أكدت المرابطة المقدسية هنادي الحلواني، يوم الأحد، أن الاحتلال يسعى إلى اقتطاع مصلى باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى، تمهيدًا لتقسيم المسجد مكانيًا.
وقالت الحلواني، في حديث خاص لوكالة "صفا"، إن تصاعد الاستهداف الإسرائيلي للمصلى يأتي ضمن مخطط التقسيم المكاني والزماني الذي ينوي الاحتلال فرضه داخل المسجد الأقصى، بهدف بناء "الهيكل" المزعوم على خمس مساحة المسجد مبدئيًا، وهذا يأتي في المنطقة الشرقية.
وأضافت أن سلطات الاحتلال تستهدف المرابطين ورواد المصلى منذ أن أعيد افتتاحه عام 2019، حتى اليوم، الذي يشهد تصاعدًا في وتيرة الاعتداءات على المصلى.
وأشارت إلى أن شرطة الاحتلال تقتحم يوميًا المصلى بأحذيتها، وتقوم بتصوير الداخلين والخارجين من المصلى وتحديد عددهم، بالإضافة إلى تفتيشهم وملاحقتهم بالإبعاد والاعتقال، وتمنع وتحتجز أي معدات تدخل للمصلى.
ولفتت إلى أن الاحتلال أقدم خلال الأيام الأخيرة، على قطع كل أسلاك الكهرباء وتمديدات المياه، حتى يكون من الصعب تواجد المرابطين في المكان، وعدم قدرتهم على تنظيفه، بالإضافة إلى عدم وجود أي سماعات ولا إنارة داخل المصلى.
وأفادت الحلواني بأن شرطة الاحتلال سلمت منذ الأسبوع الماضي، أكثر من 10 فتيات قرارات إبعاد عن مصلى باب الرحمة، ناهيك عن اعتقال ثلاثة شبان بالأمس، أثناء تنظيفهم السجاد، بحجة عدم حصولهم على إذن من الشرطة.
وحذرت من أن هناك خطوات إسرائيلية تصعيدية خطيرة تستهدف مصلى باب الرحمة، بهدف تفريغه من المصلين والمرابطين، وإعادة إغلاقه مجددًا.
وحول طبيعة المخططات التي تستهدف المصلى، قالت الحلواني: "من الواضح أن الاحتلال يطمع بالمسجد الأقصى كاملًا، لكنه يريد في هذه المرحلة اقتطاع جزءًا منه، تمهيدًا لفرض التقسيم المكاني بالمسجد، كما جرى في الفترة الماضية تقديم مخطط للكنيست لتقسيمه واقتطاع 70% من مساحة المسجد".
وأضافت أن الاحتلال في هذه المرحلة، يضع عينه على المنطقة الشرقية، وقد هيأ لاقتطاعها منذ زمن، بل وعمل على إغلاق المصلى، وقلل عدد المتواجدين فيه.
وأكدت المرابطة المقدسية أن الطريقة الوحيدة لحماية مصلى باب الرحمة من اعتداءات الاحتلال ومخططاته، هي تكثيف التواجد والرباط فيه طيلة الوقت، وإعماره بالذكر والصلاة وقراءة القرآن الكريم، وكذلك إدخال المعدات اللازمة لتنظيفه والاعتناء به.
ودائمًا ما يتدرج الاحتلال في محاولة جعل باب الرحمة فارغًا من المصلين والمرابطين، بغية تحقيق أطماعه في إعادة إغلاقه مجددًا كما حدث عام 2003، واعتباره خارج حدود المسجد الأقصى وليس جزءًا لا يتجزأ منه، تمهيدًا لتحويله إلى كنيس يهودي، واستخدامه كجزء لا يتجزأ من "الهيكل" المزعوم.
ولا يتوقف الاحتلال عن استهدافه للمصلى، عبر اقتحامه وتدنيسه، ومنع ترميمه، وملاحقة المصلين واعتقالهم وإبعادهم عنه، ناهيك عن الحملات التحريضية للجماعات اليهودية المتطرفة ضده، ومطالبتها المتكررة بالسماح بالدخول إليه وأداء الطقوس التلمودية فيه.
وكانت المرابطة المقدسية خديجة خويص حذرت من استهداف اسرائيلي ممنهج لمصلى باب الرحمة، وإدراجه ضمن مخطط التقسيم للمسجد الأقصى.
وقالت خويص إن قوات الاحتلال استولت على آلة التنظيف الوحيدة، التي يستخدمها المرابطون في تنظيف المصلى، مؤكدة على ضرورة الرباط المستمر في المصلى وحمايته من مخاطر التهويد.
وفي عام 2003، أغلقت شرطة الاحتلال مبنى باب الرحمة، واعتبرته أنه يستخدم لنشاطات سياسية، وفي عام 2017، أصدرت محكمة الاحتلال قرارًا قضائيًا يقضي بإغلاقه إلى إشعار آخر، بموجب "قانون مكافحة الإرهاب".
لكن في فبراير عام 2019، تحدى المقدسيون بصمودهم وإرادتهم القوية إجراءات الاحتلال، وأعادوا فتح المصلى وأدوا الصلاة فيه، بعد إغلاقه 16 عامًا.