web site counter

ذراع التهجير للاحتلال

"البؤر الرعوية" أوتاد المستوطنات بالضفة

الضفة الغربية - خاص صفا

كما الجدار الفاصل يحاصر الضفة الغربية من جهة الغرب ويسلب قسما كبيرا من أراضيها، تشكل البؤر الاستيطانية الرعوية على الجهة المقابلة الغرض ذاته.

وتنتشر غالبية البؤر الرعوية على السفوح والمنحدرات الشرقية لجبال الضفة، إذ يسيطر المستوطنون على مساحات واسعة من الأراضي، يقيمون عليها خيامًا وبيوتًا متنقلة بحجة رعي الأغنام والأبقار، ويستولون على الأراضي والمزارع ومصادر المياه في تلك المناطق.

وتتسارع في الآونة الأخيرة إقامة مثل هذا النوع من البؤر بقوة السلاح، وبحماية قوات الاحتلال، وتسببت مؤخرًا بطرد وتهجير تجمعات سكانية كبيرة.

وعن ذلك، يقول الخبير في شؤون الاستيطان صلاح خواجا إن : "البؤر الرعوية من أخطر أشكال الاستيطان، ففي السنوات الثلاث الماضية تم إنشاء أكثر من 84 بؤرة في جميع مناطق الضفة، وهذه البؤر تسيطر على (7 - 8)% من مناطق "ج"، أي ضعفي المخططات الهيكلية للمستوطنات المقامة منذ عام 67 حتى اليوم".

ويبين خواجا في حديث لـ"صفا" أن الأخطر من ذلك هو طبيعة هذه البؤر وانتشارها، والتي تمتد من المنطقة الشمالية الشرقية لنابلس حتى الخليل جنوبًا، وتشكل امتدادًا وسياجًا حدوديًا على شكل جدار يفصل ما بين البلدات والقرى الفلسطينية عن امتدادها الطبيعي على الأراضي، خاصة في السفوح الشرقية ومناطق الأغوار التي تشكل 28% من أراضي الضفة.

ويعتبر خواجا ذلك أمرًا خطيرًا على مستقبل المناطق، وأنها أكبر عملية للاستيلاء على الأراضي بعد بناء جدار الفصل العنصري الذي التهم 18% من أراضي الضفة.

ويرى الخبير أن الضفة اليوم أمام أخطر أشكال أدوات الاستيطان والاحتلال، ليس فقط من حيث مصادرة الأراضي، وإنما السيطرة على مصادر المياه، إذ إن غالبية البؤر تقام بالقرب من ينابيع الماء.

ويتطرق إلى ما تسببت به البؤر على الجانب الاقتصادي وانخفاض أعداد الثروة الحيوانية، في ظل تهجير ومحاصرة التجمعات البدوية، على اعتبار تلك التجمعات مصدرًا لتربية المواشي، لافتا إلى تهجير أربعة تجمعات بدوية منذ بداية العام، شرق ما يسمى شارع "أيالون" بهدف تفريغ الوجود من المناطق الشرقية حتى الأغوار، ما يشكل خطراً في ظل انعدام الحياة للتجمعات البدوية.

ويلفت خواجا إلى تفاقم المعاناة بفعل هذه البؤر، إلى جانب إعلان الاحتلال السيطرة على 2500 منطقة أثرية وسياحية، وعمليات الهدم في مناطق "ج"، ورصد 140 مليون شيقل لإجراء بحوث بقصد عملية التضليل وربط هذه المناطق بالتاريخ اليهودي وقلب حقيقية الواقع الفلسطيني لصالح الاحتلال، والتي تعتبر الضفة أراض متنازع عليها وليست محتلة.

تهجير

بدوره، يقول منسق الحملة الوطنية لمقاومة الاستيطان جمال جمعة إن :"البؤر الرعوية أنشأت من أجل تهجير التجمعات الفلسطينية والاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي، فقد تم إنشاء 89 بؤرة رعوية حتى الآن، وتسيطر هذه البؤر على مساحة 8% من مساحة منطقة "ج"، وهذه البؤر هي ذراع التهجير لكيان الاحتلال، إذ تم تهجير 8 تجمعات بدوية من منطقة الأغوار والمنحدرات الشرقية، وخصوصا في المنطقة الواقعة شرق رام الله.

ويبين جمعة لـ"صفا" أن المستوطنين يشنون حملات هجوم متواصلة على الرعاة والتجمعات البدوية في مسافر يطا ومختلف مناطق الضفة، مشيرًا إلى أن المستوطنين استطاعوا تنفيذ أعمال عجزعنها كيان الاحتلال بجيشه وقوانينه.

ويؤكد جمعة أن هذه البؤر هي من أخطر أنواع الاستيطان، إذ تتشكل من عصابات مسلحة هدفها المضايقة على الفلسطينيين ومواصلة الضغط عليهم حتى الرحيل الطوعي.

ويكشف عن أن هذه البؤر هي ضمن مخطط لإخلاء منطقة "ج" لتسهيل ضمها للكيان الإسرائيلي، في ظل تسريع عمليات الهدم سواء للتجمعات أو البيوت، معتبرًا ذلك عملية ممنهجة.

ويقول جمعة إن: "حكومة الاحتلال أعلنت عزمها حل الإدارة المدنية وتحويل صلاحياتها إلى وزارة المالية، من أجل المضي في خطوات ضم الضفة على أساس الفعل على الارض، وتجهيز الضفة لعملية الضم بصورة رسمية.

وبحسب جمعة، فإن الاحتلال يسارع لتجهيز بنية تحتية هائلة في الضفة، من حيث شق شبكات طرق رئيسية ضخمة وأنفاق والعودة إلى المستوطنات التي تم إخلاؤها عام ٢٠٠٥.

ع ع/م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام