تعمدت شرطة الاحتلال الإسرائيلي خلال عيد الأضحى المبارك، إغلاق بعض أبواب المسجد الأقصى المبارك، ولا سيما باب الأسباط، تحت حجج واهية، وفي محاولة خطيرة للتدخل في إدارة شؤون المسجد، والمساس بأبوابه الرئيسة والسيطرة عليها.
وأغلقت شرطة الاحتلال ثاني أيام العيد، باب الأسباط، أحد الأبواب الشمالية الشرقية الرئيسة للأقصى، بذريعة عدم كفاية أفراد الشرطة لحراسته خلال العيد، وقلة عدد المصلين الذين يدخلون منه، إلى جانب إغلاق أبواب الحديد والغوانمة والملك فيصل، وغيرها، باستثناء ثلاثة فقط هي (حطة، المجلس، والسلسلة).
وباب الأسباط يعد من أهم أبواب الأقصى وأقدمها تاريخيًا، ويشكل المدخل الرئيس للمُصلين القاصدين المسجد، وخاصةً القادمين من خارج القدس، لقربه من باب الأسباط في السور الشمالي الشرقي للأقصى
ولهذا الباب تسمية تُطلق على بابين في مدينة القدس المحتلة، الأول يقع في السور الشرقي للبلدة القديمة، ويُفضي إلى طريق المجاهدين أو "درب الآلام"، والآخر أحد أبواب الأقصى العشرة، ويقع في زاويته الشرقية الشمالية.
وفي 14 يوليو 2017، تحول باب الأسباط إلى ميدان رئيس لاعتصام المقدسيين، احتجاجًا على البوابات الإلكترونية التي وضعتها سلطات الاحتلال على مداخل الأقصى، حتى تمكن المقدسيون بصمودهم وثباتهم وبعد 15 يومًا، من إزالتها وإفشال مخطط الاحتلال بحق الأقصى.
ولم تتوقف سلطات الاحتلال عن مساعيها للسيطرة على باب الأسباط، ومصلى باب الرحمة، وإنهاء وجود المقدسيين فيهما، من خلال الاستهداف المتواصل للمصلين الوافدين للمسجد الأقصى، والاعتداء عليهم، وإبعادهم عنه.
وحذر مختصون في شؤون القدس من مشاريع إسرائيلية خطيرة تُهدد أبواب الأقصى، في أعقاب إغلاق قوات الاحتلال باب الأسباط، والاعتداء على عدد من الشبان داخل باحاته، واعتقالهم، في رابع أيام عيد الأضحى.
تدخل خطير
نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات يقول إن إغلاق شرطة الاحتلال لمعظم أبواب الأقصى خلال عيد الأضحى، وتحديدًا باب الأسباط، يمثل اعتداءً على إدارة الأوقاف، ومحاولة للتدخل في شؤون إدارة الأقصى، رُغم أن إغلاق هذه الأبواب وفتحها شأن إدارة الأوقاف وليس شرطة الاحتلال.
ويوضح بكيرات، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يحاول منذ سنوات، التدخل في إدارة شؤون الأقصى وصلاحيات الأوقاف، وهذا تدخل خطير للغاية.
ويشير إلى أن الاحتلال حاول سابقًا إغلاق عدد من الأبواب، طنًا منه أنه يستطيع السيطرة على المسجد الأقصى، والتحكم فيه، إلا أن المقدسيين أثبتوا بصمودهم وتصديهم لتلك المحاولات أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إغلاق تلك الأبواب.
ويلفت إلى أن إغلاق بعض الأبواب في المناسبات الدينية يكون أحيانًا لقلة الوافدين للمسجد الأقصى، لكن يكون بإشراف من الأوقاف الإسلامية، وليس من شرطة الاحتلال.
ويحذر بكيرات من خطورة أي مخطط إسرائيلي يستهدف أبواب الأقصى، قائلًا: إن "الأمور تسير بشكل حساس وخطير في موضوع الأبواب، ويجب على الأوقاف والمقدسيين أن يتنبهوا لمخاطر إغلاق الاحتلال أي باب من أبواب الأقصى".
ويؤكد أن الاحتلال حاول استغلال عيد الأضحى لأجل التدخل في إدارة الأوقاف وشؤون الأقصى، كما حاول سابقًا، إخراج المستوطنين المتطرفين من باب الأسباط.
تغيير الواقع
ويضيف أن "هناك محاولات إسرائيلية مستمرة لسحب البساط من تحت يد الأوقاف"، مشيرًا إلى التركيز على باب الأسباط، إذ تحاول سلطات الاحتلال إعادة النظر في تلك القضية، بعدما سيطرت على الشريان الرئيس في موضوع باب المغاربة بالجهة الجنوبية الغربية للأقصى.
ووفقًا لبكيرات فإن سلطات الاحتلال تُخطط للسيطرة على المنطقة الشمالية الشرقية للأقصى من خلال باب الأسباط، وتجفيف الوجود المقدسي فيه، تمهيدًا لعمل شيء ما في المسجد المبارك لم نعلم خفاياه.
ويشدد على أن الاحتلال يسعى لمحاولة السيطرة على الأبواب، تمهيدًا لموضوع اقتحامات المستوطنين الذين يطالبون بفتح أبواب أخرى مثل باب الأسباط، إلى جانب باب المغاربة.
ويتابع "نرفض رفضًا قطعيًا إغلاق أي باب من أبواب الأقصى لأي اعتبارات كانت، ونطالب بأن تكون الأبواب تحت إدارة الأوقاف فقط".
ويحذر نائب مدير عام الأوقاف، من أي مخطط خطير تنوي سلطات الاحتلال تنفيذه بالمسجد الأقصى لأجل تغيير الواقع الديني والتاريخي فيه، مؤكدًا أن السيادة والإدارة في موضوع الأبواب بيد الأوقاف.
ويقول: "في حال فقدنا السيطرة على أي باب، فذلك يعني أن المستوطنين سيقتحمون باحات الأقصى من هذه الأبواب، تحت حراسة وحماية الشرطة الإسرائيلية".
ويؤكد أن ما جري في الأشهر الأخيرة من أداء جماعات المستوطنين الصلاة عند باب الأسباط، وما حدث في معركة باب الأسباط عام 2017، يتطلب منا أن نكون متيقظين وحذرين من أي قضية تمس المسجد الأقصى، وتستهدف تغيير الواقع فيه.