يُحيي أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل يوم غدٍ الجمعة، الذكرى الثامنة عشر لمجزرة شفاعمرو، والتي اقترفها الإرهابي ناتان زاده عام 2005، واستشهد فيها أربعة من أبناء المدينة.
وارتكب المتطرف ناتان المجزرة في تاريخ 4آب/أغسطس عام 2005، حينما أطلق النار على فلسطينيين داخل حافلة رقم 165 التي كانت متجهة من مدينة حيفا إلى شفاعمرو، واستشهد فيها الشقيقتان هزار ودينا تركي، وميشيل بحوث، ونادر حايك، كما أصيب 15 آخرين.
وأكملت شرطة الاحتلال في ذلك التاريخ، المجزرة، باعتقال سبعة من أبناء شفاعمرو، بعدما ثأر أهل المدينة للشهداء، وقتلوا المتطرق ناتان.
والشبان السبعة هم: جميل صفوري، وفادي صفوري وباسل قادرية وكرباج وهيثم حرب ونعمان بحوث ومنير زقوت.
وتطلق بلدية شفاعمرو والمؤسسات الشعبية فيها، فعاليات ضمن برنامج لإحياء ذكرى المجزرة، والذي سيبدأ يوم غدٍ الجمعة عند دوار الشهداء، الساعة الثامنة مساء.
وبالرغم من مرور 18 عاما على المجزرة، إلا أن شفاعمرو تواجه مخططات من المستوطنين الذين ورثوا التطرف والإرهاب من "ناتان"، والذي يزعمون وجود قبر له، وحاولوا مرارًا إقامة بؤرة استيطانية في المدينة من أجل ذلك.
تواجه إرهاب المستوطنين
ويقول عضو بلدية شفاعمرو والمكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، مراد حداد، لوكالة "صفا": "إن شفاعمرو منذ عام 1948 وحتى اليوم، ما زالت تواجه المستوطنين الإرهابيين، أمثال المتطرف ناتان".
ويضيف "هذا يتضح عبر سلسة أحداث ومجازر سواء في يوما لأرض عام 1967، أو عام 2005 حينما ارتكب المتطرف ناتان مجزرته، ووصولًا لاقتحامات المستوطنين ومحاولات الاستيطان للمدينة، كوجه من أوجه الانتقام للمتطرف الذي انتقم أهل شفاعمرو منه عقب ارتكاب المجزرة".
ويستدرك "ولكن الفعاليات وأهل المدينة ومؤسساتها، استطاعوا أن يواجهوا هذه المحاولات، ونجحوا في صد بعضها".
مفارقات بذكرى المجزرة
والمفارقة في الذكرى الـ18 للمجزرة عما سبقها من الأعوام، هو أنها تأتي هذا العام في وقت أصبح فيه من أرسلوا المتطرف ناتان، لارتكاب المجزرة، يتبوؤون اليوم مناصب حكومية ووزرات، حسب حداد.
ويكمل "من المفارقات أن المتطرف بن غفير الذي أرسل المتطرف ناتان لارتكاب الجريمة، يتقلد اليوم منصب وزير الأمن الداخلي، أي أنه المسئول عن أمننا".
وإزاء ذلك، يشدد حداد على أن ما تشهده المدينة وغيرها من مدن الداخل من جرائم قتل يومية، هي استكمال لدور المتطرف ناتان، وهي تنفذ بأذرع إسرائيلية.
وكما يقول "هم يتعاملون مع ملف الجرائم اليوم على أنه ملف أمني، وليس قضية مواطنين في دولة أو كيان، وهم المسئولون عن سفك الدماء اليومي في مدن الداخل".
ويشدد بالقول "لو بقي المتطرف ناتان على قيد الحياة، لتقلد منصبًا مثلهم، وأكمل مسيرته في قتل أبناء المدينة والشعب الفلسطيني في الداخل".
محاولات منعها سنويًا
وفي السياق، تستدعي سلطات الاحتلال مسئولين ومنظمين لبرامج إحياء ذكرى المجزرة، قبل موعدها.
وحسب حداد، فإن شرطة الاحتلال سبق وأن استدعتنا، لمحاولة منعنا ومعرفة من سيتحدث في الفعاليات، وطبيعة الكلمات، والمشاركين، وكله ضمن مخطط لوقف إحياء ذكرى المجزرة.
ولكن حداد، يؤكد أن الأهالي يصرون على إحياء المجزرة، مهما كانت العراقيل والمحاولات، التي يحاول الاحتلال من خلالها دفن جريمته وطمس ذكرى الشهداء الذين ارتقوا، وفتح المجال للمستوطنين للعبث بأمن المدينة.