أجمع محللون سياسيون ومختصون بالشأن الإسرائيلي أن الاحتلال الإسرائيلي تلقى صفعة كبيرة في جنين وفشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أهداف عدوانه، رغم عمليته العسكرية التي شارك فيها أعداد كبيرة من الجنود والآليات.
وتوقع المحللون، في أحاديث منفصلة لوكالة "صفا"، ألا يكرر الاحتلال اقتحامه لمخيم جنين بهذه الصورة، مع عمله على تحقيق أهدافه عن بعد عن طريق الطائرات المسيرة والاغتيالات الصامتة.
وقال المختص بالشأن الإسرائيلي معتصم سمارة: "إن العملية على أرض الواقع لم تحقق أهدافها رغم خسارة المقاومة في جنين عددًا من أماكن التصنيع والأسلحة، لكنها اكتسبت حاضنة جماهيرية كبيرة والتفافًا حولها من المواطنين".
وأكد سمارة، في تصريح لوكالة "صفا"، أن "المقاومة أصبح لها نفس معنوي كبير، كون الاقتحام جاء بلواء كامل من جيش الاحتلال مقابل عدد محدود من المقاومين".
وأضاف سمارة أن حجم الخسائر التي تلقاها الاحتلال داخل المخيم كبير، "ولن يكرر الاقتحام بهذه الصورة، وسيعمل على تحقيق بعض أهدافه بطرق أخرى لأنه تلقى صفعة كبيرة خلال اقتحامه".
وتابع "سيعمل الاحتلال على تنفيذ الاغتيالات بأشكال مختلفة، سواء عبر الطائرات المسيرة، أو عملاء على الأرض كونها ستكون دون خسائر بشرية لديه".
واعتقد سمارة أن "العملية العسكرية للاحتلال أخرجت مشروع السلطة السياسي من مضمونه، وما جاء عقب خروج الاحتلال من جنين من صدام بين المواطنين وأجهزة أمن السلطة أكبر دليل على عدم الرهان على مشروعها".
وأكد أن "هناك حالة من عدم الانسجام بين المواطنين والسلطة، وأن مشروعها في حالة تآكل واسع".
وتابع "السلطة لا تملك شيئًا من أمرها، وستعمل على تجنب الصدام مع المقاومة في جنين، لأن دورها أصبح مكشوفًا لدى المقاومة والشارع الفلسطيني"، على حد قوله.
فشل الرهان على غير المقاومة
من جانبه، قال المحلل السياسي أمين أبو وردة: "إن 48 ساعة من اقتحام جيش الاحتلال لجنين، انتهت بفشل ذريع رغم استخدامه كل أذرعه العسكرية بغطاء سياسي عالي المستوى".
وأضاف أبو وردة، في حديث لوكالة "صفا"، "العملية فشلت على الأرض، ولم تحقق أهدافها رغم الأضرار الكبيرة في البنى التحتية بالمخيم، وهذا يعتبر دليل فشل أيضًا للاحتلال".
وأكد أن المقاومة أوصلت رسالة كبيرة، من خلال الاحتضان الكبير لها من المواطنين في شتى محافظات الوطن.
وأوضح أبو وردة أن "المقاومة أوصلت رسالة بأن مشروعها هو الحاضر في الشارع الفلسطيني، والرهان على غيره فاشل بامتياز".
وأشار إلى أن "الاحتلال سيكون عقب عدوانه على جنين أمام ضغط دولي نتيجة جرائمه، وسيتعرض لانتقادات دولية بفعل ذلك".
ولفت إلى أن الاحتلال لم يحقق أي صورة نصر، "مع تعرضه لانتقادات داخلية من المتطرفين بعد الفشل في تحقيق أهداف العملية".
وتابع "المقاومة أوصلت رسالة لكل المناطق في الوطن، بأن الوحدة الميدانية هي العنوان الأبرز في مواجهة الاحتلال والانقسام غير موجود في هذه المواقف".
وقال أبو وردة: "إن إنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال أصبح مطلبًا شعبيًا لكل شرائح المجتمع، والسلطة وضعها صعب جدًا بعد عملية الاحتلال في جنين لصمتها عما جرى وقد أعطى ذلك انطباع أنها ضعيفة".
وانسحبت آليات الاحتلال في ساعات منتصف الليلة من مدينة جنين ومخيمها بشمال الضفة الغربية المحتلة بعد 48 ساعة من عدوان عسكري واسع، سطّرت خلاله المقاومة ملحمة بطولية.
وخلفت عملية الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها 12 شهيدًا، أغلبهم من المدنيين، وأكثر من ١٢٠ جريحًا، بينهم نحو ٢٠ إصابة بجروح خطيرة، فيما أوقعت المقاومة قتيلًا في صفوف قوات الاحتلال، وفجّرت عددًا من آلياته العسكرية.