وقعت عشيرة السطرية وبلدية خان يونس مساء اليوم السبت مراسم الصلح بحضور جمع غفير من لجان الإصلاح والعشيرة التي يتنمي إليها الفقيد شادي أبو قوطة الذي قضى خلال حملةٍ لإزالة التعديات بالمدينة.
من جهته، قال مسؤول لجان الإصلاح، ومسؤول الجاهة، طارق الأسطل: "من اللحظات الأولى للحدث سارعت الجهات المختصة من أجل متابعة الحدث وتوجهنا في لجان الإصلاح لعشيرة السطرية الكرام مؤازرين واستقبلنا بالترحيب اعتمادًا على قاعدة الصبر".
وقال الأسطل: "بهذه المناسبة نشكر عشيرة السطرية ونخص آل أبو قوطة لأنهم تعاملوا معنا بكلمة الرجال وطالبوا بما تتماشى مع سماحة الإسلام وفوتوا الفرص على كل متربص".
وأضاف: بعد ساعات قليلة من الحدث، تم الاتفاق بفضل الله وجهود آل السطرية الذين ساعدونا خاصة أهل المتوفى".
وقال: تدخل أهل الخير من الوسطاء والكفلاء وتم الاتفاق على الحقوق عامة وبمباركة أولياء الدم وتم التوقيع، واليوم أعلن أمام الجميع أننا جاهة على مستوى القطاع كما وعدنا ونحن مع عائلة السطرية ولن يتبقى أية حقوق متعلقة مع البلدية وأُغلِق الملف على قاعدة الحقوق.
وقال: "نشكر حركة حماس وعلى رأسها قائد الحركة يحيى السنوار الذي لم يترك الأمر حتى انتهت الإشكالية وعضو المكتب السياسي زكريا أبو معمر الذي تابع مع وفد حركته التفاصيل عن كثب".
وأكد أن هذه الأحداث تقع لكن شاء الله ذلك ولا بد أن ندرك الذي وقع؛ ونشكر الحكومة وكل جهات الاختصاص التي تحملت المسؤوليات.
وقال مسؤول اللجنة: سمعنا من العشيرة أنها لم تطالب باستقالة أحد؛ خاصة رئيس البلدية الذي قدم الاستقالة وكان على قدر المسؤولية وحجم الحدث.
من ناحيته، قال خلال رئيس مجلس عشيرة السطرية محمد أبو جراد: "فُجعنا بمقتل ابننا شادي ونحن على يقين كامل أنه كان ضحية الاستهتار والقصور والإهمال".
وأضاف أبو جراد: "رغم هذا الألم إلا أن موقف عشيرتنا منذ وقوع الحدث كان مسؤولاً متزنًا محافظًا على السلم المجتمعي وكانت العشيرة مثالاً للإخلاص للوطن".
وأشار إلى أن بعد القرارات الحكومية بحق المتسببين بالحادثة تم دفن ابننا شادي، فيما قدمت حماس الضمانات اللازمة بما يضمن إنفاذ القانون وتم إحالة كل من له يد للمحكمة ليأخذ عقوبته.
وقال: "أبدت حركة حماس كامل الاستعداد لجبر الضرر وتحمُل المسؤولية، وتم ذلك وعُقد بعدها اتفاق الصلح بعد تلبية كافة مطالب الصُلح".
واختتم أبو جراد بالقول: نقدم جلّ شكرنا لشباب العشيرة الذين التزموا بكل ما صدر عن العشيرة؛ كذلك حركة حماس التي كانت وما زالت ضامنة لحق الضحية؛ والشكر للوجهاء وكافة الجهات المختصة التي بذلت جهدًا حتى تم الصلح".
وقال: "نعلن كعشيرة التزمنا مع الجهات الضامنة وتوقيع سند الصلح مع البلدية".
أما رئيس دائرة الإصلاح في رابطة علماء فلسطين ماهر الحولي، فقال: "هذا يومٌ اجتماعيٌ وطنيٌ فلسطينيٌ يدل على أصالة وكرامة عشيرة السطرية وشعبنا الذي يتمسك بعاداته الكريمة".
وقال الحولي: "نعتزّ بمعاني الصفو والصلح والعفو وأن الدماء والحقوق لا تذهبُ هدرًا، وعندما يجتمع أخذ الحق والمسامحة فهي كرامة وعزة".
وأضاف: "هذا الحضور الكبير والاستقبال من عشيرة السطرية يدل على أننا شعب يصبر ويحتسب ويتعالى على الجراح وأن هناك قضايا وطنية كبيرة نلتف إليها وهذا ما قامت به عشيرة السطرية وقدمت المصلحة الوطنية والعامة على مصلحتها الخاصة".
وأضاف قائلاً: "نحيي مجلس وعشيرة وكبار عشيرة السطرية ونشكر لكل من ساهم في حتى وصلنا للصلح ونشكر كل من تواصل وتساهم وتدخل للوصول لهذه اللحظة سواء من قيادة حماس ولجنة المتابعة الحكومية ورابطة علماء فلسطين ولجان الإصلاح وكل الخيرين من شعبنا وجهاز الشرطة التي لم تتخلى عن واجباتها.
وقال: "نعتز بأننا قومٌ يدرك ما يدور ويسعى لإحقاق الحق؛ لذلك نشكر الضمناء والكُفلاء للصلح".