خمسة أعوام على رحيل والده بسبب المرض، ومنذ ذلك الوقت، مضى يحمل على كاهله عبئ أسرته وهو بعمر الثانية عشر عاما تاركًا مدرسته، متنقلاً من عمل إلى آخر.
الشهيد محمد فؤاد البايض (17 عاما) من مخيم الجلزون شمال رام الله، قضى أول أمس برصاص الاحتلال خلال تظاهرة رافضة للاستيطان بقرية أم صفا شمال غربي المدينة.
وعلى إثر ذلك الخبر، لم تستغرب والدته من استشهاده، فلطالما ألح عليها بطلب الدعاء له لينال الشهادة.
وتقول والدته عقب استشهاده، إنه إن "يذهب في كل يوم جمعة للمشاركة في المواجهات ضد الاحتلال، وكان يبيت في منزل جده ليلا في أم صفا، كي لا تفوته المسيرات التي تخرج في القرية من أجل المواجهات".
وتضيف أن "ما حصل لنجلها هي أجمل كرامة .. الحمد لله حتى يرضى الله".
وتلفت إلى أنه كان يذهب إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، للمشاركة في صد الاحتلال عن اقتحام الأقصى والمشاركة في المواجهات، وكل ذلك في سبيل الشهادة.
بدوره، يقول الناشط محمد عرار من مخيم الجلزون لـ"صفا" إن "البايض عاش طفولة صعبة بعد رحيل والده، ومضى ليعيل والدته وأخته، ورغم الحال الصعبة، ظلت عينه على ميدان المواجهات".
ويوضح عرار أن الشهيد ورغم صغر سنه كان يذهب لسوق العمل صباحا وعند المساء تراه على مدخل المخيم يواجه الاحتلال ويغلق الشوارع ويلقي الزجاجات الحارقة.
ويرى الناشط أن ما جرى للفتى الشهيد لم يكن مستغربًا، فقد كان في طليعة المشاركين في صد الاحتلال ورشقهم بالحجارة، وكان يتوجه لمناطق أخرى تحصل فيها المواجهات، وهذا ما حصل في قرية أم صفا.
ويتطرق إلى أن عائلة الشهيد لجأت في النكبة إلى قرية أم صفا قبل أن يستقر بها الحال في مخيم الجلزون، وظل قلبه متعلقا في هذه القرية حتى استشهد فيها.
ويقول عرار إن "محمد حمل على كاهله هم أسرته، فكان يعمل للمساعدة في إعالتها بعد وفاة والده، وحمل هم القضية التي كان يدافع عنها واستشهد من أجلها.
ويستهجن عرار من إقدام جنود الاحتلال بإطلاق النار بوحشية على فتى أمام أعينهم "حقد أعمى تجاه فتى أعزل".
وكانت قوات الاحتلال قتلت قبل أسبوعين شابا من قرية عارورة خلال مواجهات على أرض قرية أم صفا، خلال فعالية رافضة للسيطرة على أراضي القرية.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى السيطرة على أكبر مساحة من أراضي القرية، لتوسعة مستوطنة "عتيرت" والحد من توسع القرية تحديدًا في المنطقة الشرقية.