web site counter

عبر "الضرب على الحزام الساخن"

تحليل: عملية حوارة مفاجأة من المستوى العالي للمقاومة وضربة جديدة لـنظرية "الردع"

غزة - صفا

يؤكد محللان في الشأن السياسي أن عملية إطلاق النار التي نفذها فلسطيني في حوارة، وأدت لمقتل مستوطنين اثنين، تشكل مفاجأة من المستوى العالي لأداء المقاومة، وضربة جديدة لنظرية الردع، التي تغنى الاحتلال بتحقيقها في الضفة الغربية مؤخرًا.

ويرى المحللان أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية، تدرك أن وصول منفذي العمليات للأماكن المستهدفة بات أمرًا يتعلق بمنفذي العمليات، وبأنه لا يمكنها اختراق العقل البشري.

وقُتل اليوم السبت مستوطنين إسرائيليين إثر عملية إطلاق النار استهدفتهما في بلدة حوارة وهي المنطقة الأشد سخونة واحتقانًا بين المقاومة وجيش الاحتلال.

ضرب الحزام الساخن

ويقول المختص بالشأن السياسي خالد النجار: "إن الضرب على الحزام الساخن، بات أسلوبًا مهمًا للمقاومة في استهداف الاحتلال، إذ تشهد الأماكن الساخنة حالة احتقان واسعة بين المستوطنين والفلسطينيين في العديد من المناطق، أبرزها حوارة في نابلس".

ويضيف: "تُعد عملية إطلاق النار اليوم في حوارة، ردًا طبيعيًا على عدوان المستوطنين الذين ينتهجون ممارسات عنصرية في مدن الضفة، أدت لاستشهاد العديد من المواطنين، وإنشاء بؤر استيطانية على أراضي الفلسطينيين".

ويرى أن الاحتلال حاول استثمار الكثير من الأدوات المساعدة له لتعزيز وجوده وسيطرته على الكثير من الأراضي التي يعتبرها مركزًا مهمًا لتحقيق أهدافه في الضفة على المستوى السياسي والعملياتي الميداني.

ويستدرك: "لكنه لا يزال يواجه مقاومة ثائرة، تستطيع أن تقلع الشوك من أقدامها وتغرس في عنق العدو سهام الموت في كل يوم".

ومن وجهة نظر النجار، فإن العملية بنابلس اليوم، تؤكد أيضًا ومن جديد الفشل الذريع للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، والتي فشلت في تحييد المقاومين عن أهدافهم.

ويوضح أن الحالة الأمنية للاحتلال لا زالت في انشغال، لأنها تدرك أن وصول منفذي العمليات للأماكن المستهدفة بات أمرًا يتعلق بمنفذي العمليات، ولا تقوى المنظومة الأمنية اختراق العقل البشري، الذي يخطط وينفذ ويضرب الاحتلال على حزام ساخن.

ويُجزم بأنه بالرغم من حالة الرضى التي عبّر عنها نتنياهو خلال الأسبوع الأخير، سيما في ظل النشاط الأمني للسلطة في الضفة، لكنه "تفاجأ اليوم من المستوى العالي لأداء المقاومة، التي اجتازت كل المعيقات والعراقيل الأمنية ووصلت لهدفها بنجاح".

ويشدد على أن عملية اليوم وأداء المقاومة فيها، لهي رسالة تحذيرية جديدة للاحتلال، بأن كل فعل إسرائيليـ سيعقبه رد فعل للمقاومة مساوٍ له في القوة وفي التأثير على قواعد الاشتباك.

تهشم الردع وإرباك الجيش

من جانبه، يرى المحلل السياسي ماجد الزبدة أن "العملية الفدائية في حوارة كشفت بوضوح تهشم نظرية الردع التي لطالما تفاخر بها الاحتلال، وحالة الإرباك الشديدة التي باتت تعتري جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية".

ويضيف "استطاع الفدائي الفلسطيني تنفيذ عمليته البطولية عن قرب وبدقة كبيرة قبل أن ينسحب بهدوء من المكان".

ويعتبر أن ما عزز من نجاح العملية الفدائية هو تصوير جثث المستوطنين القتلى، ونشر بطاقات هوياتهم عبر وسائل الإعلام قبل إدراك جيش الاحتلال بوقوع عملية فدائية، حيث اعتاد جيش الاحتلال إصدار تعليمات بحظر النشر الإعلامي حول العمليات الفدائية الفلسطينية.

وكشفت العملية –من وجهة نظر الزبدة- بوضوح حالة الانهيار التي يعيشها جيش الاحتلال في الضفة والتي من أبرز أسبابها تنامي قدرات المقاومة الفلسطينية، وانتشار خلاياها المسلحة في محافظات الضفة.

ويضيف إلى ما سبق "تصدع المجتمع الإسرائيلي، نتيجة الخلافات العميقة التي باتت تسيطر على المشهد السياسي داخل كيان الاحتلال".

ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك