كشفت كتائب القسام تفاصيل مثيرة ودقيقة عن عملية "أبو مطيبق" التي يوافق اليوم الـ 19 من يوليو ذكراها التاسعة، والتي نفذتها وحدة النخبة في كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" خلف خطوط العدو في الموقع العسكري شرق المحافظة الوسطى.
ونشر موقع القسام مجددًا التفاصيل الدقيقة للعملية والقصة الكاملة لما فعلته نخبة القسام بضباط وجنود الاحتلال داخل الموقع العسكري المذكور، وكيف تمكنت من قتل 7 جنود واغتنمت قطعتي سلاح من نوع M16 قبل أن يعود المنفذون لقواعدهم بسلام، فيما ارتقى أحد مقاتلي النخبة القسامية.
تفاصيل العملية
في يوم 19 يوليو لعام 2014، تمكن 12 مقاتلا من نخبة كتائب القسام، من تنفيذ عملية إنزال خلف خطوط العدو عبر نفق أعد مسبقاً، يصل الى منطقة "الأحراش" خلف موقع "أبو مطيبق" العسكري والذي يعد موقع استطلاعٍ ومشاغلة شرق المحافظة الوسطى في قطاع غزة.
ووفق ما كشفته كتائب القسام، أن المقاتلين انقسموا إلى 4 زمر، في كل زمرةٍ 3، فكانت زمرة الهندسة لتخريب ومشاغلة العدو وهدفها الوصول إلى الموقع واقتحامه من الخلف لتفخيخه وانتظار الانتهاء من الجزء الآخر في الخطة، وزمرتي الدروع لعمل كمين تدمير وإجهاز إلى داخل أراضينا المحتلة (الجزء الآخر) وهدفها أن تكمن لدورية جيباتٍ تحمل قادةً عسكرين والاشتباك معهم والإجهاز عليهم.
وتحركت المجموعة المكونة من زمرتي الدروع إلى نقطة عمل الكمين على الشارع الثالث وقاموا بعمل كمين لهذه الدورية، واستمر المقاتلين قرابة الـ 6 ساعات في انتظار دخول الدورية، وبشكل مفاجئ تغير مسار الدورية وتحركت لتدخل إلى شارع ترابي بين الأحراش الشجرية، ووصلت إشارة من غرفة العمليات للمنفذين، تعلمهم بتغير مسار الدورية، وفي سباق مع الوقت استطاع المقاتلون الوصول إلى المكان الجديد لسير الدورية.
شرارة البدء
وصلت الدورية العسكرية الإسرائيلية والمكونة من ثلاثة جيبات "جيب عسكري في المقدمة وجيبين آخرين من نوع ميستوبيشي ومرسيدس وهم جيبات لقادة عسكريين من اللواء المدرع 188"، وعلى الفور أطلق المقاتلون قذيفة من نوع (تاندوم عيار 105mm) على الجيب الأول وفتحوا النار عليه من سلاح PKC، وهنا فقد الجيب السيطرة وخرج عن مساره ليدخل إلى الأحراش.
استمرت المجموعة بإطلاق القذائف على الجيب الثاني والثالث، وفي هذه اللحظات نزل أحد الجنود المصابين من الجيب الثاني وكذلك ثلاثة أخرون من الجيب الثالث، أحدهم استطاع الوصول إلى ساتر بعيدًا عن رؤية مقاتلي القسام، وعند التفاف 3 مقاتلين حول الجيبات ليقوموا بالإجهاز على من تبقي، اشتبكوا مع الجندي ما أدى إلى استشهاد أحدهم وهو المقاتل أحمد نظمي سعدة وإصابة مجاهد آخر، فيما استشهد بعد أيام أحد المنفذين الشهيد حسن الخميسي إثر قصف مدفعي صهيوني شرق المغازي، وفي وقت لاحق وبعد أعوام من العملية توفي المقاتل أحمد جهاد أبو معيلق إثر مرض ألم به، وهو أيضا أحد أبطال العملية .
من نقطة صفر
ووفق ما كشف عنه "القسام"، فقد تمكن مقاتل الدروع من تحديد مكان الجندي، فأطلق قذيفة RPG مضادة للأفراد باتجاهه، أدت إلى تمزيقه أشلاء، وعلى الفور استكمل مقاتل آخر إجهاز مهمته وأجهز على الجنود المصابين من نقطة صفر، وقد قام برفع خوذة أحدهم بفوهة البندقية وأطلق النار على رأسه مباشرة.
وعلى التوازي دخل مقاتلو الدروع إلى الجيب الثاني وأجهزوا على من فيه بعد أن شاهدوا جنديين متفحمين من أثر قذائف الـ RPG، كما تمكنوا من الإجهاز على الجندي الثالث الذي اختبأ بجوار الجيب، فيما تحدث مقاتل الإجهاز عن مقتل جنديين داخل الجيب الثالث من قذائف الـ RPG وأكد إجهازه على جنديين أحدهما يحمل رتبه عسكرية كبيرة.
وبهذا تكون حصيلة العملية مقتل 7 جنود ثامنهم الجندي الذي تم استهدافه بالأحراش بقذيفة RPG، كما غنم المقاتلون قطعتي سلاح من نوع M16، وتحمل البندقية الأولى الرقم (9411130) فيما تحمل البندقية الثانية الرقم (9410759)، وفق ما كشفت عنه كتائب القسام .
كما أتمت مجموعة التخريب مهمتها بنجاح، بتدمير أجهزة الموقع العسكري، إضافة الى إطلاق النار على جيب رابع حاول الوصول إلى مسرح العملية، إلا أنه توقف وعاد أدراجه، واستطاع المجاهدون الانسحاب من الموقع العسكري والعودة إلى قواعدهم، كما كان واضحاً في الفيديو الذي حصلت عليه كتائب القسام والذي يظهر انسحاب المجاهدين وتخطيهم للخط الزائل وهم يحملون الأسلحة التي غنموها.
وبذلك تكون كتائب القسام قد كشفت عن جزءٍ من فصول العزة والبطولة، التي سطرتها وحدة النخبة، وجعلت من خلالها للصفر قيمة، فقهرت وأذلت ضباط العدو وجنوده.