توصف مجموعة "فاغنر" بأنها شركة عسكرية روسية، بينما يراها آخرون أقرب إلى مجموعة عسكرية شبه رسمية، كونها وحدة مستقلة تتبع وزارة الدفاع الروسية.
يعتقد أن مؤسسها ضابط روسي بالقوات الخاصة يدعى "دمتري أوتكين" وحملت إسمه العسكري السري "فاغنر"، لكنها الآن مملوكة لرجل الأعمال الروسي "يفغيني بريغوجين" ويعرف أيضا بـ "طباخ بوتين" لإدارته شركة "كونكورد" المنظمة لحفلات الاستقبال في الكرملين.
و"أوتكين" من قدامى المحاربين في حروب الشيشان، وضابط سابق في القوات الخاصة وكذلك في المخابرات العسكرية الروسية.
وصفها البعض بأنها شركة عسكرية خاصة "أو وكالة خاصة للتعاقد العسكري" وقيل إن مقاوليها شاركوا في صراعات مختلفة، بما في ذلك العمليات في الحرب الأهلية السورية على جانب الحكومة السورية، وكذلك في الفترة من 2014 إلى 2015 في الحرب في دونباس في أوكرانيا لمساعدة القوات الانفصالية التابعة للجمهوريات الشعبية دونيتسك ولوهانسك المعلن عنها ذاتيا.
ويرى آخرون بما في ذلك التقارير الواردة في صحيفة نيويورك تايمز أن "فاغنر" هي حقًا وحدة تتمع بالاستقلالية تابعة لوزارة الدفاع الروسية و/أو مديرية المخابرات الرئيسية متخفية، والتي تستخدمها الحكومة الروسية في النزاعات التي تتطلب الإنكار، حيث يتم تدريب قواتها على منشآت وزارة الدفاع.
وتضم هذه المجموعة نخبة من الجنود الذين يقدمون خدماتهم مقابل المال، وبدأت نشاطها لأول مرة مع ضم روسيا لجزيرة القرم عام 2014 كما نفذت عمليات وهجمات في شرق أوكرانيا.
ويقول مسؤولون بريطانيون إن عدد مقاتلي "فاغنر" ارتفع من ألف مقاتل إلى ما يزيد عن 20 ألف مقاتل في أوكرانيا، أي نحو 10% من القوات الروسية على الأرض في أوكرانيا.
وافتتح "بريغوجين" أول مقر لـ "فاغنر" في مدينة بطرسبورغ الروسية وقال" مهم توفير بيئة مريحة لتوليد أفكار جديدة بغية تحسين القدرة الدفاعية لروسيا".
لكن هذا الحديث عن تحسين قدرة روسيا الدفاعية لا يمكنه إخفاء حقيقة الاتهامات لهذه المجموعة بإرسال مسلحيها إلى دول في أمريكا اللاتينية وأفريقيا لتنفيذ ما يوصف بـ "العمليات القذرة" في النزاعات المختلفة، حيث انتشرت في سوريا لدعم النظام السوري منذ عام 2016 خصوصا حول حقول النفط في دير الزور، فيما خطفت الأضواء أكثر بعد مقتل عدد من أفرادها عام 2018 بغارة أمريكية.
كما تنشط هذه المجموعة في ليبيا منذ عام 2016 حيث تدعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ، حيث كشف تقرير سري للأمم المتحدة بتواجد حوالي ألف عنصر لها فيما تقدرهم تقارير أخرى بالآلاف.
كما تنتشر ميليشيات "فاغنر" في جمهورية أفريقيا الوسطى لحراسة مناجم الذهب والألماس، وتشير تقارير وجودها في مدغشقر وموزمبيق والسودان وكان آخر انتشار لها في مالي بعد انسحاب القوات الفرنسية من هناك.
من يمول مجموعة فاغنر؟
يعتقد البعض أن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)، تمول وتشرف سرًا على مجموعة "فاغنر".
وقد قالت مصادر من المجموعة لبي بي سي، إن قاعدتها التدريبية في مولكينو بجنوب روسيا، توجد جنبا إلى جنب مع قاعدة عسكرية روسية.
ونفت روسيا باستمرار أن يكون لـ "فاغنر" أي صلة بالدولة.
لكن التحقيق الذي أجرته بي بي سي والذي كشف عن صلات لأوتكين بمجموعة فاغنر، يربط أيضا بين المجموعة وأحد الأوليغارش الروس، ألا وهو يفغيني بريغوزين، المعروف باسم "طباخ بوتين"، ذاك اللقب الذي أطلق عليه لأن بداياته كانت كصاحب مطعم ومتعهد طعام للكرملين.
وتعمل شركة "ايفرو بوليس" التي يملكها "بريغوزين" في مجال خدمات الإطعام ومن بين زبائنها الجيش الروسي.
وتخضع العديد من شركات بريغوزين حاليا لعقوبات أمريكية بسبب ما تصفه واشنطن بـ "نفوذه السياسي والاقتصادي الخبيث في جميع أنحاء العالم". لكن لطالما نفى بريغوزين أي صلة بمجموعة "فاغنر".
دورها الحرب الأوكرانية الحالية
في الأسابيع التي سبقت الغزو الروسي لأوكرانيا، يُعتقد أن مرتزقة مجموعة فاغنر نفذوا هجمات متبعين استراتيجية "العلم الزائف" في شرق أوكرانيا، لإعطاء روسيا ذريعة للهجوم.
وقد ظهرت مؤخرا رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية تُجنّد المرتزقة بدعوتهم إلى "نزهة في أوكرانيا"، لكن يبدو أن مجموعات المرتزقة باتت تذهب تحت أسماء أخرى مثل "الصقور".
وأعلن قائد قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين، اليوم السبت أن قواته سيطرت على المنشآت العسكرية في مقاطعة روستوف جنوبي روسيا وهدد بالتوجه للعاصمة موسكو، وذلك في تحرك يستهدف الإطاحة بالقيادة العسكرية هناك.
وقال بريغوجين (62 عامًا) إنه وأتباعه موجودون في مركز قيادة المنطقة الجنوبية، وسيطروا على المنشآت العسكرية في روستوف، بما فيها المطار.