مع عتمة كل يوم، يُسارع الصيادون في غزة إلى امتطاء مراكبهم الصغيرة لاصطياد ما يجود به بحرهم؛ ويعودون بعد رحلة لساعات؛ حاملين معهم ما رُزقوا به من كميات الأسماك المختلفة.
وفي الصباح، يجتمع الصيادون لبيع ما في شباكهم أمام ميناء دير البلح، فيما تصل زوجات بعضهم ممن استفدنّ من مشروع "مطبخ زوجات الصيادين" لشراء الأسماك لزبائنهن تمهيدًا لتجهيزها في المطبخ.
ووفق إحصائية صادرة عن نقابة الصيادين؛ فإن نحو 4 آلاف أسرة فلسطينية تستفيد من العمل في بحر غزة.
وقالت مسؤولة المطبخ منى حنيدق لمراسل "صفا": "بدأنا العمل في أول مطبخ بحري نسوي لتقديم جميع المأكولات البحرية الطازجة بجميع أشكالها (الأسماك الملقية والمشوية والطواجن..).
وأضافت حنيدق التي تشاركها 20 سيدة أخرى في المطبخ: "منذ الساعة الثامنة صباحًا يبدأ العمل في المطبخ المتواجد داخل نقابة الصيادين في ميناء دير البلح وينتهي قرابة الساعة الرابعة مساءً"؛ مشيرةً إلى أنهم يعملون على الطلب بدءًا من تجهيزه وحتى توصيله".
ولفتت إلى أن مطبخهم يشهد إقبالاً جيدًا من الزبائن؛ ويطمحن في توسيعه ليكون مطعمًا واسعًا يستقبل زبائنه.
وأشارت إلى أن المطبخ يساعد بشكل كبير في تحسن دخل زوجات الصيادين؛ وهو الهدف الرئيس من تدشين هذا المشروع.
ونوهت إلى أن تدشين مطعم بجانب المطبخ سيرفع من نسبة وكمية العمل اليوم ويزيد من نسبة الدخل وقد يزيد من نسبة عدد العاملات؛ لذلك نطمح لتحقيق ذلك قريبًا.
وتعتبر شريحة الصيادين من الشرائح الهشة في القطاع لما يتعرضون له من تضييق ومحدودية مساحة الصيد في البحر؛ بفعل الممارسات العدوانية الإسرائيلية؛ التي تسببت في استشهاد وإصابة واعتقال عدد منهم خلال السنوات الماضية؛ فضلاً عن تدمير معدات الصيد.