web site counter

ضمن مشروع سياحي تهويدي

"تلة الشيخ جراح".. منطقة استراتيجية يُحولها الاحتلال مسرحًا لاحتفالاته

القدس المحتلة - خاص صفا

على تلة صغيرة تتوسط الحي الغربي و"كرم الجاعوني" في حي الشيخ جرّاح بالقدس المحتلة، شرع الاحتلال بتجديد موقع "النصب التذكاري" لجنوده، والعمل على مشروع تهويدي لتحويل المنطقة إلى مكان للاحتفالات والمناسبات اليهودية العامة.

وخلال السنوات الماضية، صادرت سلطات الاحتلال جزءًا من الأرض المقام عليها "النصب التذكاري"، وهدمت منزلًا يعود لعائلة ذياب في الحي المقدسي.

وتواجه عشرات العائلات المقدسية في الشيخ جراح خطر الإخلاء والتهجير من منازلها لصالح جمعيات استيطانية، تدعي ملكيتها "للأرض التي أُقيمت عليها المنازل ما قبل عام 1948".

موقع استراتيجي

وتسعى بلدية الاحتلال بالتعاون مع "جمعية المظليين وقدامى الجنود"، وبتمويل مما يُسمى "الصندوق القومي اليهودي" إلى تنفيذ المشروع الاستيطاني في موقع يتمتع بأهمية استراتيجية وهو "تلة الشيخ جراح". كما يقول عضو لجنة أهالي الحي صالح ذياب لوكالة "صفا".

ويوضح ذياب، أن البلدية شرعت مؤخرًا، بأعمال الحفر وتهيئة البنية التحتية لتجديد "النصب التذكاري"، وتحويل المنطقة إلى مدرج ومسرح للاحتفالات والتجمعات والعروض الإسرائيلية، رُغم اعتراض أهالي الحي على المشروع.

ويؤكد أن الاحتلال يُحاول بشتى الوسائل الاستيلاء على حي الشيخ جراح، لغرض إقامة مشاريعه الاستيطانية، بما فيها بناء مدرج يتسع لنحو 300 شخص.

ووفقًا للمشروع الذي يُموله "الصندوق القومي" بمليون شيكل، فإنه سيتم إحاطة المنطقة بجدار، وإنشاء ثلاث بوابات، وثماني مطلات ومواقع مراقبة ومقاعد للجلوس.

ويضيف ذياب: "توجهنا سابقًا إلى البلدية، وطالبنا بإلغاء المشروع الاستيطاني، كونه يتجاهل احتياجاتنا، خاصة وأن أهالي الحي يعانون من نقص كبير في المباني العامة والأماكن المفتوحة، وحاولنا التصدي وإيقاف تنفيذ المشروع مرارًا وتكرارًا، إلا أن البلدية مُصرة على تنفيذه".

ووفقًا للناشط المقدسي، فإن "النصب التذكاري" مُقام على مساحة تزيد عن 100 متر مربع، وتريد بلدية الاحتلال الاستيلاء على ما تبقى من الأرض البالغ مساحتها نحو 15 دونمًا.

مخاطر المشروع

و"من شأن هذا المشروع أن يُؤدي لاستفزاز أهالي الحي والاعتداء عليهم من المستوطنين، والتضييق عليهم وتفتيشهم وإذلالهم أكثر، وتقييد حركتهم، بسبب وجود مواقع أمنية للمراقبة، بالإضافة إلى تقويض الوجود الفلسطيني في المنطقة". بحسب الناشط.

ويحذر ذياب من مخاطر المشروع على الأهالي، الذين يتعرضون لاعتداءات إسرائيلية متكررة، ولاقتحامات استفزازية من المستوطنين وشرطة الاحتلال، بالإضافة إلى محاولة الاستيلاء على منازلهم، وتعرضهم للتهجير القسري.

بدورها، قالت جمعية "عير عاميم" اليسارية الإسرائيلية المختصة بشؤون القدس إن "توسيع النصب  سيؤدي لتحويل الموقع إلى مساحة للتجمعات والمناسبات الإسرائيلية العامة، وسيكون جزءًا من مشروع سياحي جديد بدأه المستوطنون ويستهدف المنطقة الواقعة بين الشيخ جرّاح وباب العامود".

وأضافت أن "هذا المشروع يعد جزءًا من مبادرة أكثر شمولًا تشمل النشاط الاستيطاني تحت ستار تنمية السياحة الإسرائيلية داخل الأحياء الفلسطينية شمال البلدة القديمة، ويقوده منظمة استيطانية تُعرف باسم (ريشيت القدس) بالتعاون مع وزارة شؤون القدس الإسرائيلية، التي تمول جزءًا من المبادرة".

وأشارت إلى أن اللجنة المالية لبلدية الاحتلال وافقت في مارس 2022، على تحويل 3.6 مليون شيكل لتنفيذ مشروع "الطريق الشمالي وتحويله إلى موقع سياحي وتجاري جذاب".

وأوضحت أن الطريق الشمالي يشمل مواقع مختلفة من باب العامود شمالًا إلى حي الشيخ جرّاح، ويمر عبر العديد من المواقع التاريخية والدينية، لكنه عمليًا يستبعد تقريبًا جميع المواقع الإسلامية والمسيحية المهمة في المنطقة، ويُركز خصوصًا على منازل ومواقع المستوطنين.

وحذرت من أنه "تم استخدام السياحة وعلم الآثار والتنمية الترفيهية بشكل متزايد كاستراتيجية لتعزيز الاستيطان اليهودي داخل الأحياء الفلسطينية، وتغيير طابع الفضاء".

وقالت: "على غرار الأساليب التي استخدمتها منظمة إلعاد الاستيطانية جنوب البلدة القديمة في سلوان، يتم استخدام مشروع المسار الشمالي لجذب جمهور واسع إلى هذه المواقع من خلال السياحة وتحويل المنطقة إلى فضاء إسرائيلي".

ولفتت إلى أنه "تم تضمين موقع النصب التذكاري في مشروع الممر الشمالي، ومن المرجح أن تستخدمه مجموعات المستوطنين للتجمعات القومية في وسط منطقة مهددة من قبل المستوطنين".

aa99cc6f-190d-4aab-8eff-ebdc2c37e414.jpg

95c46f0e-745f-464c-884b-0709078d88cd.jpg

3089ebb8-23ca-4b07-af65-9da66e369b39.jpg

ر ش/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام