تشهد أسواق البلدة القديمة بالقدس المحتلة توافدًا كبيرًا من أهالي المدينة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل استعدادًا لاستقبال عيد الأضحى المبارك، رغم الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية التي يعانيها المقدسيون بسبب الحصار المطبق على جميع نواحي الحياة.
وقبيل عيد الأضحى، نظمت جمعية الأقصى بالتعاون مع مؤسسة مسلمات والحركة الإسلامية بالداخل المحتل مهرجان القدس للتسوق، لدعم وتمكين أهالي القدس وتجارها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وشارك في المهرجان أكثر من 4 آلاف فرد من سكان الداخل الفلسطيني، من أجل تشجيعهم على الشراء من أسواق البلدة القديمة وتعزيز صمود تجار القدس.
وتعمدت سلطات الاحتلال وأذرعها فجر اليوم اقتحام منازل أسرى مقدسيين محررين قبيل حلول عيد الأضحى، وعاثت في منازلهم فسادًا، وصادرت الممتلكات والمصاغ الذهبي، وفرضت غرامات عالية عليهم وحجوزات، بهدف التنغيص على الأسرى المحررين وعائلاتهم، والنيل من إمكانياتهم ومقدراتهم.
ورغم استعداد تجار القدس وخاصة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة لاستقبال الوافدين للأسواق، وتزويد محلاتهم بالبضائع لتعويض خسارتهم وكساد بضائعهم طوال العام، إلا أن الحركة الشرائية خفيفة بسبب شح إمكانيات المواطنين.
أوضاع صعبة
ويعاني تجار البلدية القديمة بالقدس المحتلة منذ سنوات طويلة من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، بسبب استهدافهم من قبل مؤسسات الاحتلال المختلفة بالمداهمات شبه اليومية لمحلاتهم التجارية، والتنكيل بهم وفرض الضرائب الباهظة عليهم، ومصادرة بضائعهم وأموالهم والحجز على ممتلكاتهم وبضائعهم بالمحلات.
وأغلقت العشرات من المحلات التجارية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، بسبب استهداف الاحتلال الأسواق والتجار وضرب الحالة الاقتصادية وإجبار التجار على الخروج منها، علما أنه يوجد مئات المحلات التجارية في أسواق البلدة القديمة.
عضو لجنة تجار القدس الحاج وديع الحلواني يقول في لقاء مع وكالة "صفا": "رغم أننا نعيش موسم عيد الأضحى المبارك، إلا أن الوضع الاقتصادي صعب للغاية".
ويضيف "التجار جهزوا البضائع بمناسبة العيد، بالتزامن مع الأحداث التي اندلعت في الضفة الغربية، ما أثر على الأسواق بالمدينة وحال دون تمكن السكان من الوصول إليها".
ويدعو الحلواني جميع أهالي القدس إلى النزول للبلدة القديمة والتسوق منها، لدعم التجار ومساندتهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
ويؤكد أهمية دعم التاجر المقدسي الذي يعاني الأمرين بسبب قلة الحركة الشرائية، والضرائب الباهظة التي تفرضها عليه مؤسسات الاحتلال المختلفة والديون المتراكمة.
دعوات لدعم التجار
أحد تجار البلدة القديمة الحاج حبيب الحروب يقول: "تعاني مدينة القدس الأمرين بسبب الإغلاقات الإسرائيلية وجدار الفصل العنصري الذي يحاصر المدينة".
ويدعو جميع السكان المقدسيين والداخل للتوافد في هذه الأيام الفضيلة للشراء من أسواق القدس قبل حلول عيد الأضحى لتثبيت تجار القدس بالبلدة القديمة، ودعم صمودهم.
أجواء جميلة
الفتاة جميلة محمود الجمل من الداخل المحتل تقول خلال زيارتها أسواق البلدة القديمة: "حضرت لزيارة المسجد الأقصى للصلاة، والتسوق من أسواق البلدة القديمة لشراء احتياجاتنا، ودعم صمود تجار القدس".
وتصف الجمل الأجواء في أسواق البلدة القديمة والمسجد الأقصى قبل عيد الأضحى بالجميلة.
وتضيف "سنواصل القدوم إلى مدينة القدس لأنها لنا، وسنبقى ثابتين فيها كما الزعتر والزيتون".
فيما عبرت الطفلة تالين شقيرات من جبل المكبر عن سعادتها خلالها زيارتها أسواق البلدة القديمة والتسوق منها.
وتصف أجواء أسواق البلدة القديمة بالجميلة وتنبض بالحياة.