نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الجمعة، مسيرة جماهيرة حاشدة في مدينة غزة نصرة للمقاومة وتنديدا بالاعتقالات السياسية وملاحقة المقاومين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال عضو المكتب السياسي في الحركة خالد البطش في كلمة له بختام المسيرة: "ندين ونرفض الاعتقالات السياسية التي شكلت ندباً أسود في تاريخ العمل الوطني الفلسطيني وشكلت طعنة نجلاء في ظهر المقاومة الفلسطينية".
وأكد أن الاعتقال السياسي جريمة وطنية يجب أن تتوقف، موضحا أن اعتقال المقاومين تسبب في خلق أجواء من التوتر أسهمت في عدم مشاركة حركة الجهاد والقيادة العامة والصاعقة في جلسات الأمناء العامين التي دعا إليها الرئيس محمود عباس.
وأضاف البطش أن الاعتقالات السياسية ساهمت في تعميق الأزمات الداخلية، كما أسهمت الاعتقالات في تكريس الفرقة بين أبناء الصف الواحد على الساحة الوطنية.
وأردف "كنا نأمل أن تشكل المعارك مع الاحتلال رافعة للكل الفلسطيني وأن نشتق في ظلها مسارا جديدا بديلا لمشروع التسوية السياسي والعلاقات مع الاحتلال ثقة بهذه المقاومة وتضحياتها الجسيمة لكن للأسف الشديد يبدو أن البعض ما زال يعلق آمالا على المجتمع الدولي والرًباعية الدولية ومسار التسوية"
وتابع البطش "بدلا من نصف خطوة للأمام أعادونا خطوة للوراء تحت عنوان الخوف على الشرعية والسيادة فواصلوا ملف الاعتقال السياسي للمقاومين ولأصحاب الرأي المخالف والمعارض".
وشدد على أن "سلاح المقاومة في الضفة الغربية وبالتحديد سلاح سرايا القدس هو لتحرير الضفة الغربية من الاحتلال، وحماية المواطنين من اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية وليس لمنازعة السلطة الفلسطينية سيادتها على الضفة".
ومضى القيادي في الجهاد قائلا: "آن الأوان إلى وحدة الصف وتعزيز اللحمة الوطنية في كل ساحات المواجهة مع المشروع الصهيوني وتطبيق قرارات الاجماع الوطني، وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير التي دعت إلى إلغاء أوسلو ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وإلغاء اتفاقية باريس الاقتصادية".
وأكد البطش أن حركة الجهاد عملت على مدار الأعوام الماضية وبذلت جهوداً مضنية في سبيل إنهاء الانقسام لإيمانها بأنه المسبب في كل هذه المعاناة، لافتا إلى أن الحركة ستواصل دورها في حماية الحريات العامة والنسيج المجتمعي وحماية الوحدة الوطنية والتوافق الوطني رغم كل المعيقات على الساحة الوطنية، جنبا إلى جنب مع كل القوى الوطنية والإسلامية وفي مقدمتها حركتي "فتح" و"حماس".
تحذير من الفتنة
وحول الأحداث في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان دعا البطش إلى وقف الاقتتال المؤسف وحماية المخيمات من كل المؤامرات التي تستهدفها وتستهدف سلاحها لصرف شعبنا عن مواجهة الاحتلال.
كما حذر من الانجرار إلى الفتنة التي تريدها الجهات المشبوهة والمتآمرة على القضية والتي تسعى لخلق حالة من الفوضى في لبنان لتبرير سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات وخلق صراع هامشي مع الدولة اللبنانية تحت عنوان السيادة على المخيمات.
وذكر أن الأزمة المفتعلة التي تدعيها إدارة وكالة الغوث ليست بعيدة عما يدور من مؤامرة في مخيم عين الحلوة معتبرا أن أزمة الوكالة وغيرها من الأزمات المفتعلة هي لإشغال شعبنا عن مواجهة الاحتلال وخلق بيئة لتمرير مخطط ابتلاع الضفة الغربية وتهويد القدس.
دعوة لرفع الحصار والعقوبات
في سياق آخر، دعا البطش إلى رفع الحصار الظالم على قطاع غزة وتعزيز صمود المواطنين في القدس والضفة والقطاع وحماية صمود أهلنا في 48 الذين يستهدفهم قادة حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وبنيامين نتنياهو بقوانين العنصرية والإرهاب.
وقال: "سيبقى الشعب الفلسطيني صامدا وثابتا ومقاوما رغم الحصار الظالم على شعبنا في قطاع غزة منذ العام 2007 الذي شكل عقابا جماعيا إسرائيليا برعاية الأمم المتحدة والرباعية الدولية والعربية".
كما دعا إلى رفع العقوبات الظالمة المفروضة على قطاع غزة.
إلى ذلك أكد البطش أن معركة "وحدة الساحات" لم تنتهِ وأسست لمعركة ثار الأحرار الذي خلالها مرغت سرايا القدس والمقاومة أنف المحتل في التراب.
وتابع "نجدد العهد في ذكرى معركة وحدة الساحات باستمرار مقاومة الاحتلال ورفض كل أشكال الاعتراف بالعدو ورفض مشاريع التسوية والتطبيع".
وأشار البطش إلى أن الحركة قدمت كوكبة من قادتها الأبرار أبرزهم خليل البهتيني وجهاد غنام وطارق عزين الدين وعلي غالي وأحمد أبو دقة قبل أن يرتقي القائد الكبير إياد الحسني.
وأشار البطش، إلى أن معركة بأس جنين ومعركة ثأر الأحرار جسدتا التمسك الدائم بوحدة الشعب الفلسطيني ووحدة الخندق سبيلًا لوحدة الصف.