أسبوع واحد يفصل قادة الفصائل الفلسطينية عن الوصول للقاهرة للمشاركة في اجتماع الأمناء العامين الذي دعت له مصر لبحث التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية والمخاطر التي تحدق بشعبنا.
ذلك اللقاء المرتقب يأتي وسط حالة من عدم التفاؤل في الشارع الفلسطيني والتخوف من خيبة أمل جديدة نظرًا لتكرار هذه الاجتماعات وما انبثق عنها من قرارات لم تنفذ حتى اللحظة.
ودعت الفصائل، السلطة الفلسطينية للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين لديها وتهيئة الأجواء على الأرض لإنجاح هذا اللقاء، فيما سارعت حركة الجهاد الإسلامي للاعتذار عن حضور اللقاء رفضًا للحملة بحق كوادرها وأنصارها في الضفة الغربية.
ويرى مراقبون ومختصون بالشأن الفلسطيني أن هناك آمال ضعيفة في إحداث اختراق خلال اللقاء، بناءً على التجارب السابقة، على الرغم من وجود حالة قد تشكل ضغطًا على الجميع للخروج بقرارات قابلة للتنفيذ بناءً على الوضع الفلسطيني المعقد وما تمر به القضية الفلسطينية.
حذر شديد
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، قال إن الاجتماع هذه المرة سيكون مختلفًا عن الاجتماعات السابقة.
ولفت عوكل إلى أن المواطن يتعامل بحذر شديد مع هذه الدعوة للقاء حتى لا يقع في حالة خيبات أمل تكررت كثيرًا في أكثر من مكان وفي أكثر من حوار دون أن نصل إلى نتيجة.
وشدد عوكل على أن ملف الاعتقال السياسي يقف كعقبة كبيرة في وجه اتمام المصالحة.
الكاتب والمحلل السياسي مفيد أبو شمالة، ذكر أن اجتماع الأمناء العامين المقبل في القاهرة قد يكون فرصة للشعب الفلسطيني للخروج من هذه الحالة، وينبغي أن تهيئ قبله الأجواء لنجاحه عبر تخلي السلطة عن التنسيق الأمني والإدراك أن حكومة الاحتلال الفاشية تسعى لإنهاء الفلسطيني أياً كان انتمائه.
وأكد أبو شمالة على أن هذا الاجتماع ضروري جداً لتشكيل رؤية وطنية جامعة للتصدي لحكومة الاحتلال الفاشية.
أستاذ الإعلام في جامعة بيزيت نشأت الأقطش، أشار خلال حديثه لـ"صفا" إلى أن فرص نجاح اللقاء موجودة "لأن ما يجمع الفصائل أكثر، خاصة إذا ابتعدت عن الحزبية والمصالح الشخصية التي تطغى على المشهد".
وقال الأقطش: "لقاء القاهرة ليس الأول، ولن يكون الأخير بسبب تباعد الرؤى، خاصة بين حركتي حماس والجهاد والفصائل من جهة وبين حركة فتح التي تتحكم في السلطة من جهة أخرى".
ولفت إلى أن معيار تحقيق النجاح أو الفشل لهذا اللقاء مرتبط أيضًا بحجم الضغوط من قبل الإقليم والمجتمع، "ولكن حتى اللحظة لا يوجد مؤشرات على أن الفصائل قريبة من تحقيق اختراق في هذا السياق".
المطلوب لإنجاح اللقاء
وحول ما هو مطلوب وطنيًا لإنجاح هذا اللقاء، شدد الكاتب الأقطش على ضرورة تغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وأن تصبح القضية الفلسطينية هي البوصلة، "بمعني أن يكون تقارب على أساس المصلحة الوطنية العليا مع الابتعاد عن الضغوط الاقليمية كمؤثر أساسي في هذا الموضوع يُصعّب تحقيق الهدف من هذا الاجتماع.
ورأى الأقطش أن الظروف المحيطة بالمقاومة والحصار وعدم تحقيق الأهداف وفشل عملية التسوية واتفاقات أوسلو وإدارة الظهر لها من قبل الاحتلال والإدارة الأمريكية قد تجعل من المصالحة أمر ممكن، خاصة في ظل وجود ظروف مواتية هذه المرة.
ونوه أن المطلوب عمل مصالحة ومقاربات حقيقية بين الفريقين المختلفين "رغم كثرة الاجتماعات والقرارات التي انبثقت سواء في مكة او الشاطئ أو بيروت أو الجزائر ثم القاهرة".
ورأى الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق في حديثه لـ"صفا"، أن المؤشرات مهمة لإنجاح الاجتماع المقبل في القاهرة.
وقال: "قد يكون السبب في فشله نتيجة عدم توفر الإرادة نحو المشاركة والميل للإقصاء الفئوية والحزبية واللجوء لسياسة الضغوط الأمنية والاعتقالات السياسية".
كذلك شدد الكاتب القيق على ضرورة انجاز ما ينبثق عنه لقاء القاهرة وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، والخروج بمشروع ينهي حالة الإقصاء والمشاركة الوطنية والوحدة.
وأضاف: "إن لم يكن لدى الفصائل قرار استراتيجي رسمي على الطاولة يحمل مشروع إنهاء حالة الاقصاء، ستبقى الفصائل في مرحلة البيانات وهذا لا يغني من جوع".
ودعا الكاتب القيق لقرارات وسياسات إقليمية وعربية داعمة وضاغطة لعدم تكرار الإخفاقات التي جرت خلال الاجتماعات السابقة، وتوفير بوادر حسن النية على الأرض من قبل جميع المشاركين من الفصائل.
وكانت مصادر أكدت لـوكالة "صفا" أن ترتيبات تجري من قبل القيادة المصرية لمشاركة الرئيس محمود عباس في لقاءات الفصائل في القاهرة، والتي أعلنت عنها مصر لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.
من جهته، قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إن محطة القاهرة القادمة والتي تأتي في ظل تحديات وجودية "يجب أن تضعنا أمام مرحلة جديدة عبر بناء الاستراتيجية الوطنية التي تقوم على أساس المقاومة الشاملة وتغيير قواعد السلوك السياسي مع العدو".