رُصدت مؤخرًا محاولات عدة لإطلاق صواريخ بدائية الصنع من جنين تجاه المستوطنات؛ وهي محاولات أربكت حسابات الاحتلال وجيشه، الذي مُني بفشل ذريع خلال عدوانه الأخير على مخيم المدينة.
ويرى محللون أن إطلاق الصواريخ وإن كانت بدائية؛ إلا أنها تدلل على تطور ملحوظ في إمكانيات المقاومة ووسائلها وأدواتها والبدء في مرحلة جديدة من الصراع المتواصل مع المحتل.
وأعلنت "كتيبة العياش" في جنين، الإثنين، عن إطلاق مقذوفين صاروخيين تجاه مستوطنة "شاكيد" غرب المدينة.
وقالت الكتيبة في بيان وصل "صفا": "تمكن مجاهدونا من استهداف مغتصبة شاكيد بصاروخين من طراز قسام (1)".
وأضافت: "برغم الظروف الأمنية المعقدة والحساسة والعمل المستحيل، ورغم قلة الإمكانيات والأدوات؛ إلا أننا نواصل التطوير والإعداد ونواصل الليل بالنهار لنذيق هذا العدو بأس صواريخ القسام في أرض ضفة العياش".
"غلاف جنين" مستقبلًا
الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا يقول: "إن غلاف مستوطنات جنين سيتصدر الأخبار في الأيام والسنوات القادمة، وهذه الحالة تشبه ما بدأته المقاومة في غزة عام 2000 حينما بدأت بإمكانيات بسيطة صناعة الصواريخ ثم تطورت"، لافتًا إلى أن قدرة المقاومة على الرماية ستتجاوز في حال تطورت الصناعة.
وأشار الظاظا لوكالة "صفا" إلى أن الاحتلال ينشر القبة الحديدية ويحاول الحصول على معلومات استخبارية وملاحقة مصنعي الصواريخ، وهذا لا يعني فشل التجربة التي ستتواصل، "لأن المقاومة معنية بذلك".
وأكد أن المهدد الأساسي للاحتلال هو زيادة قوة الصواريخ ومداها، مبينًا أنه إذا انتقلت تجربة صناعة الصواريخ من غزة إلى الضفة ممكن أن يشكل خطرًا أكبر على الاحتلال.
وذكر الظاظا أن الاحتلال لن يتوقف عن استهداف جنين، طالما أنها تهديدٌ أمنيٌ له، مؤكدًا أن جنين قاعدة كبيرة للمقاومة، التي تزداد تطورًا وتأثيرًا وبات لديها امتداد في المحافظات الأخرى.
الحذر والانتباه
أما المختص الأمني رامي الشقرة، فقال إن الفشل المتراكم للاحتلال وعدم قدرته على حسم المعركة يُعطي دلالات بأن مشروع المقاومة في تطور، ويعطي دافعية للمقاوم بالتمسك بأدواته وزيادة وتيرة عمله العسكري، وتطوير كل ما يصل إليه حتى يرفع كلفة الاحتلال.
وطالب الشقرة في حديث مع وكالة "صفا" المقاومة بزيادة القوة والمعرفة بصناعة الصواريخ، وزيادة التجارب الميدانية، والتنبه بأن هذا الفعل سيزيد من حذر الاحتلال وملاحقته للمقاومين.
وأكد أن تطور صناعة الصواريخ من الضفة، سيجعل الاحتلال يستخدم كل قوته ووسائله لوقف صناعتها وتطورها، مشيرًا إلى أن انتقال صناعة الصواريخ لتلك الساحة يزيد من حجم التهديد الوجودي للاحتلال.
ودعا الشقرة مقاومي الضفة وخاصة جنين؛ إلى الحذر من مكر جيش الاحتلال، قائلًا:" أمامنا مشوار طويل من النضال، يحتاج الحفاظ على الكادر البشري للمقاومة".
حالة إزعاج
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم حبيب: "إن من المبكر الحديث عن غلاف مستوطنات جنين، لكن جنين تحاول تطوير قدراتها، وستشكل حالة إزعاج أخطر على الاحتلال".
وبين حبيب لوكالة "صفا" أن جنين لن تكون مثل غزة بسرعة بسبب الحصار المشدد عليها وقلة إمكانيات وخبرات المقاومين، إضافة لملاحقة أجهزة أمن السلطة للمقاومة.
وتابع": قرب جنين لمستوطنات الاحتلال في الضفة، يجعلها أكثر خطرًا وتأثيرًا وهاجسًا للاحتلال"، مؤكدًا أن زعزعة استقرار المستوطنين الأمني سيشكل ارهاقًا للاحتلال وتحطيم جبهته الداخلية.
وشدد حبيب على أن عملية تطور صناعة الصواريخ في جنين ستكون بطيئة مقارنة بتجربة غزة، موضحًا أن الأجهزة الأمنية الحكومية في غزة شكلت داعمًا أساسيًا لتطور المقاومة وأدواتها، وسخرت كافة إمكانياتها لدعم مشروع المقاومة.
ولفت إلى أن الاحتلال سيواجه مهددات، ما سيفتح المواجهة مجددًا، داعيًا الكل الفلسطيني إلى الانخراط بمشروع التحرر والمقاومة إلى الاستعداد للمواجهة.