بعد الكشف عن اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، بنظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، دعا مجلس النواب الليبي، اليوم الإثنين، كل مؤسسات الدولة إلى عدم تنفيذ تعليمات حكومة عبد الحميد الدبيبة.
كما دعا البرلمان إلى إجراء تحقيق مع حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بشأن التواصل مع "إسرائيل"، مطالبا لجنة (6+6) بوضع شروط في قوانين الانتخابات تمنع ترشح كل من يثبت تورطه في ذلك.
وقال في بيان عقب جلسة طارئة بخصوص لقاء وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن قرار البرلمان سابقا بسحب الثقة من حكومة الدبيبة كان "صائبا".
في حين اعتبر البرلمان أن أي عمل قامت به حكومة الوحدة الوطنية بعد سحب الثقة منها هو عمل "باطل"، داعيا كافة المؤسسات والأجهزة الرقابية والعسكرية والأمنية والمالية إلى عدم تنفيذ تعليمات هذه الحكومة.
"إسرائيل" تكشف تفاصيل اللقاء
يذكر أن الخارجية الإسرائيلية كانت أعلنت، في بيان الأحد، أن إيلي كوهين عقد اجتماعاً مع المنقوش في إيطاليا الأسبوع الماضي، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.
ونقل عن كوهين قوله إنه تحدث مع وزيرة الخارجية الليبية "عن الإمكانات الكبيرة للعلاقات بين البلدين"، مؤكداً: "نمنح أهمية هائلة للعلاقات مع ليبيا".
كذلك وصف الاجتماع بالـ"تاريخي" و"خطوة لبناء العلاقات".
ووفق البيان، ناقش الوزيران خلال اللقاء الذي عقد بوساطة وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، في العاصمة روما، "العلاقات التاريخية بين البلدين وإمكانية التعاون بين الدولتين والمساعدات الإسرائيلية في القضايا الإنسانية والزراعة وإدارة المياه".
إقالة المنقوش
يشار إلى أن الكشف عن هذا اللقاء أثار موجة احتجاجات واسعة في العاصمة طرابلس وغيرها من المدن الليبية، ودفع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، التي لا تعترف بـ"إسرائيل"، إلى وقف المنقوش عن العمل، ومنعها من السفر، ومن ثم إقالتها الإثنين.
وبينما أكدت وزارة الخارجية الليبية أن اللقاء كان عابراً وغير رسمي ولم يكن معداً له مسبقاً، إلا أن اثنين من كبار المسؤولين في حكومة الوحدة كشفوا أن الدبيبة كان على علم بالمحادثات بين وزيرة خارجيته وكبير الدبلوماسيين الإسرائيليين.
ضوء أخضر من الدبيبة
وقال أحد المسؤولين إن الدبيبة أعطى الضوء الأخضر للاجتماع الشهر الماضي، عندما كان في زيارة لروما، وإن مكتبه رتب اللقاء بالتنسيق مع المنقوش، حسب أسوشييتد برس.
كما ذكر المسؤول الثاني أن الاجتماع استمر نحو ساعتين وأطلعت المنقوش رئيس الوزراء على الأمر مباشرة بعد عودتها إلى طرابلس.