بعد 10 سنوات من حياة الخيام

قرار إغلاق مخيم "بحركة" في أربيل يهدد عائلات فلسطينية بالتشريد

العراق - دينا فروانة - صفا

يعيش اللاجئ الفلسطيني يوسف عيسى مع زوجته وأبنائه الثلاثة في خيمة متهالكة وسط الصحراء بمحافظة أربيل شمالي العراق، بعد نزوحه و11 عائلة فلسطينية عام 2014 من محافظتي الرمادي والموصل؛ بفعل الحرب التي شنها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على المحافظات آنذاك، لكن حياة "الاستقرار المأساوي" التي يعيشها مهددة أيضًا.

ويقول عيسى (58 عامًا)، في تصريح لوكالة "صفا"، إن الفلسطينيين يعيشون في مخيم "بحركة" أوضاعًا معيشية وإنسانية "تحت الصفر"، ولاسيما أن المخيم يقع في الصحراء بعيدًا عن مركز المدينة، عدا عن وجود صعوبة بالغة في التنقل منه وإليه.

ويضيف اللاجئ الفلسطيني "10 سنوات ونحن نعيش في خيام وكرافانات متهالكة لا تصلح للعيش الآدمي، واليوم نحن مهددون بالعيش في العراء، بعد إبلاغنا من الجهات العراقية بقرار إغلاق المخيم".

ويشير إلى أن المخيم في معظمه للنازحين العراقيين من المحافظات، لكن السلطات وضعت اللاجئين الفلسطينيين معهم.

وأُنشأ مخيم "بحركة" في آب/ أغسطس 2014، ويضم أكثر من 1000 عائلة، تشمل نحو 5 آلاف نازح من الموصل والقرى المحيطة، ويتواجد به 600 خيمة و300 منزل منقول "كرافانات"، وتقدم وكالات إغاثة دولية مساعدات لهم.

السكن والعمل

ويؤكد عيسى أنّ مصير اللاجئين الفلسطينيين في المخيم مجهول بعد إغلاقه، إذ "لا يوجد خيار أمامهم إلا المبيت في الطرقات؛ لأنهم لا يملكون بيوتًا يعودون إليها كبقية العائلات العراقية في المخيم".

ويتابع "خرجنا من بيوتنا أثناء الحرب وهي ليست ملكٌ لنا، ولا يوجد لدينا أهلٌ لنلجأ إليهم كبقية العراقيين، ولا نملك أموالًا لنستأجر بيوتًا أخرى، ولا حتى فرصة عمل نعتمدُ عليها".

ويُكمل "لا أحد هنا مسؤول عنّا، وهذا ما يضاعف معاناتنا؛ فالعراقيون داخل دولتهم وعند إعادتهم لمحافظاتهم ربما يتم دعمهم، لكن نحن ليس معنا أحد، ولا جهة تمثلنا، ولا يوجد لدينا مكانٌ أصلي حتى نعود إليه".

وحول أوضاعهم في المخيم، يوضح أنهم يعتمدون بشكل رئيسي على المساعدات الإنسانية المقدمة لهم من المؤسسات الإغاثية، كبدل طعام وغيره، مستدركًا "لكن هذه المساعدات انتهت منذ فترة كبيرة".

ويلفت إلى أنهم، وقبل نزوحهم إلى مخيم "بحركة"، كانوا يعملون في مهن بسيطة كالحلاقة، وفي البقالات والأسواق، وجمعيها ذهبت بالحرب، وهم في مخيمهم عاطلون عن العمل.

ويطالب يوسف بضرورة توفير مأوى ملائم للعائلات الفلسطينية قبل تنفيذ قرار إغلاق المخيم، داعيًا المؤسسات والجهات المعنية لمساعدتهم وتوفير فرص عمل لهم، وتأسيس مشاريع بسيطة تسندهم، وتمكنهم من استئجار بيوت تأويهم.

ويشير عيسى إلى أنّ الجهات العراقية تعمل حاليًا على توفير رواتب رعاية للعراقيين النازحين؛ وهي خطتهم قبل إغلاق المخيم، حتى يكون للنازح العراقي راتب رعاية - مؤقت- عند عودته لمنطقته السكنية.

ويقول: "نحن العائلات الفلسطينية قدمنّا طلبات للحصول على رواتب الرعاية، إلا أنّ الجهات الرسمية أبلغتنا أننا غير مشمولين بتلك الرواتب".

قلق وخوف

من جهته، يصف الإعلامي الفلسطيني في العراق حسن الخالد أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم "بحركة" بـ"الصعبة جدًا"، لا سيما بعد إبلاغهم بنية إدارة المخيم إغلاقه.

ويوضح خالد، الذي كان في جولة تفقدية للمخيم أنّ القرار تسبب بحالة من القلق والخوف لدى اللاجئين على مصيرهم ومصير أبنائهم، متسائلًا "أين من يدعي أنه المسؤول عن اللاجئين الفلسطينيين من معاناة الفلسطينيين في مخيم بحركة؟".

ويطالب الناشط الإعلامي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بحل موضوع الفلسطينيين في العراق، وفصل ملفهم عن ملف النازحين الذين يعيشون مع أهلهم في نفس البلد، ويمتلكون منازل وفرص عمل في مدنهم وقراهم.

ويدعو خالد السلطة الفلسطينية لإيجاد حل مناسب للأسر الفلسطينية، خاصة وأن أعدادهم قليلة، ومن السهل احتواء قضيتهم، وتوفير مساكن مناسبة لهم مؤقتًا، لحين إيجاد حل دائم.

ويشير إلى أن دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية تتجاهل أوضاع الفلسطينيين في العراق.

ويضيف "لم نسمع يومًا تصريحًا يتعلق بأوضاع الفلسطينيين في العراق من المنظمة، وسبق أن طالب اللاجئون من رئيس دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة أحمد أبو هولي، أن يضع العراق على جدول الجولة الميدانية التي قام بها وشملت سوريا ولبنان، لكن لا مجيب".

WhatsApp Image 2023-07-12 at 9.50.21 AM.jpg

WhatsApp Image 2023-07-12 at 9.50.20 AM (1).jpg

WhatsApp Image 2023-07-12 at 9.50.20 AM.jpg

WhatsApp Image 2023-07-12 at 9.50.19 AM.jpg

WhatsApp Image 2023-07-12 at 9.50.19 AM (1).jpg

أ ج/د ف

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة