مفاعيل هذا النفوذ غير المسبوق في المسجد".

ويضيف في مقالة له، أن "الأعياد تشكل الموسم الأعتى والأكثر شراسة وخطورة على هوية الأقصى، فنحن نؤرخ فيه لمجزرة الأقصى 1990، ولهبة النفق 1996، ولانتفاضة الأقصى 2000، ولهبة السكاكين 2015، ما يجعل هذه الأعياد الموسم الأكثر تفجرًا على مدى تاريخ الصراع".

ووفقًا لإبحيص، فإن "هذا العدوان، وسائر الاعتداءات منذ عام 2019، تُركز على التأسيس المعنوي للهيكل عبر فرض الطقوس التوراتية، باعتباره الهدف المرحلي الأكثر نشاطًا في هذه الفترة، مع عودة السعي النشط لفرض تقدم في التقسيم الزماني والمكاني، ما يعني محاولة تحويل الأقصى من مقدس إسلامي خالص إلى مشترك".

ويرى أن هناك مقدمات وسوابق بالفعل تُشجعهم على المضي قدمًا في ذلك، تتمثل في نجاح شرطة الاحتلال في فرض عزلة كاملة على الساحة الشرقية للأقصى خلال الاقتحامات، ونجاح "جماعات الهيكل" في "نفخ البوق" داخل المسجد، وتقديم "القرابين النباتية" فيه، خلال عامي 2021 و2022.

أ ج/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام