يشهد الجولان السوري المحتل منذ يومين مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضمن معركة يخوضها الأهالي ضد حرب "التوربينات الهوائية"، وهو مشروع إسرائيلي، ظاهره توفير طاقة هوائية، وباطنه الاستيلاء على منطقة "بساتين الجولان"، عبر التهجير والمصادرة.
وبالرغم من أن المواجهات تجددت لليوم الثاني بين أهالي الجولان وسلطات الاحتلال، إلا أن ملف "التوربينات الهوائية" أو "المراوح"، يعود لعام 2017، حينما نفذت "إسرائيل" مؤامرة بحق أهالي 4 قرى، عبر استئجار أراضيهم بطرق التفافية، حسبما كشف الأهالي لوكالة "صفا".
وأصيب العشرات واعتقلت قوات الاحتلال عدد من الأهالي، خلال المواجهات المستمرة اليوم الأربعاء، فيما يشهد الجولان إضرابًا شاملًا، تنديدًا بالمشروع الإسرائيلي.
والجولان السوري هو هضبة تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، وهو يتبع إداريًا لمحافظة القنيطرة، وهي جزء من أراضي سوريا وتتبع لها.
ومنذ حرب 1967 احتل جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلثي مساحة الجولان، وعُدّت من قبل الأمم المتحدة من ذلك الحين، أرضًا سورية محتلة، وتطالب الحكومة السورية بتحريرها وإعادة السيادة السورية عليها.
مؤامرة بشكل اتفاقية
وعما يجري، يقول ممثل الأهالي المتضررين علي أبو جبل لوكالة "صفا": "إن القضية تعود لعام 2017، حينما نفذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اتفاقية غامضة، مع دروز الجولان، أوهمتهم فيها عبر ممثلين بدوا أنهم لا يمثلون سلطات الاحتلال، تقضي بتأجيرهم أراضيهم لها مدة 25 عاما".
ويضيف "لم يكن للأهالي علم بخطورة الاتفاقية، وأنها مؤامرة، وكانت النتيجة أن سلطات الاحتلال جاءت لتستولي على أراضي سكان أربعة قرى في الجولان".
وتبلغ مساحة القرى الأربعة 4 ألاف دونم، وهي: قرية مجدل شمس، قرية مسعدة، قرية بقعة وقرية عين قنية".
وحسب أبو جبل، فإن الأهالي الذين شاركوا في الاتفاقية، حينما علموا بأنها مؤامرة لمصادرة الأراضي، تراجعوا عنها، وتوجهوا إلى المحاكم، وحصل عدد منهم على قرارات بعدم تصرف سلطات الاحتلال بأراضيهم.
ويشير إلى أن الاتفاقية كانت تتضمن إيجار 600 متر من أرض كل شخص، مع العلم أن من وقعوا على الاتفاقية قلة، فيما يرفض المشروع 25 ألف نسمة.
تغول رغم تراجع المتعاقدين
وبالرغم من تراجع معظم الموقعين وصدور قرار محكمة، إلا أن سلطات الاحتلال منعتهم من الدخول لأراضيهم أول أمس، وفق أبو جبل.
وكما يقول: "الأهالي قاموا بخطوات سلمية واعترضوا وكان معهم أصحاب العقود الذين تراجعوا عنها، لكن دون جدوى، وتفاجئنا أمس بالاحتلال يجلب قوة كبيرة أمس من الشرطة والقوات الخاصة، فتصادمنا معهم".
ويؤكد أن سلطات الاحتلال بدأت أمس بجلب المعدات والحفر تحضيرًا لتركيب "التوربينات الهوائية"، متخطية بذلك إرادة الأهالي ورفضهم، وهو ما تسبب بالإضراب والمواجهات المتجددة لليوم الثاني.
ويصف المشهد "جلبوا اليوم صباحًا المزيد من القوات ليهاجمونا، وأيضًا ما زالوا يضربون علينا قنابل الغاز من طائراتهم، واعتدوا علينا، هناك إصابات وعدد من المعتقلين، والاعتداء مستمر".
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي قال في تصريح سابق عن مشروع "التوربينات الهوائية"، أنه "مشروع قومي لإسرائيل".
ويتقين الأهالي بأن المشروع لا يتعلق بمشروع مراوح أو غيرها، وأن الهدف منه السيطرة على منطقة "بساتين الجولان"، عبر تخريب أراضي الأهالي وتهجيرهم منها، ومن ثم من بيوتهم، كما يؤكد أبو جبل.
ويقول: "هذا المشروع قومي كما قال المتطرف نتنياهو، وحجم القوات الهائلة اليوم يؤكد أن سلطات الاحتلال فقدت صوابها وتريد إنهاء حالة المواجهة من الأهالي".
المواجهة مستمرة
وأغلق أهالي الجليل والكرمل اليوم كافة الطرق، خاصة شارع رقم "6" الذي يؤدي للمنطقة، وذلك تضامنًا مع أهالي الجولان وحقهم الشرعي بأراضيهم.
وتحتاج كل "تربينة هوائية" تريد سلطات الاحتلال تركيبها، ألف كوب من الإسمنت، وهي مستمرة بعمليات الحفر تمهيدًا لتركيبها، وسط تصاعد المواجهات في المنطقة.
ويجزم أبو علي بالقول "لن نخرج من أراضينا، ولن نسمح بتركيب هذه المراوح، مهما كلف الأمر من ثمن، والبادئ أظلم".