فيما يتواصل القتال في السودان، أفاد مراسل "العربية/الحدث"، أن قوات الدعم السريع تشن هجومًا كبيرًا على سلاح المدرعات جنوب الخرطوم.
يأتي ذلك، بعدما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم، في محيط مقر سلاح المهندسين وأحياء وسط أم درمان.
وذكر شهود عيان أن الجيش قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع وتمركزات للدعم السريع بشمال مدينة بحري وجنوب أم درمان، كما قصف الطيران الحربي مواقع للدعم السريع شمال وشرق بحري، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.
كما قالت سامية أبو عبيدة، التي تسكن مدينة أم درمان، إن الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في المنطقة منذ عدة أيام.
وأضافت "تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على سلاح المهندسين، بينما يضرب الجيش المنطقة بالمدفعية الثقيلة والطيران".
قذائف الهاون
بدورهم، قال سكان في محلية كرري بشمال أم درمان الواقعة تحت سيطرة الجيش، إن قوات الدعم السريع استمرت في استهداف المنطقة بقذائف الهاون، ما أدى إلى سقوط مقذوفات على عدد من الأحياء القريبة من قاعدة وادي سيدنا التي ينطلق منها الطيران الحربي.
وذكر الدرديري يوسف، أحد سكان المنطقة، أن ثلاث قذائف سقطت على منطقته، وتسببت في أضرار طفيفة بالمباني، لكنها لم تسفر عن خسائر في الأرواح.
وأشار يوسف إلى أن الخوف يتملك سكان المنطقة بسبب استمرار تساقط المقذوفات وسط الأحياء المأهولة بالسكان لليوم الرابع على التوالي.
معارك يومية
ومنذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل نيسان، يستمر القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تشهد العاصمة معارك يومية على نحو ينذر بحرب أهلية طويلة الأمد، خصوصا مع اندلاع صراع آخر بدوافع عرقية في إقليم دارفور بغرب البلاد.
وعندما اندلع القتال بين الطرفين، في أعقاب خلافات حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا للانتقال إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019.
وتوصل الطرفان المتحاربان لعدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، لكن المفاوضات التي جرت في جدة تم تعليقها الشهر الماضي بعد أن تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بانتهاك الهدنة.
مواصلة المباحثات
وأعلن الجيش السوداني، يوم الخميس، أن وفده عاد من مدينة جدة إلى السودان للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات "متى ما تم استئنافها بعد تذليل المعوقات".
كذلك، أكد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، في مقطع مصور يوم الجمعة، أنه مستعد للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب خلال 72 ساعة في حال تم تغيير هيئة قيادة الجيش التي اتهمها بموالاة النظام السابق.