"لن ترعبنا تهديدات اغتيالنا"

العاروري يحدد المحاذير التي ستشعل الحرب الإقليمية

صالح العاروري
بيروت - صفا

حذر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، يوم الخميس، حكومة الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في تنفيذ مخططاتها مؤكدا أن المساس بالوضع القائم في المسجد الأقصى وتصعيد الاستيطان سيجر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.

وقال العاروري في لقاء عبر "فضائية الأقصى" تابعته وكالة "صفا": "نحن واثقون عندما نصل إلى الصراع الشامل سنلحق بالعدو هزيمة لم يسبق له أن تجرعها".

وأكد أن "أي مساس بالمسجد الأقصى يؤدي إلى السيطرة عليه أو تغيير الوضع القائم فيه أو تصعيد الاستيطان،  أو مخططات نتنياهو لمهاجمة إيران وحزب الله سيواجه بحرب إقليمية".

وأردف العاروري "الحرب الإقليمية التي ستهزم الاحتلال ليس تهديدا نابعا من العنتريات العربية القديمة، لكننا نحن مقاومة متواجدة على الأرض، وقد سبق لنا أن هزمنا الاحتلال وطردناه من غزة، وكذلك طردته المقاومة من جنوب لبنان".

وكرر تحذيره قائلا: "الاحتلال يلعب بالنار، وما يفكر به من هدم الأقصى وتعظيم الاستيطان والعدوان على شعبنا وبرامج الاغتيالات سيتسبب بمواجهة شاملة تكسره، ونحن نعرف ماذا نقول، ولن يستطيع أن يقضي على المقاومة، وستتعاظم وستحقق أهدافها".

وشدد على أن المقاومة ستتواصل حتى طرد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من الضفة الغربية كما تم طردهم من قطاع غزة.

تهديدات الاغتيال

وأعرب العاروري عن ثقته في أن الضفة الغربية المحتلة ستعود إلى صفحات المجد، وهي تخوض معركتها ضد الاحتلال والاستيطان.

واعتبر أن تهديدات الاحتلال باغتيال قادة الحركة لا تخيفها، ولن تستسلم وسائرة على نفس الدرب مع شعبها.

وأردف "هذا ليس جديدا أن يهددوا، وهم يغتالون، وكل يوم هناك شهداء، ونحن في حركة حماس جزء من الشعب، ولذلك نستشهد ونعتقل مثل شعبنا، وتهدم بيوتنا ونُلاحق ونُطارد، وهذا هو الوضع الطبيعي لهذا الاحتلال، ولكن أيضا نحن نقاوم ونطارده، ونحن نقاتل وأصحاب حق لأنه هو محتل أرضنا ومعتدٍ علينا".

وأضاف: "هو يهددنا بالقتل، وليس لدينا خيارات لأن نستسلم وأن نتوقف عن المقاومة، وبكل صدق ومسؤولية وشفافية، مثل ما يستشهد أبناء شعبنا، وأصغر شهيد من أبناء شعبنا تاج على رؤوسنا وأكرم منا لأنه سبقنا بالشهادة، ونحن على نفس الدرب".

وتابع العاروري: "نحن مثلنا مثل أبناء شعبنا، ونقطة قوتنا التي لا يمكنهم أن يبارونا فيها أننا نحب الشهادة ونرغب بالشهادة، ونراها قد طالت، ولا تخيفنا أبدا تهديداتهم لنا بالشهادة".

تصاعد المقاومة

وفي شأن تصاعد عمليات المقاومة بالضفة، نبه العاروري بأن المقاومة في الضفة تتصاعد في ظل تحديات غير مسبوقة، والاحتلال هو الذي يدفع بتصاعدها من خلال إجراءات غير مسبوقة ضد شعبنا ومقدساتنا وبالاستيطان وبالاحتلال.

وقال إن ما يخلقه الاحتلال من دوافع لدى شعبنا أكبر سبب لإشعال المقاومة في الضفة الغربية، وحين تتحول المقاومة إلى شعبية كاملة فهي بسبب إجراءات الاحتلال، وهو الذي يدفع بكل أبناء شعبنا للانخراط في المقاومة.

وذكر العاروري "كل يوم نتأخر في هذه المواجهة سنخوضها في ظروف أصعب وأسوأ استراتيجيا، ولذلك يجب ألا نتأخر".

ومضى قائلا: "حماس جزء من الشعب وفي قلب المقاومة تاريخيا، ونحن حاضرون في المقاومة، ولا نرضى لأنفسنا أن نغيب عن مقاومة شعبنا، ونسعى لأن نكون في ثقل المقاومة".

وأضاف العاروري: "شرف لنا وواجب علينا أن نكون في صدارة المدافعين عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وأطفالنا، وواقعنا كله، كل فترات المقاومة منذ أن انطلقت حماس كانت حاضرة فيها بكل قوة، ونحن حاضرون في موجات المقاومة".

واستطرد "ما يعزز ثقة حماس بالمقاومة أننا ننجز في المقاومة، فالانتفاضة الأولى أجبرت الاحتلال على التراجع، وفي الانتفاضة الثانية طردت المقاومة الاحتلال من غزة، وكان على طريق الخروج من الضفة أيضاً".

وزاد العاروري قائلا: "نحن واثقون أننا سنخوض معركة وندفع ثمناً فيها مثل ما دفعناه في كل موجات المقاومة، لكن سنحقق انتصارا".

خطر كبير

وحذر العاروري من أن وزراء الاحتلال أخذوا قراراتهم، وسخروا لها الأدوات، وعملوا لها البنية التنظيمية والقانونية لإنجاز المخططات الاستيطانية، وهي السيطرة على الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى عبر ملايين المستوطنين، وفرضوا على شعبنا أن نخوض معركة مواجهة الاستيطان والاحتلال.

وقال العاروري: "كل شعبنا مستهدف، وعلى كل فلسطيني وكل عربي وكل مسلم أن يكون له سهم في هذه المعركة، معركة تحرير الأقصى والدفاع عنه ومنع تهويده".

ولفت إلى أن المشتبكين مع الاحتلال في الضفة والخلايا المقاومة برغم عددهم المحدود، يجعلون الاحتلال في حالة توتر دائم واضطراب وحيرة، وفقدان للأمن الشخصي للمستوطنين، ومحاولة حكومة الاحتلال لجلب ملايين المستوطنين تصبح صعبة.

ودعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس شعبنا إلى تصعيد المقاومة إلى مستوى يضع العالم كله أمام مسؤولياته، مبينًا أن العالم سيقف مع شعبنا حينما يرى إصرارنا واستعدادنا لخوض الغمرات من أجل الوصول إلى حقنا.

وأردف: "يوجد لدى شعبنا أسلحة أكثر من المستوطنين، وممنوع تحييد السلاح، وهجوم المستوطنين على قرانا وهدمها، بحماية من الاحتلال، يدلل على جبنه، وأي بلدة يواجه بها المستوطنون بالنارلا يعودون إليها، فهم جبناء وممنوع أن يفلتوا من العقاب والقصاص".

توسع الاستيطان

وفي ظل تصاعد الاستيطان في الضفة، أكد العاروري أن "الحركة واضحة في مواقفها، ونحن كشعب فلسطيني يجب أن نخوض معركتنا ضد الاستيطان، والحركة حتى الآن تنفذ عملياتها ضد الجيش والاستيطان، لكن الاستيطان هو قلب الاحتلال وأخطر وجوهه".
 
وشدد على أن شعبنا قادر على مواجهة الاستيطان، محذرا إياه أنه إذا تقاعس عن خوض المعركة سيأتي يوم الحسم في خطة الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، المسؤول عن كل شيء في الضفة الغربية بالحكومة الإسرائيلية، ليهجر الشعب الفلسطيني.

وأوضح العاروري أن خطة الوزير الإسرائيلي والتي يتبناها اليمين الصهيوني أن الأردن لإسرائيل، لكن ستتنازل عنه ليكون دولة فلسطينية ويذهب كل الشعب الفلسطيني إليها وتبقى إسرائيل بلا شعب فلسطيني.
 
وأضاف "يجب مواجهة هذا المخطط الآن، وأن لدينا الفرصة في ظل الانقسام الداخلي وفي ظل تراجع حضور إسرائيل في الإقليم ومساعي التطبيع، وفي ظل انقسام عالمي وموقف سلبي غير مسبوق تجاه الحكومة الصهيونية بسبب تطرفها وخروجها عن كل القوانين والأعراف الدولية".
 
وأكد العاروري أنه لم يعد هناك مناص من معركة شاملة في الضفة الغربية، تنتهي بطرد الاحتلال منها، مشيراً إلى أن شعبنا لديه الفرصة لأن يخوض المعركة ضد الاستيطان، ونفوز بها ونخرجهم من الضفة بدل أن يخرجونا منها.
 
وتابع "في خطة حماس أن تبيّن لشعبها وأمتها والعالم خطورة حكومة الاحتلال ومخططاتها العلنية المكشوفة الساعية إلى تدمير شعبنا وتهجيره والسيطرة الكاملة على الضفة الغربية، وأن تعزز وتدفع وتوفر كل ما يلزم، وأن تكون في المقدمة بمقاومة مشروع الاستيطان في الضفة، وسنفوز وسنطردهم من الضفة كما طردناهم من غزة".

رسالة إلى حركة فتح

ووجه العاروري رسالة إلى حركة فتح قائلا: "هم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب وهي حركة عظيمة وكبيرة، ولها تاريخ مشرف في المقاومة وأيضا قدمت آلاف الشهداء، ومن قيادتها الأولى ومن كل مستوياتها التنظيمية، وهي أيضا لا يمكن تضليلها وهي تعرف البوصلة الصحيحة ولذلك كانوا في الانتفاضة الأولى وفي الانتفاضة الثانية، والآن يقاتلون مع كل أبناء شعبنا".

وأوضح "الخلل موجود في سياسات الأجهزة الأمنية، ليس من كل مكوناتها، وشهدنا في الانتفاضة الثانية معظم عناصرها حملوا السلاح ضد الاحتلال".

واستدرك "لكن هناك دوائر ضيقة مع الأسف التزامها تجاه الاحتلال أعلى من التزامها تجاه شعبنا، وهذا مؤسف جدا وخطير جدا، لكنها دوائر صغيرة وضيقة".

وقال العاروري إن الذي يحاول أن يحرض بين فتح وحماس ويحرض السلطة على حماس ويقول "إن حماس تريد هدم السلطة" يخدم العدو خدمة مباشرة، لأن الذي يهددنا كلنا ويريد اقتلاعنا جميعا هو الاحتلال وليس حماس.

م ز

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة