يوافق يوم الاثنين الحادي والعشرين من آب/ أغسطس، الذكرى السنوية التاسعة لاغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي القادة في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم.
وفي مثل هذا اليوم من العام 2014، وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قصفت طائرات حربية إسرائيلية بعد صواريخ ضخمة، منزلًا بحي تل السلطان في مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد القادة الثلاثة في مجزرة بشعة.
وأدى القصف العنيف إلى تضرر عدة منازل محيطة بالمنزل، ما أسفر أيضًا عن استشهاد خمسة مواطنين آخرين، وإصابة نحو 40.
وحينها، قالت كتائب القسام، إن قادتها العطار وبرهوم وأبو شمالة أذاقوا الاحتلال الويلات وجرّعوا جنوده المرارة منذ ما يزيد على 20 عامًا، حيث كان لهم بصمات واضحة بإحداث نقلة نوعية بأداء المقاومة وتطوير قدراتها.
وأشارت إلى أن المقاومة غدت اليوم أقوى شكيمة من ذي قبل، وقادرة على تحقيق معادلة الردع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وكان القادة الشهداء-وفقًا للقسام- من أبرز الشخصيات القيادية، التي "دوّخت منظومة الأمن الإسرائيلية التي صبت كل جهودها للتخلص منهم مرارًا، وكانت في كل مرة تبوء بالفشل قبل أن يرتقوا في مجزرة إسرائيلية على حي تل السلطان برفح".
وأوضحت أن الشهيد أبو شمالة كان من أبرز مؤسسي كتائب القسام في منطقة رفح، وقاد العديد من العمليات الجهادية وعمليات ملاحقة وتصفية العملاء في الانتفاضة الأولى.
وشارك أبو شمالة في ترتيب صفوف كتائب القسام في الانتفاضة الثانية، وعُين قائدًا لدائرة الإمداد والتجهيز، وأشرف على العديد من العمليات الكبرى مثل عملية براكين "الغضب ومحفوظة وحردون وترميد والوهم المتبدد".
كما كان من أبرز القادة في معارك "الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول".
ونجا من ثلاث محاولات اغتيال، كان أخطرها عندما اجتاحت قوات الاحتلال مخيم يبنا وحاصرت منزل أبو شمالة قبل أن يدمره بمتفجرات وضعت في داخله مطلع صيف عام 2004.
وعام 1999، حكم عليه وعلى الشهيد القائد رائد العطار بالإعدام في سجون السلطة، على خلفية مقتل شرطي أثناء مطاردته ثلاثة من المجاهدين، قبل أن تضطر لإلغاء الحكم بعد مظاهرات عارمة شهدتها المدينة وقتها.
أما الشهيد القائد العطار، كان رفيق درب أبو شمالة في كل المحطات الجهادية منذ التأسيس والبدايات، كما تؤكد بذلك كتائب القسام.
وشارك الشهيد في العمليات الجهادية وملاحقة العملاء في الانتفاضة الأولى ثم في تطوير بنية الجهاز العسكري في الانتفاضة الثانية، ثم قائدًا للواء رفح في كتائب القسام وعضوًا في المجلس العسكري العام.
وصفته "إسرائيل" بـ "رأس الأفعى"، وسجل في تاريخه الجهادي المسئولية عن أسر الجندي جلعاد شاليط عام 2006.
وقد شهد لواء رفح تحت إمرته الصولات والجولات مع الاحتلال، وعلى رأسها حرب الأنفاق وعملية "الوهم المتبدد" وغيرها من العمليات البطولية الكبرى، وكان له دوره الكبير في "معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول".
وزعم الاحتلال "أنه الشخص الوحيد الذي يمكن أن يعرف مصير الضابط الإسرائيلي المفقود هدار غولدن".
وكان يُصنفه جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك) بأنّه أحد أقوى رجال قادة القسام، وأنه المسؤول عن منطقة رفح عسكريًا بأكملها، كما تتهمه ببناء منظومة أنفاق المقاومة، ووصفته قوات الاحتلال بأنه "صائد الجنود" الذي جعل هدف حياته خطف الجنود من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجونها.
وكانت تزينت صورة النصر الكبير للمقاومة في صفقة "وفاء الأحرار"، بصورة العطار إلى جانب نائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري، الذي اغتالته "إسرائيل" عام 2012، وهما يسلمان الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط للجانب المصري.
ونشرت القسام صورًا تظهر أبو شمالة وشاليط أسيرًا في قبضة وحدة الظل، ليلقي ذلك الضوء على دور القائدين في تمريغ أنف الاحتلال في التراب وإثبات فشله الاستخباري الفادح.
وأما الشهيد القائد محمد برهوم فهو رفيق درب الشهيدين أبو شمالة والعطار، وكان من أوائل المطاردين من كتائب القسام لقوات الاحتلال عام 1992.
ونجح برهوم بعد مدة من المطاردة في السفر إلى الخارج سرًا، وتنقل بين عدد من الدول، ثم عاد في الانتفاضة الثانية إلى قطاع غزة ليلتحق من جديد برفاق دربه وإخوانه في معاركهم وجهادهم ضد الاحتلال.
ولم تثنهِ المطاردة وتجربة الإبعاد عن مواصلة تدريبه ونضاله ضد المحتل من داخل صفوف القسام، فقاتل الإسرائيليين ودافع عن غزة، وأمّن السلاح والتدريب، وشارك في التصدي للمحتل في اعتداءاته المتكررة على القطاع إلى أن استشهد.
وتأكيدًا على مواصلة المقاومة واستمرار النهج، أطلقت القسام على صاروخين حديثين من تصنيعها أسماء القائدين العطار وأبو شمالة، لتشحذ ترسانتها القتالية للمعركة بصاروخي (SH) و(A)، ولتبقى أشباحهما تطارد الاحتلال حتى اندحاره عن الأرض والمقدسات.