بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية موسعة تستهدف مدينة جنين ومخيمها في شمالي الضفة الغربية المحتلة، مع ساعات فجر الاثنين، في وقت تصدت المقاومة بالرصاص والعبوات الناسفة.
وتشارك قوات جوية وبرية إسرائيلية في العملية التي أطلق عليها الاحتلال اسم "بيت وحديقة"، مستهدفة عدة مواقع داخل جنين.
وبحسب مصدر عسكري إسرائيلي فإن العملية تستهدف بؤر المقاومة في جنين، وإنهاء مكانة المدينة والمخيم كمأوى للمقاومة.
وتعد العملية العسكرية الأكبر ضد مخيم جنين بعد عملية السور الواقي التي استهدفته إلى جانب محافظات الضفة عام 2002.
وتحاصر قوات الاحتلال مخيم جنين من جميع جهاته، وتمنع الدخول أو الخروج منه.
وأُقيم مخيم جنين عام 1953، إلى الغرب من مدينة جنين؛ ويطل على سهل مرج ابن عامر من جهة الشمال؛ وتحده من الجنوب قرية برقين، وتحيط به المرتفعات، ويمر به وادي الجدي من المنطقة الغربية.
وبلغت مساحة المخيم عند إنشائه 372 دونمًا، اتسعت فيما بعد إلى نحو 473 دونمًا، وبلغ عدد سكانه عام 1967م نحو 5019 لاجئًا؛ ويُقدر عدد سكانه اليوم بنحو 11600 لاجئ، وفق الجهاز المركزي للإحصاء.
ويعد مخيم جنين ثاني أكبر مخيم في الضفة الغربية بعد مخيم بلاطة بنابلس.
وينحدر أصل أغلب سكان المخيم من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل، وقرى تابعة لجنين احتلت عام 1948.
وأصبح المخيم خاضعًا لسيطرة السلطة الفلسطينية عام 1994، إلا أنه أصبح مركزًا للمقاومة ومسرحًا لهجمات إسرائيلية عنيفة ولاسيما خلال انتفاضة الأقصى عام 2000 والسنوات الثلاث التي تلتها.
ودخل جيش الاحتلال الإسرائيلي المدينة والمخيم في نيسان من العام 2002 وأعلن عنهما منطقة عسكرية مغلقة ومنع الجميع من الوصول وفرض حظرًا على التجول.
واستمر الإجرام داخل المخيم 10 أيام منع خلالها الجيش دخول سيارات الإسعاف والعاملين في القطاع الطبي والإنساني.
وأدى اجتياح المخيم إلى استشهاد ما لا يقل عن 52 فلسطينيًا وتدمير نحو 150 بناية، في حين قتل 23 جنديا إسرائيليًا على يد المقاومة.
وكان من أبرز شهداء معركة مخيم جنين يوسف ريحان (أبو جندل)، ومحمود طوالبة، ونصر جرار الذي قاوم الاحتلال وهو مبتور القدمين وبيد واحدة مصابة، وبقي صامدًا في المنزل حتى استشهاده.
ومنذ نحو عامين، عادت تشكيلات المقاومة للنمو مجددًا في جنين، ونفذت العديد من عمليات إطلاق النار ضد جنود الاحتلال.
وبقيت جنين على قائمة المناطق الأكثر استهدافًا من الاحتلال، الذي نفذ العديد من عمليات الاغتيال ضد قادة مجموعات المقاومة، وسجلت العدد الأكبر من الشهداء منذ بداية العام الحالي.
