web site counter

الشهيد فوزي مخالفة.. 50 رصاصة أوقفت مسيرة حياته

نابلس - خاص صفا

بأجواء من الحزن والألم، ودعت نابلس ابنها الشهيد فوزي مخالفة (18 عامًا) الذي أعدمه الاحتلال مساء الجمعة وأوقف مسيرة حياته الواعدة.

وفي بيت عائلته الذي ضاق بمن حضروا لوداعه، استقبلته والدته بالزغاريد ودعواتها له بالرضا والقبول، وقالت وقد خفت صوتها: "الله يرضى عليك يمّا.. نلت الشهادة وما لحقت أشبع منك".

وحتى شقيقات الشهيد وقريباته؛ لم يشأن تصديق حقيقة استشهاده حتى بعد أن رأين جثمانه مسجىً أمامهن.

والشهيد مخالفة الذي يعرفه أبناء بلدته بوسامته واهتمامه بمظهره، كانت الصورة الأخيرة التي ظهر فيها قبل مواراته الثرى هي صورة جسد مزّقه الرصاص وخضبت دماءه أيادي مُشيعيه.

يزن مخالفة، ابن عم الشهيد، روى لنا الساعات الأخيرة التي أمضاها معه قبل أن يفارقه إلى غير رجعة.

وقال: "نهار الجمعة كنا نخطط لقضاء اليوم معا، وبالفعل ذهبنا لغسل مركبته، ثم توجهنا إلى صالون الحلاقة وحلقنا وتزينّا، وفي المساء أخبرني أنه ذاهب لحضور حفل زفاف، وبعدها افترقنا ولم أره إلا شهيدا".

وأضاف: "فوزي زينة شباب البلد كلها، ضحكته لم تكن تفارق وجهه، وكان محبوبًا من الجميع".

ويساعد فوزي والده في منشأة صناعية يملكها في بلدة دير شرف المجاورة، وفي نهار الجمعة، توجه مع صديقه محمد مخيمر لتفقد المصنع، لكنه وجد نفسه في كمين للاحتلال.

وتبين روايات شهود العيان أن قوة من الجنود المشاة حضرت من مستوطنة "شافي شمرون" القريبة من البلدة، وكمنت في منطقة معتمة على أطراف البلدة.

ولدى وصول الشهيد مخالفة بمركبته من أعلى طريق منحدر، فاجأه الجنود بوابل من الرصاص أصابه مباشرة، فانزلقت مركبته وارتطمت بسور استنادي، ولم يكتف الجنود بذلك بل واصلوا إطلاق الرصاص على المركبة من الخلف.

أكثر من 50 رصاصة أطلقها الجنود باتجاه المركبة، أصابت فوزي إصابات قاتلة، وأصابت إحداها رأسه مباشرة وفتت دماغه، فيما أصيب صديقه بيده واعتقله الجنود واقتادوه جريحًا.

وقال والده هاني مخالفة أن جنود الاحتلال اغتالوا ابنه غدرًا وبطريقة وحشية، وأنه سيحاكم الاحتلال على جريمته.

وأضاف أن المركبة كانت تسير بشكل طبيعي ولم يكن بداخلها أي سلاح، ومع ذلك قتلوه بدم بارد ومنعوا الاسعاف من الوصول إليه، وتركوه ينزف لأكثر من نصف ساعة، وبعد أن تحققوا من استشهاده سمحوا للإسعاف بنقله.

وبدا والده متأثرا بشدة على فراق نجله البكر، فقد كان خير معين له ويعتمد عليه كثيرا، وأضاف: "فوزي كل وقته من البيت للعمل ومن العمل للبيت، وكل شباب البلد يحبونه".

ومضى يستذكر اللحظات الأخيرة قبل فراقه، وقال: "كنا في حفل زفاف وكنت أتبادل معه أطراف الحديث، وقلت له أني أريد أن أزوجك، لكنه قال إنه لا يفكر بالزواج".

ولفت إلى أن فوزي كان في تلك الليلة بأبهى حلة وكأنه عريس، حتى أنه لفت انتباه جميع الحاضرين.

وتابع: "أردت أن أزوجه في الدنيا، لكن الله اختار له الأحسن فاختاره إلى جواره، وحسبنا الله ونعم الوكيل".

غ ك/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك