تحاصر مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي بلدة نحالين جنوب غرب مدينة بيت لحم، من جهاتها الأربعة، وتنهش أراضي المواطنين فيها رويدًا رويدًا.
وتبلغ مساحة بلدة نحالين التاريخية نحو 24 ألف دونم، فيما لم يتبق منها سوى 1100 دونم مصنفة منطقة "ب"، و4 آلاف دونم أخرى مصنفة منطقة "ج" وفق اتفاقية "أوسلو" مع السلطة الفلسطينية.
وقال رئيس بلدية نحالين إبراهيم غياظة في حديث لوكالة "صفا"، "إن الاحتلال يمنع أهالي نحالين من البناء في منطقة "ج" ويعيق وصولهم إليها، فيما تتوسع مستوطنات الاحتلال عليها على نحوٍ بطيء".
وأضاف "منذ عام 1948، وبلدة نحالين تتعرض لاستيطانٍ شرِه إذ لم يتبق منها إلا خُمس مساحتها التاريخية".
وكانت سلطات الاحتلال صادرت نحو 8 آلاف دونم من بلدة نحالين خلال النكبة 1948 وفي عام النكسة 1967، وواصلت التهام أراضي المواطنين لتتقلص مساحة البلدة إلى 5100 دونم فقط، 4 آلاف منها مهددة بالمصادرة لغاية اليوم.
ويلتفّ حول بلدة نحالين تجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني، ومستوطنة "بيتار عيليت" كبرى المستوطنات في المنطقة إلى جانب مستوطنتي "إيلي عازر" و"النبي دانيال".
وبيّن غياظة في حديثه لوكالة "صفا"، أن الاحتلال عزل البلدة عن محيطها وعن مدينة بيت لحم، وأغلق كافة الطرق المؤدية إليها موضحًا أن مدينة الاحتلال أغلق "طريق 17 كم" الواصل بين مركز البلدة ومدينة بيت لحم، الذي يستغرق أقل من 10 دقائق بالمركبة.
وأضاف أن المواطنين يصلون إلى البلدة بالمرور من بلدتي الخضر وحوسان، ويقطعون مسافات مضاعفة عبر طرق التفافية للانتقال من وإلى البلدة.
وأشار غياظة إلى الاكتظاظ العمراني والسكاني في البلدة، مبيّنًا أن "نحو 10 آلاف نسمة يعيشون على ألف دونم، ويمنع الاحتلال المواطنين من التوسع الأفقي ويهدم أي بناء جديد في المنطقة المصنفة "ج"".
تمسك بالأرض
وتشكل أراضي نحالين الزراعية سلة بيت لحم الغذائية رغم تضيقات الاحتلال واعتداءاته المتواصلة ومحاولات المصادرة الحثيثة، إذ يحافظ الأهالي على أراضيهم باستصلاحها وزراعتها وشق الطرق وإقامة الغرف الزراعية فيها.
وأفاد المزارع أحمد غياظة في حديثه لوكالة "صفا"، "بأن الأهالي متمسكين بأرضهم ولن يسمحوا للمستوطنين بالاستيلاء عليها مهما بلغت اعتداءاتهم وتضييقاتهم".
وقال غياظة، "إن أحدث اعتداءات المستوطنين على أهالي البلدة، حين ألقى مستوطنون قنبلة يدوية على مركبة أحد المواطنين، أسفرت عن احتراق المركبة وكادت تودي بحياة أطفاله وزوجته".
وأضاف أن الأهالي محرومون من التوسع والبناء على أراضيهم، "فيما تغلق قوات الاحتلال الطرق الزراعية في محاولة لحد وصول المزارعين إلى أراضيهم، إلى جانب ضخ المياه العادمة في مئات الدونمات المزروعة ما يؤدي إلى تلف المحاصيل".
وقال مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان حسن بريجة، "إن بلدة نحالين احتلت المرتبة الأولى بين قرى وبلدات محافظة بيت لحم، في عدد إخطارات الهدم، ووقف البناء وإخلاء الأراضي الزراعية".
وأشار في حديث لوكالة "صفا"، إلى أن الإدارة المدنية التابعة للاحتلال تستهدف بلدة نحالين على وجه الخصوص، وتضيّق الخناق على الأهالي للاستيلاء على ما تبقى من أراضي البلدة.