دعا مختصون في الشأن الفلسطيني والداخل المحتل لتعزيز التشبيك وتنسيق العلاقة مع فلسطيني الداخل المحتل، وتشكيل لجان شعبية لمواجهة الجريمة المنظمة التي تقودها دولة الاحتلال بحق شعبنا في الداخل.
جاء ذلك خلال ورشة العمل نظمتها الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل بمدينة غزة تحت عنوان "واقع الداخل الفلسطيني المحتل في ذكرى مجزرة شفا عمرو" بمشاركة رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الحريات -لجنة المتابعة العليا أمير مخول، وحضور ممثلين عن الفصائل وكتاب ومحللين.
وقال رئيس الهيئة الوطنية لدعم واسناد شعبنا في الداخل المحتل محسن أبو رمضان إن شعبنا يواجه حكومة عنصرية متطرفة تواصل انتهاكاتها بحق أبناء شعبنا في الخط الأخضر، وتعتبر كل فلسطيني يقع هناك ضمن أرض "إسرائيل".
وشدد أبو رمضان على ضرورة عدم الرهان على التيار العلماني الإسرائيلي، مضيفًا "جميعهم يهدفون للقضاء على الشعب الفلسطيني، إذ إنه قتل في حكومة ما يسمى التغيير نحو 250 فلسطيني.
وأضاف "نتحدث عن تأصيل ظاهرة الجريمة في الداخل المحتل، ومأسسة العصابات الصهيونية، حيث يوجد لها قيادات خارج والداخل، وهناك تواطؤ واضح من الشرطة الإسرائيلية، إذ أنها سمحت بوجود نحو 400 قطعة سلاح في الداخل".
وشدد أبو رمضان على ضرورة إعادة بناء المؤسسة الوطنية الفلسطينية وتمكين لجنة المتابعة العربية في الداخل، وزيادة الصمود والتلاحم الوطني في الداخل، وفضح مخططات الاحتلال أمام الرأي العام العالمي ووصف ما يحدث بحرب منهجية منظمة وشكل من أشكال التطهير العرقي.
مأزق خطير
وقال رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الحريات ولجنة المتابعة العليا أمير مخول نحن في مرحلة من أكثر المراحل حرجًا على القضية الفلسطينية وفيها تغول من قبل هذه الحكومة الإسرائيلية.
وأوضح مخول أن المعركة على شعبنا اليوم هي ليست عسكرية بحت بل هي معركة تكتيكية، حيث يهدف الاحتلال للقضاء على الوجود الفلسطيني، مضيفًا "الاحتلال يسعى للقضاء على المخيمات كما حدث مؤخرًا في جنين".
وأضاف "المخيمات هي الحاضنة الأساسية للمقاومين لنضال الاحتلال، لذلك يسعى الاحتلال للقضاء عليها، وهي عقبة أمام المشروع صهيوني؛ لأن الهدف الأكبر هو القضاء على قضية اللاجئين".
كما أشار مخول إلى أن "إسرائيل" لديها مشروع متكامل وهو القضاء على وحدة الساحات وتشتيتها من أجل القضاء على كل جبهة على حدا".
وأكد أن المدخل الرئيس لمواجهة تحديات الاحتلال هو وحدة شبعنا والاتفاق على حوار وطني شامل، وانتهاز نقاط الضعف في المشروع الصهيوني، موضحًا أن التراخي في الوضع السياسي وتراجع بالحركة الوطنية، وهو أصعب من كل المخططات الصهيونية.
وأضاف "إسرائيل اليوم في أعمق أزمة منذ نشوئها، حيث يتآكل اليوم مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي واللحمة الداخلية كمشروع صهيوني؛ لذا شعبنا يمتلك إمكانيات كبيرة وكفاءات حول العالم نستطيع أن نواجه بها الرواية الصهيونية".
نداء وطني
بدوره، وجه القيادي بالجبهة الديمقراطية عصام أبو دقة نداء للكل الوطني الفلسطيني لبذل كل الجهود ووقف هذا النزيف في الداخل المحتل؛ لأن الرابح منها هو الاحتلال.
وقال أبو دقة "الجميع يؤكد أن هناك هجمة على شعبنا في الداخل، ويأتي ذلك في ظل الانقسام وغياب المؤسسة الوطنية الجامعة؛ لذا الرهان اليوم يبقى على صمود شعبنا ضد هذه المخططات، وهذا يدفعنا للحذر واليقظة والوحدة، ولملمة الصف في مواجهة الاحتلال.
بدوره، دعا الكاتب والمحلل السياسي أحمد سمرة لضرورة أخذ زمام المبادرة وتشكيل لجان لحماية شعبنا في الداخل؛ لأن مسألة تفاقم وتصاعد الجريمة في الداخل بات لا يطاق.
وأكد أبو سمرة أنه من الضرورة أن يكون هناك نهج واضح لأخذ زمام المبادرة في الداخل المحتل، والبحث عن حلول حماية أبناء شعبنا هناك، وعدم انتظار تشكيل تلك اللجان.