وتصاعد حدة التوتر

مسؤول لـ"صفا": تفاقم الوضع الإنساني في عين الحلوة مع توقف خدمات "أونروا"

بيروت - خاص صفا

أكدت اللجان الشعبية لتحالف القوى الفلسطينية في مدينة صيدا جنوبي لبنان، أن الأوضاع الإنسانية في مخيم عين الحلوة تتفاقم يوميًا، في ظل تصاعد حدة التوتر، وتوقف بعض الخدمات الأساسية التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وقال أمين سر اللجان الشعبية خالد زعيتر ، في تصريح خاص لوكالة "صفا": إن "الوضع في المخيم يشهد تصاعدًا في مستوى التوتر، وسط حالة من الترقب والحذر، في ظل استمرار الاستنفارات العسكرية بين حركة فتح والجماعات الإسلامية".

وأوضح أن استمرار انتشار الشائعات في المخيم حول احتمال استئناف الأحداث الأمنية والمعارك يمثل عاملًا إضافيًا لزيادة التوتر القائم.

وأشار إلى أن بعض المنازل تعرضت لدمار كلي، نتيجة الأحداث التي شهدها المخيم، وأصبحت غير صالحة للسكن، بالإضافة إلى وجود حركة نزوج مستمرة للاجئين خارج المخيم، بسبب الشائعات، إذ غادره بعض الأفراد نهائيًا واستقروا في صيدا والمدن المجاورة.

وأضاف أن الحركة التجارية تتأثر بشكل كبير في المناطق المحيطة بالمخيم، حيث تواصل المحلات إغلاق أبوابها، مما يتسبب بفقدان أصحابها مصادر رزقهم.

وأكد زعيتر أن خدمات وكالة "أونروا" في مخيم عين الحلوة تراجعت، في وقت توقفت بعض الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية، وإزالة النفايات.

ولفت إلى أن المدارس التي تم استخدامها خلال الاشتباكات المسلحة تشهد توقفًا مؤقتًا، ما يثير المخاوف بشأن بدء العام الدراسي الجديد.

وأشار أمين سر اللجان الشعبية، إلى معاناة اللاجئين النازحين من المخيم، نتيجة قلة الدعم المقدم لهم، والذي يقتصر على بعض الجمعيات الفلسطينية.

تحديات كبيرة

وحول الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع وإعادة الوضع الأمني إلى طبيعته، قال: إن "هيئة العمل الفلسطيني المشتركة، التي تمثل القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية في لبنان، تبذل جهودًا لإيجاد حل للمأزق الحالي داخل المخيم، لكن هذه الجهود تواجه تحديات تعيق تحقيق تقدم كبير بهذا الصدد".

وكانت "أونروا" أطلقت نداءً للمسلحين بضرورة إخلاء المدارس للسماح بالتحضير للعام الدراسي الجديد، وعلقت الخدمات لمدة يوم واحد، احتجاجًا على استمرار احتلال بعض مؤسساتها.

وفي هذا الصدد، أكد أمين اللجان الشعبية لتحالف القوى الفلسطينية في صيدا، أن هذا النداء لم يُلق أي استجابة من المسلحين.

وطالب بضرورة إيجاد حلول عاجلة للأوضاع الإنسانية الصعبة في مخيم عين الحلوة، وتوجيه الجهود لتخفيف حدة التوتر وتقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين وإعادة الإعمار.

وفي 29 يوليو/تموز الماضي، اندلعت اشتباكات في مخيم عين الحلوة استمرت عدة أيام بين قوات الأمن الوطني التابعة لحركة "فتح" وتنظيمات متشددة.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 12 شخصًا وإصابة العشرات، فضلًا عن نزوح مئات العائلات إلى خارج المخيم، ما تسبب بمعاناة إنسانية صعبة للأهالي.

وفي 18/ آب/ أغسطس الجاري، أعلنت "أونروا" تعليق خدماتها داخل المخيم، ردا على استمرار وجود مسلحين داخل منشآتها، بما في ذلك المدارس التابعة لها.

وكانت مديرة شؤون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) في لبنان دوروثي كلاوس، وصفت خلال مؤتمر صحفي مؤخرًا، الوضع في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بأنه "غير مستقر"، رغم الهدوء الذي يشهده حاليًا ووقف الاشتباكات.

وأشارت إلى تعرض عدد من المنشآت التابعة للأمم المتحدة للانتهاكات، بما فيها مرافق صحية ومدارس، ومن بينها مجمع مدرسي يتسع لحوالي 3 آلاف طالب.

إ ص/ر ش/أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة