web site counter

"أرض اللبان" صرح يوثق البحر والتاريخ

(ظفار) عُمان - صفا

لا تكتمل الرحلة إلى ولاية صلالة بمحافظة ظفار العمانية إلا بزيارة متحف أرض اللبان بمنتزه البليد الأثري، الذي افتتح رسميا يوم 23 يوليو/تموز 2007، والذي يقدم إطلالة شاملة على تاريخ عُمان العريق عبر العصور المختلفة.

ويتكون المتحف من قاعتين رئيستين تقدمان جانبا مهما من التاريخ العماني، وهما:

قاعة التاريخ وتتكون من 6 أقسام: جغرافية عُمان وتضاريسها، وعُمان في الأزمنة القديمة، وأرض اللبان، وإسلام أهل عُمان، وملامح من التاريخ العُماني، ونهضة عُمان الحديثة.

والقاعة البحرية وتتكون من 7 أقسام: التراث البحري، والبحر، وبناء القوارب والسفن الشراعية، والإبحار، والتجارة، وواقع البحر الافتراضي، ونهضة عمان الحديثة.

وتشمل معروضات المتحف مجموعات أثرية ومجسمات السفن والقلاع والحصون والأفلاج (جمع فلج وهو نظام محلي لتوفير المياه في السلطنة) والرسوم والصور واللوحات والمخطوطات والوسائط الإيضاحية المتعددة والأفلام.

القاعة البحرية

والبحر مدخل مهم في معرفة تاريخ شبه جزيرة عمان "عمان التاريخية"، وقد استطاع المتحف أن يوظف مفردات عِلم البحر لاستقراء التاريخ، أو فتح مجالات لقراءة التاريخ من زواياه التي تعطي أفقا أكبر للرؤية.

ومن معروضات القاعة البحرية مجسم سفينة "الغنجة"، وهي من أشهر السفن العمانية التقليدية، واستخدمت للتجارة بين عُمان وشرق أفريقيا والهند حتى القرن العشرين.

ومن معروضات القاعة البحرية كذلك سفينة "البوم" الجميلة ذات الهيكل الذي يشبه شكل السفن التي ظهرت منذ 500 إلى ألف سنة، ويتراوح حجمها بين 15 و37 مترا.

وتضم القاعة البحرية أيضا مجسمات لسفن "مجان" المصنوعة من القصب المربوط بحبال مرنة وغير سميكة والمغطى بحصير السعف والألياف، وأيضا سفن البتيل الحربي، والشاشة، والهوري، والبقارة، والبغلة، والكمباري، وهي تتنوع بين مراكب صغيرة وسفن كبيرة.

وليس بعيدا عن ذلك نشاهد لوحة مسمارية عبارة عن سجل يوثق النشاط التجاري خلال الألف الثالث قبل الميلاد في منطقة جيرسو (حضارة بلاد الرافدين)، وهي توفر معلومات قيمة عن أساليب ومواد البناء في تلك الحقبة، ومن تلك المواد مادة القار المستخدمة في بناء سفن مجان.

ومن المعروضات أسطرلاب النقاش للصانع أحمد بن محمد المهذب النقاش الذي يعود إلى عام 1080، وأسطرلاب النيسابوري للصانع سهل النيسابوري ويعود لعام 1299.

قاعة التاريخ

وفي قاعة التاريخ خريطة ضخمة للسلطنة تجسد تنوعها الجغرافي، ومجسم للفلج العماني يعبر عن براعة العمانيين الهندسية والفكرية، وقد تم اعتماد نظام الأفلاج في عمان في قائمة التراث العالمي الثقافي والطبيعي التابع لمنظمة اليونسكو منذ عام 2006.

ويعرض المتحف رسما افتراضيا لقلعة شصر/ وبار، وتشير المصادر التاريخية وقدماء الجغرافيين إلى أن موقع "وبار" من المراكز التجارية المهمة، ومع اكتشاف الموقع بالأقمار الصناعية بدأت برامج المسح والتنقيب للتحقق من هويته وملامحه المعمارية.

وتشير الدلائل إلى أن الموقع كان مأهولا منذ العصر الحديدي إلى العصور الإسلامية المتوسطة، باعتباره أحد مراكز قوافل تجارة اللبان في جنوب الربع الخالي، ويبعد الموقع عن مدينة صلالة نحو 170 كيلومترا إلى الشمال.

ومما يشدك في قاعة التاريخ أيضا صورة كبيرة لوصول العمانيين إلى الصين، حيث تظهر الصورة الشيخ عبد الله العماني يستقبله إمبراطور الصين جن سونغ عام 1050، والصورة بريشة البروفيسور يوجين هاربر جونسن.

ويقدم متحف أرض اللبان للزائرين والباحثين ملخصا لمسيرة البلاد وفرصة للتعرف على موروثها التاريخي الطويل وتراثها البحري، إلى جانب نماذج من الشواهد الأثرية عبر العصور إلى وقتنا الحاضر.

كما تبرز القاعة البحرية أهم الأحداث البحرية المهمة في التاريخ العماني وعلاقة العماني بالبحر ومساهمة البحر في تطور العلاقات التجارية مع الدول الأخرى ومهارة العمانيين في صناعة السفن.

بالإضافة لكل ما سبق، يحتضن المتحف نماذج نادرة لأحجار وشظايا "النيازك" التي وصلت لعُمان عبر حقب مختلفة من الزمان.

ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك