يوافق الثامن من يوليو الذكرى التاسعة لليوم الثاني من معركة "العصف المأكول" التي خاضتها المقاومة الفلسطينية عام 2014 ضد جيش الاحتلال، ومن أكثر الأيام زخما بالعمليات النوعية.
وفي مثل هذا اليوم وقبل 9 أعوام، اقتحمت "وحدة الضفادع البشرية" التابعة لكتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" موقع "زيكيم" العسكري الإسرائيلي إلى الشمال من قطاع غزة، في عملية نوعية اشتبك خلالها مقاتلو القسام مع جنود العدو وكبّدوهم خسائر فادحة وفجّروا دبابة "ميركافاه" قبل أن يرتقوا شهداء.
وأوضحت القيادة العسكرية لكتائب القسام بعد العملية أن الفكرة والهدف من مهاجمة موقع "زيكيم" هو تشكيل هجوم نوعي بأسلوبٍ جديدٍ باتجاه الساحل، حيث استهدفت العملية القاعدة البحرية المتواجدة على الساحل مقابل قاعدة زيكيم.
وكشفت "القسام" في الذكرى السنوية الأولى لتنفيذ العملية عن أسماء المنفذين، وهم: خالد الحلو، وبشار عابد، وحسن الهندي، ومحمد أبو دية، فيما قالت إن التحضير تطلب وقتا طويلا وتدريبا شاقا لتنفيذ العملية.
وأشارت قيادة القسام إلى أن عناصر المجموعة المشاركة في العملية تلقوا تدريبات طويلةً وشاقةً جداً، لتنفيذ عمليات تسلل واجتياز مسافاتٍ طويلة في البحر للتمكن من الوصول إلى عمق العدو، حيث كان لتلك الاستعدادات أثرٌ واضحٌ في نجاح العملية والوصول لأرض العدو.
عملية زيكيم نفذت على مرحلتين، الأولى استطلاع للموقع نفذها أحد أعضاء الكوماندوز، بقي في منطقة قوات الاحتلال عدة ساعات، ثم عاد بمعلومات مفصلة عن الموقع وتفاصيله.
بعدها انطلقت الوحدة المكلفة بالهجوم فانقسمت إلى مجموعتين، وصلت الأولى إلى الشاطئ واشتبكت مع قوات الاحتلال عند موقع القيادة والسيطرة البحرية، ونجحت في إصابة جنود بشكل مباشر
وانضمت المجموعة الثانية إلى المجموعة الأولى بعد نحو 45 دقيقة، حيث طور الهجوم بالتنسيق مع قيادة القسام التي بادرت إلى قصف قاعدة زيكيم بقذائف الهاون، وصواريخ .107
وأكدت القسام أن الهجوم أوقع العديد من القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال، إلى جانب تدمير آليات عسكرية.
سارعت "إسرائيل" إلى إخفاء خسائرها ومنع النشر حول تفاصيل العملية برمتها، وذكرت وقتها في بيان أنها تمكنت من قتل المهاجمين بمجرد نزولهم من الشاطئ، لكن شريط فيديو سربه الإسرائيليون أنفسهم كذب هذه الرواية، حيث برز مقاتلو القسام وهم يقتحمون الثكنة ويفجرون دبابة من نقطة الصفر..
وتضمن شريط الفيديو مشاهد منتقاة للهجوم، ركزت بشكل أساسي على قصف وقتل كوماندوز القسام.
المصادر الإسرائيلية قالت وقتها إن مقاتلي كتائب القسام "أطلقوا النار نحو حارس القاعدة العسكرية في برجه وأصابوه بجراح طفيفة"، لكن الشريط التلفزيوني حذف هذا المقطع، وأظهر توجيه كمية هائلة من الرصاص والقذائف نحو المقاومين فيما كان الضابط يطلب توجيه المزيد من النار نحوهم.
وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية في أبريل 2015 عن امتناع المستوطنين الإسرائيليين بعد الحرب على غزة من الاستجمام على شاطئ "زيكيم" في إطار التأثيرات النفسية لعملية الكوماندوز البحري، مشيرة إلى انخفاض معدل الاستجمام لنحو 90%.
ونقلت الصحيفة العبرية شهادات عن حالات الرعب والهوس من سكان المنطقة تدلل على خوفهم من مجرد الذهاب إلى ذلك الشاطئ مع تذكر مشاهد دخول مقاتلي القسام لذلك الشاطئ والتي بثها الجيش الإسرائيلي في حينها وكان يقصد رفع معنويات السكان ولكن وعلى ما يبدو فقد "انقلب السحر على الساحر".