صباح مُغشّىً بالوجوم شهدته نابلس يوم الثلاثاء، حين ارتقى فيه ثلاثة من أبنائها باشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في جبل جرزيم، واختُطفت جثامينهم.
أول هؤلاء الشهداء هو سعد الخراز (43 عاما)، القائد الميداني بالكتائب والذي ترك خلفه خمسة من الأطفال أصغرهم رضيعة.
وللخراز، سجل حافل بالعمل المقاوم، كوالده القيادي بحركة حماس وأحد مبعدي مرج الزهور الشيخ ماهر الخراز.
وخلال دراسته الجامعية، تقلد مناصب قيادية في الكتلة الإسلامية ورئيسًا للمؤتمر العام لمجلس اتحاد الطلبة قبل سنوات.
ونتيجة لنشاطه الطلابي، تعرض للاعتقال عدة مرات في سجون الاحتلال وأمضى خمس سنوات.
كما تعرض للاعتقال من أجهزة السلطة، وتعرض للإصابة برصاص الاحتلال، وإصابة ثانية برصاص عصابات الفلتان الأمني التي استهدفت نشطاء حركة حماس عام 2006.
ويقول عنه والده الشيخ الخراز: "منذ نعومة أظفاره وهو يعمل في سبيل الله، فهذا الطريق ليس غريبًا عن سعد، وكل من يعرفه لا يستغرب أن يكون شهيدًا".
وتابع: "لم يكن ليقبل أن يستشهد رفاقه السابقون دون أن يلحق بهم، فكان مشتاقا للاجتماع بهم، وها قد آن الأوان أن يجمعه الله بهم".
وقال: "شيعت مئات الشهداء في الانتفاضتين، وآن الأوان أن يكون سعد شهيدًا".
منتصر.. الرجل الصامت
يقول والد منتصر سلامة إن نبأ استشهاده كان مفاجئًا لهم، فقد زار أسرته في الليلة الأخيرة وسهر معهم دون أن تظهر عليه أي علامات حول ما يخطط له في صباح اليوم التالي.
ويُدير منتصر وشقيقه متجرًا للأجهزة الخلوية، كما أنه أب لثلاثة أطفال أكبرهن في الثامنة من عمرها.
وأضاف والده: "منتصر غيور على وطنه ومتفانٍ في خدمة أهله، ومثابرٌ بهمةٍ عالية".
نور العارضة
وتُظهر صورة التقطت قبل شهور الشهيد نور الدين العارضة بلباس مدني وبجانبه ملثم يشتبك مع جنود الاحتلال، وبدا وكأنه يتأمل المشهد ويتخيل نفسه مكانه.
والشهيد العارضة من مواليد مخيم عسكر القديم وعاش طفولته فيه وذاق قسوة حياة اللجوء وهو شقيق الأسير أحمد المعتقل منذ العام 2004 والمحكوم بالسجن المؤبد 3 مرات و60 سنة.
ابن عمه محمد العارضة يقول إن نور الدين انخرط بالعمل المقاوم رفضا للإذلال الذي يمارسه الاحتلال ضد أبناء شعبه ووطنه ومقدساته.
وأضاف: "كان يحب الحياة لكنه أرادها حياة كريمة، وكان يكره الحياة تحت الاحتلال".
وأكد أن ابن عمه كغيره من الشبان كان يتأثر بارتقاء الشهداء ويتشوق لمقاومة الاحتلال، لكن لم يكن يملك السلاح قبل أن يلتحق برفيقيه الشهيدين الخراز وسلامة.
وقالت مصادر عبرية، صباح الثلاثاء، إن ثلاثة مقاومين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اشتباك مسلح في منطقة الطور بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال في بيان مقتضب، إنه "تم تحييد 3 فلسطينيين أطلقوا النار من سيارة عابرة على قوات الجيش في نابلس".
وذكر المتحدث أن "المقاومين فتحوا النار على جنود داخل حاجز عسكري من مسافة 100 متر، وعُثر في مركبتهم على أسلحة من نوع M16".
أما الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس فأفاد بأن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى السيارة المستهدفة.