لم تَعْفهِ سنواته الأربعة بعد الستين، ولا الشيب الذي غزا شعر رأسه ولحيته، ولا حتى الأمراض التي استوطنت جسده، من أن ينال الاعتقال السياسي مجددًا من الشيخ والقيادي في حماس مصطفى أبو عرة، على خلفية حرية الرأي.
يُذكر أن الشيخ أبو عرة قضى في سجون الاحتلال والسلطة ثمانية أعوام تقريباً.
وعن اعتقاله تقول زوجته أم عبادة لـ"صفا": "استدعاه جهاز الأمن الوقائي في طوباس، وغرروا به أن عليه الحضور لدقائق فقط كإثبات وأنهم سيخلون سبيله، وتفاجأنا أنهم بدأوا بإجراءات اعتقاله".
وتضيف: "كانت أبواب النيابة والمحاكم مغلقة لانتهاء ساعات العمل، إلا أنهم استدعوا النائب العام وفتحوا النيابة، ليمدد اعتقاله 48 ساعة رغم معرفتهم بملفه الطبي وحالته الصحية".
وسرعان ما نُقل الشيخ إلى المستشفى، فيما مُنع أشقاءه من زيارته، إلا أن زوجته زارته، فيما أكد لها أنه يعاني أزمة صدرية وشعورًا بالدوار".
أما شقيقه عدنان فيقول لـ"صفا" إنه لا يعقل لمثل الشيخ مصطفى بهذا العمر وبهذه الأمراض أن يكون معتقلاً، وللأسف فإنه كذلك لدى أجهزتنا الأمنية الفلسطينية".
وحمّل أبو عرة الشقيق قيادة السلطة المسؤولية الكاملة عن حياة شقيقه مطالباً بتحكيم لغة العقل، وأن يتم إطلاق سراح الشيخ وجميع المعتقلين السياسيين بأسرع وقت".
وكانت أجريت للشيخ عملية قلبٍ مفتوح، عدا عن إصابته بمرض في الكبد وآخر في الرئتين ويعاني من النُّقرس وآلام في الغضاريف، كما أنه لا يمكن له أن يصل المسجد القريب إلا بمساعدة أصدقائه.
من جهتها، طالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في بيان لها بالإفراج الفوري عن الشيخ لظروفه الصحية ولطبيعة التهم الموجهة إليه، والتي تدخل ضمن قضايا الرأي التي ترى الهيئة أنه لا يجوز العقاب عليها بحجز الحرية".
ويُعد الشيخ أبو عرة من قيادات حركة حماس في جنين، وأبعد إلى مرج الزهور أواخر عام 1992، واغتيل شقيقه علان (من كوادر كتائب القسام) عام 1996 بالقرب من حاجز بلدة الجلمة بالمدينة.
وانتخب عام 2005 عضوًا في بلدية عقابا عن قائمة التغيير والإصلاح، وأصبح رئيسًا للبلدية عام 2007، كما أنه داعية ومدرس متقاعد.
ويقول القيادي في حركة حماس فازع صوافطة لـ"صفا: "نقول للأمناء العامين للفصائل المزمع اجتماعهم في القاهرة إن الوضع لا يُطاق من ناحية الاعتقال السياسي، وأن هذه المرحلة حساسة جداً خاصة في ظل الهجمة الإسرائيلية على كل مكونات شعبنا".
كما دعا الأمناء العامين إلى ضرورة التوحد وبناء استراتيجية يتفق عليها الجميع لمقاومة الاحتلال وضرورة التوحد خلف خيار المقاومة".
وأضاف: "إن شعبنا في ظل هذه المعطيات يحتاج إلى قيادة واعية حكيمة تبحث عن النقاط المشتركة وتبتعد عن نقاط الخلاف مع ضرورة إطلاق سراح الشيخ مصطفى أبو عرة وكافة المعتقلين السياسيين من أبناء الجامعات وأبناء شعبنا والمقاومين في كل سجون السلطة الفلسطينية".
وقبل أيام، انطلقت احتجاجات شعبية في الضفة وقطاع غزة تنديدًا بالاعتقالات السياسية من أجهزة أمن السلطة.
حيث خرج آلاف المواطنين يتقدمهم أمهات شهداء جنين، بدعوة من كتائب المقاومة في مخيم جنين بمسيرة منددة بسياسة الاعتقال السياسي التي تمارسها أجهزة السلطة ضد المقاومين، وسط انتشار مكثف لدوريات وعناصر أجهزة الأمن كما خرجت مسيرة مماثلة ببلدة جبع في جنين.